150 وزيراً وصانع قرار يبحثون استدامة الشبكات والبنى التحتية في «الدولي للطرق»

  • 10/7/2019
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

تحت رعاية صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، شهد سمو الشيخ حامد بن زايد آل نهيان رئيس ديوان ولي عهد أبوظبي، أمس، افتتاح المؤتمر الدولي للطرق السادس والعشرين في العاصمة أبوظبي. حضر الافتتاح الذي عقد في مركز أبوظبي الوطني للمعارض، سمو الشيخ ذياب بن محمد بن زايد آل نهيان رئيس دائرة النقل عضو المجلس التنفيذي لإمارة أبوظبي، ومعالي الدكتور عبدالله بلحيف النعيمي عضو مجلس الوزراء وزير تطوير البنية التحتية ورئيس مجلس إدارة الهيئة الاتحادية للمواصلات البرية والبحرية. وتحت شعار «ربط الثقافات.. تمكين الاقتصادات»، تركزت أعمال اليوم الأول ونقاشات المؤتمر الذي يعقد للمرة الأولى في الشرق الأوسط حول التعامل مع التحديات الحالية وإعادة تشكيل مستقبل قطاع النقل، وذلك من خلال سلسلة رفيعة المستوى ومكثفة من ورش العمل والجلسات، بحضور نخبة من صناع القرار والوزراء والخبراء من أكثر من 150 دولة. واطلع الآلاف من المندوبين المشاركين في الحدث العالمي على التطور الملحوظ الذي شهدته طرق أبوظبي، وعلى الدور المهم الذي تلعبه دائرة النقل والجهات الحكومية في دولة الإمارات في تطوير البنية التحتية، الأمر الذي أدى إلى تصدر دولة الإمارات المرتبة الأولى في مؤشر جودة الطرق في تقارير التنافسية العالمية التابع للمنتدى الاقتصادي العالمي على مدار أربعة أعوام. ومع تحول أبوظبي لتكون وجهة رئيسية للتجارة والسياحة، سيعزز المؤتمر جهود الإمارة في تحقيق رؤيتها طويلة المدى من خلال التركيز بشكل أكبر على الاقتصاد القائم على المعرفة والابتكار للمساهمة في بناء المستقبل. أبوظبي مكان استضافة فريد وافتتح معالي الدكتور عبدالله بلحيف النعيمي أعمال المؤتمر بقوله: «يأتي الفوز المستحق لأبوظبي بتنظيم المؤتمر ليؤكد من جديد مكانتها الرائدة، ومركزها المتقدم، كوجهة دولية رائدة لاستضافة الأحداث الكبرى وتنظيم الفعاليات العالمية المهمة». وأشار معاليه إلى أن نمو دولة الإمارات العربية المتحدة لتصبح واحدة من وجهات الأعمال والتجارة الرئيسية في العالم، سار مع تركز الاستثمارات على عمل شبكة طرق مطورة، الأمر الذي سهل عملية الانتقال والسفر أكثر من أي وقت مضى، وقد جاء التطور المذهل في البنية التحية في الدولة بفضل الرؤية الثاقبة والرغبة في التطوير لدى المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه. وتعمل الحكومة باستمرار لتطوير رؤيتها للطرق لمواجهة تحديات المستقبل ولتكون مستعدة لمواجهة ما سيطرأ فيها من تغيرات. وأضاف معاليه: «ليست هذه بالمرة الأولى التي تتمكن فيها العاصمة أبوظبي من تنظيم حدث عالمي بارز يدخل تاريخ المنطقة للمرة الأولى على الإطلاق. ويشكل فوزنا باستضافة هذا المؤتمر العالمي علامة فارقة وفوزاً بجميع المقاييس لدولتنا وجميع دول المنطقة، خاصة أنه يأتي بعد تصنيف الإمارات للعام الرابع على التوالي في المرتبة الأولى في مؤشر جودة الطرق، وفقاً لتقرير التنافسية العالمية الصادر عن منتدى دافوس الاقتصادي، وذلك لتؤكد الإمارات من جديد مكانتها الرائدة ومركزها المتقدم. ويسهم المؤتمر تحت شعار (ربط الثقافات وتمكين الاقتصادات) في تعزيز لغة الحوار، والعمل للارتقاء بالنمو المستدام لشبكات الطرق والنقل والبنية التحتية حول العالم بما يعود بالنفع على الجيل الحالي والأجيال القادمة». التجربة الإماراتية ومن جهته، قال كلود فان روتين: «يشرفنا أن يلتقي العالم هنا في أبوظبي في هذه البقعة من العالم لأول مرة في تاريخ المؤتمر، إن وجودنا هنا سيساعدنا على الاطلاع على التجربة الإماراتية الناجحة في بناء شبكة طرق عالمية المستوى، وكيف تقوم بتشغيلها. واليوم يشارك أكثر من 55 وزيراً رؤيتهم لمستقبل دولهم، وسنتعرف على المزيد حول خططهم ومشاريعهم الجديدة ورؤيتهم لبناء شبكات الطرق في الجلسة الوزارية». وأضاف: «على مدار الأسبوع، سنستفيد كثيراً من المناقشات. وسيكون بمقدور المندوبين المشاركين التعرف على العديد من الموضوعات الجديدة والمختلفة حول الطرق والنقل». استخدام الأراضي والتنقل الذكي وشكلت الجلسات الوزارية التي استمرت كل منها لمدة 60 دقيقة، إحدى أبرز فعاليات اليوم الأول من المؤتمر، لتكون منصة خصبة لتبادل الأفكار بين المسؤولين الحكوميين من خلال النقاشات التي دارت حول أهمية التعاون بين البلدان في التحديات الرئيسية التي تواجه صناعة وقطاع النقل. وتمت مناقشة موضوع «تخطيط استخدام الأراضي» في بداية الجلسات، وتضمنت عرض أفكار مثيرة للاهتمام حول الحاجة الأساسية للتخطيط للمستقبل مع التحديات البيئية الجديدة والمتنامية. وكان من بين الموضوعات التي طرحت كيف يمكن للحكومات المساعدة في تقليل الازدحام من خلال التنقل الذكي، وطرح بدائل وخيارات للسفر لمسافات طويلة. وحول القضية الثانية التي ركز عليها الوزراء المشاركون وهي الذكاء الاصطناعي ومستقبل قطاع الطرق، منحت جلسة «الذكاء الاصطناعي في قطاع الطرق» فرصة للوزراء للحديث عن ثورة التكنولوجيا في هذا المرفق الحيوي، خاصة مع تشغيل السيارات ذاتية القيادة والسيارات الكهربائية التي ستنتشر في المستقبل القريب. وأشار الوزراء للكيفية التي يمكن بها للأنظمة المبتكرة تسهيل وتعزيز خدمات النقل من جهة، وكيفية تفعيل هذه الخيارات للحكومات مع الأدوات التكنولوجية المبتكرة بشكل يدعم انتشارها واستخدامها المستدام من جهة أخرى. تكنولوجيا مدعومة بخبرات البشر وأشاد معالي عمر بن سلطان العلماء، وزير الدولة للذكاء الاصطناعي بالإمارات، خلال كلمته الافتتاحية للجلسة، بالدور المحوري الذي يلعبه المؤتمر هذا العام خلال الجلسات الوزارية التي حضرها وزراء نقل من جميع أنحاء العالم، وقال: «من الآن فصاعداً، ستتأثر القطاعات كافة بالذكاء الاصطناعي، لأنه أصبح جزءاً من حياتنا اليومية جميعاً، فكل شخص منا اليوم يستخدم التطبيقات الذكية للانتقال من مكان لآخر لمعرفة المواقع، أو لإدارة أمور الحياة اليومية سواءً في العمل أو في المنزل». وأضاف معاليه: «على مدار التاريخ، انتقلنا من كوننا نعتمد على القوى البشرية المدعومة بالتكنولوجيا، لنعتمد اليوم على التكنولوجيا المدعومة بالخبرات والعنصر البشري». واختتم معاليه بالقول: «لا شك في أن قطاع الطرق والنقل سيتأثر بشكل كبير بالطفرة التي يشهدها الذكاء الاصطناعي، وستساهم الابتكارات المتتالية في هذا المجال في رسم معالم قطاع الطرق ووسائل النقل في المستقبل القريب، بما فيها وسائل النقل والمركبات ذاتية القيادة، وتصميم الطرق الذكية وإدارة الحركة المرورية التي ستساهم بشكل مستمر في جمع المزيد من المعلومات عن الحاجات الأساسية لمستخدمي الطرق والتي ستغير شكل مفهوم التصميم مستقبلاً». تحديات الانتقالات وترأست الجلسة الوزارية الأولى، تخطيط استخدام الأراضي، لبنى بوظة رئيس تحرير قسم الاقتصاد في قناة «سكاي نيوز عربية»، وأوضحت أن التخطيط المناسب وإدراك التحديات والحلول المحتملة يتطلب فهماً متعمقاً للبيانات الفعلية المتعلقة بمسائل النقل التي تشمل التنقل اليومي للذهاب إلى العمل وازدحام حركة المرور وحركة النقل العام ومتطلبات العمل على الطرق وإبراز الأحداث التي تسبب الازدحام وتؤثر في حركة المرور. وأوضح معالي أنطوني ألبانيزي وزير النقل والبنى التحتية الأسترالي، أن التحديات في الانتقالات كبيرة، ونتطلع إلى إنفاق أكثر من 100 مليون دولار للتنقل عبر الجسور والأنفاق التي يبلغ طولها ما يزيد عن 700 كم، وذلك من خلال دعم خطط الطرق الجديدة في أستراليا وبناء خطط حديثة لتطوير معايير البنى التحتية. ومن جهته، قال تونغ كون وزير السياحة الكمبودي، إن البنية التحتية دمِّرت قبل 20 عاماً، ونعمل اليوم لإعادة بناء البنية التحتية لكل من الطرق والمواصلات والجسور والأنفاق والموانئ البحرية، وذلك من خلال ربط طريق جديد للعاصمة، مشيراً إلى أن القرارات الجديدة في كمبوديا مبنية على معايير معمقة تواكب النمو الاقتصادي والسياحي وتوسيع دائرة الطرق من حارة إلى 4 حارات ودمج وإشراك القطاع الخاص مع الحكومة من أجل تحسين البنى التحتية، للاستفادة في استمرارية التطوير لمشاريع الطرق في كمبوديا من توسعة الطريق السريع والمطار والجسور وتوسيع السكك الحديدية. ومن جانبه، قال ريكاردو دي ابريو وزير النقل في جمهورية أنغولا، إن قرارات الحكومة نادت بتطوير البنية التحتية على أعلى المستويات، مشيراً إلى أن البرامج في أنغولا قدمت نتائج مبهرة في ما يتعلق بتطوير الطرق وتمهيد المستويات، وذلك من خلال وضعها الجغرافي الذي يعتبر ميزة في دول وسط أفريقيا، مشيراً إلى أنه يمكن الاستفادة من التطور الاقتصادي ودفع عجلة التطور للمحافظة على البنية التحتية. أفكار جديدة لتجاوز الازدحام ومن زاوية أخرى، قالت كيم هيون مي وزيرة الأراضي والبنية التحتية والنقل بجمهورية كوريا، إن فكرة الزحام والتدفق المروري، قائمة ولكن من خلال استخدام أفكار جديدة، ونستطيع في كوريا توسعة الطرق والأنفاق والجسور في الأماكن القروية، وذلك من خلال وضع خط جديد للسكك الحديدية تحت الأرض، كما نحاول اليوم وضع معايير للطرق السريعة، مشيرة إلى أن ذلك الأمر يدخل في حيز ونطاق الأمن والسلامة وتقليل الحوادث المرورية التي تقع يومياً في الطرقات. وقال وزير مواصلات سنغافورة، إن سنغافورة تنظر إلى تطوير الرواق والجسور والممرات بين الصين والهند، مشيراً إلى وجود برامج طريق موحدة بين الدول الثلاث، ما يساعد في التنمية الاقتصادية. ومن جانبه، قال أليون سار وزير السياحة والنقل الجوي في جمهورية السنغال، نضع اليوم خططاً لتطوير البنى التحتية حتى عام 2035، موضحاً أن الخطط تتناول تطوير الطرقات وخدمات النقل والجسور وسكك الحديد، مضيفاً أنه سيتم تطوير وسائل النقل الحديثة، مثل المشاريع الرقمية التي تتضمن رخص القيادة ورخصاً لمراقبة السائقين، إضافة إلى مشروع ربط المدينة عبر القطار الذكي. وتناول وزير النقل نيوكلاس جوهانسون وزير الدولة السويدي للتجارة الخارجية، مسألة تأمين النقل بشكل سريع، وتطوير العملية الانتقالية لتأمين فرص عمل جديدة، ووضع معايير لسلامة الطرق والاستمرار في وضع إطارات تعمل على أمن الطرق والمواصلات ومواجهة التحديات عبر التعاون مع الثقافات والاستفادة من تجارب الدول الأخرى. ومن جهتها، قالت وزيرة النقل والمواصلات البريطانية نصرة غاني، إن العملية الانتقالية ليست بسيطة ولكن كيفية التوجيه لها هي الأهم، مشيرة إلى أن المجتمع في بريطانيا يتقبل التغيير، وذلك من خلال جمع البيانات والمعلومات الجيدة عن طريق التعاون بين القطاع الحكومي والخاص لمعرفة التقنيات الحديثة وما يجب استخدامه ومقارنة المتغيرات وكيفية استخدام خدمات النقل الحديثة وربطها في التطبيقات الحديثة لعموم الفائدة. الذكاء الاصطناعي في قِطاع الطرق تناولت الجلسة الوزارية الثانية الذكاء الاصطناعي في قطاع الطرق، حيث يسهم استخدام التكنولوجيا والتقنيات الحديثة، كالذكاء الاصطناعي في تحسين خدمات السلامة على الطرق ويحقق أهداف استراتيجية السلامة، كما يستطيع الذكاء الاصطناعي توقع المخاطر المحتملة باستخدام المعلومات التي يتحصّل عليها من عدة أجهزة استشعار داخلية وخارجية، فضلاً عن جهاز الكمبيوتر المثبت على متن المركبة وخدمات شبكة السحابة، كما يمكن للذكاء الاصطناعي تأدية دور مهم في تحسين خدمات النقل من خلال تحديد أنماط الطلب وتخصيص الموارد. وقال وزير النقل الأنغولي: إن توظيف الذكاء الاصطناعي مطلب مهم للغاية مما يساعد في دعم حركة الاقتصاد وتأمينه بأكبر قدر ممكن، وذلك من خلال التنوع في التعليم والصحة والاقتصاد ووضع خطة واضحة لإعادة صيانة الطرق، مما يساعد في عملية التنمية واتخاذ الخطوات المناسبة لإعادة صياغة القطاع الخاص ودعم المبادرات والشراكات التي تعزز من تطوير عمل المواصلات والنقل واستخدام أنظمة النقل الحديثة. وقال وزير النقل الياباني كيتشى إيشى: إن الذكاء الاصطناعي في عملنا يقوم على تحليل البيانات إلى معلومات حقيقية لفهم متطلبات ومعايير الوضع في الطرق والمواصلات والبنى التحتية. وقال وزير النقل في ليتوانيا: إن الذكاء الاصطناعي يساهم في تطوير قطاع المواصلات وتخفيف معدلات الحوادث وصيانة الطرق، إضافة إلى رسم البنى التحتية لضمان الجودة في الأمن والسلامة وصيانة الطرق بشكل دوري لضمان حدة الازدحام المروري اليومي. التنقل بالطائرات ومن جهته، قال وزير النقل الماليزي، إن كثافة عملية التنقل في ماليزيا تزداد باستمرار، مشيراً إلى أن الرحلات اليومية للطائرات تتجاوز المليون رحلة، ومن المتوقع أن تصل إلى 15 مليون رحلة في المستقبل وذلك نظراً لتطور وسائل التنقل والمواصلات. وأضاف: علينا بناء طرق جديدة، والاستفادة من الخبرات والتعلم من توظيف الذكاء الاصطناعي لتقليل الحوادث وعمل دراسات بحثية حول ذلك. كما سيتم عمل توسعة للطرق، والعمل على تحسين الجودة حتى عام 2023 للتقليل من الزحام والتدفق المروري، وذلك باستخدام الذكاء الاصطناعي الذي يمكن من معرفة الاكتشافات الجديدة لنظام المواصلات. شبكة النقل المستقبلية ركزت الجلسة الثالثة والأخيرة في اليوم الأول من المؤتمر على القضية الأخيرة التي ضمتها أجندة الجلسات الوزارية، وهي «شبكة النقل المستقبلية»، وما تقدمه التكنولوجيا المتصلة والخدمات المبتكرة من فرص لتغيير أساليب تقديم حلول الطرق من خلال ربط المدن والأحياء. كما يساهم نظام النقل الفاعل والمدروس في دفع عجلة النمو الاقتصادي، ويساعد أيضاً في تحسين جودة حياة الأشخاص ليصبح بذلك أحد أهم قطاعات التنمية. التمويل المستدام والتخطيط المرن يستأنف المؤتمر الدولي للطرق السادس والعشرون- أبوظبي 2019 جلساته وفعالياته يوم الاثنين، بانضمام خبراء عالميين إلى الوزراء لتبادل الأفكار والآراء حول أفضل الممارسات. ومن بين المحطات البارزة في اليوم الثاني للمؤتمر، كلمة مطر الطاير المدير العام ورئيس مجلس المديرين في هيئة الطرق والمواصلات بدبي، وكلمة الدكتور إيتيان كروغ من منظمة الصحة العالمية. ويشهد اليوم الثاني أيضاً عرضاً لنتائج عدد من الدراسات من ضمنها جلسة «مساهمة النقل البري في الاستدامة والتنمية الاقتصادية». ومن بين الجلسات وورش العمل ضمن برنامج المؤتمر في يومه الثاني جلسات «مرونة التخطيط للبنية التحتية للطرق» و«التمويل المستدام للبنية التحتية للنقل».

مشاركة :