رفعت ميليشيات الحوثي الانقلابية المدعومة من إيران وتيرة التصعيد العسكري في الحديدة، حيث دفعت أمس بتعزيزات جديدة إلى تخوم مديرية التحيتا الساحلية جنوب المحافظة. وقالت مصادر ميدانية لـ «الاتحاد» إن الميليشيات حشدت عشرات الآليات والعربات تحمل مئات المسلحين القادمين من مديريات مختلفة، وعملت على نشر التعزيزات على أطراف التحيتا خصوصاً في محيط منطقة الجبلية الواقعة في الجنوب الشرقي. وأشارت إلى أن الميليشيات صعدت أيضا هجماتها الصاروخية والمدفعية على مواقع قوات المقاومة المشتركة، في منطقتي الجبلية والفازة وأطراف التحيتا، كما هاجمت مواقع القوات المشتركة في مديريتي حيس والدريهمي، والأطراف الشرقية والشمالية الشرقية للحديدة. وسقطت قذائف مدفعية وصاروخية على تجمعات سكنية في المناطق المستهدفة لكن دون أن ترد تقارير بسقوط ضحايا مدنيين. وقامت الميليشيات الانقلابية بعمليات ابتزاز ونهب المواطنين وملاك المحال التجارية وشركات الصرافة المحلية في محافظة الحديدة، حيث أفاد مصدر محلي لـ «الاتحاد» بأن الحوثيين قاموا باقتحام عدد من المحال التجارية وشركات الصرافة تحت مبرر التفتيش عن العملات النقدية الجديدة التي جرت طباعتها مؤخرا من قبل الحكومة. وأشار إلى أن مشرفين قاموا بمداهمة المحال وشركات الصرافة وصادروا مبالغ مالية كبيرة قبل أن يقوموا بإغلاق محالهم ومنعهم من مزاولة نشاطاتهم التجارية داخل المدن الخاضعة لسيطرتهم في الحديدة. وواصلت ميليشيات الحوثي للأسبوع الخامس على التوالي، إخفاء المشتقات النفطية ومادة الغاز المنزلي للضغط على التحالف العربي للسماح بمرور شحنات نفطية غير مرخص لها من قبل البنك اليمني المركزي في عدن. وفيما أكدت مصادر نفطية مطلعة في صنعاء وجود كميات كبيرة من مادتي البنزين والديزل مُخزنة في مستودعات شركة النفط الحكومية الخاضعة لسيطرة الميليشيات، تفاقم الوضع المعيشي للملايين من السكان في العاصمة ومدن أخرى في الشمال إلى مستويات قاسية خصوصاً مع استمرار حرمان مئات الآلاف من موظفي الحكومة من رواتبهم منذ أكتوبر 2016. وقال مصدر مسؤول في شركة النفط بصنعاء لـ «الاتحاد» إن الميليشيات اتخذت قراراً برفع سعر مادتي البنزين والديزل إلى 9000 و9500 ريال للجالون الواحد (20 دولارا)، بعد نحو عام على تسعيرهما بـ 7500 و8000 ريال، مشيراً إلى أنه سيتم الإعلان عن التسعيرة الجديدة في غضون أيام. وعزا المصدر الأزمة النفطية الخانقة إلى أسباب أبرزها الضغط على التحالف من أجل السماح بدخول شحنات نفطية تجارية غير مرخص لها من البنك المركزي في عدن، والتمهيد للجرعة السعرية الجديدة التي ستؤدي إلى ارتفاع كبير في أسعار المواد الغذائية الأساسية والاستهلاكية التجارية. وأقدمت ميليشيات الحوثي على تصفية أحد القيادات القبلية البارزة في مديرية النادرة بمحافظة إب وسط اليمن. وقالت مصادر إن عناصر من الحوثيين أقدموا على اختطاف أحمد مصلح الحضرمي أحد قياديي قبائل العود في مديرية النادرة قبل أن يقوموا بتصفيته لاحقا، موضحة أن أطقم من الميليشيات اقتحمت قرى العود في النادرة وشنت حملة اعتقالات واسعة في صفوف الأهالي واقتادتهم إلى جهات مجهولة. وأوضحت أن الحضرمي رفض تلك الممارسات بحق أبناء العود ما دفع بالميليشيات إلى اختطافه والقيام بتصفيته، مشيرا إلى أن الحادثة لقيت استنكارا قبليا كبيرا وسط تصاعد حدة التوتر في مناطق العود بين القبائل والميليشيات. وعقد عدد من قبائل مديرية عنس إحدى كبرى قبائل محافظة ذمار وسط اليمن لقاء موسعا لتدارس الرد على الاستهدافات والتعديات التي مارستها ميليشيات الحوثي بحق أبناء القبائل في المديرية، وأفادت مصادر أن قبائل عنس تداعت بعد نشوب خلافات حادة بين قبيلة «آل عمران» وقبيلة آل نجم الدين المسنودتين بميليشيات الحوثي، مشيرة إلى أن الوضع في المديرية مرجح للتصعيد خصوصا عقب اندلاع اشتباكات مسلحة بين عناصر قبلية والميليشيات في ذمار ما أسفر عن سقوط جرحى للطرفين.
مشاركة :