قال الرئيس الأميركي دونالد ترمب، اليوم (الاثنين)، إنه يريد بقرار سحب الجنود الأميركيين من شمال سوريا ترك الأطراف الضالعة في النزاع «تحل الوضع»، فيما دعاه السيناتور ليندسي غراهام إلى العودة عن القرار، محذراً من أنه «ينطوي على كارثة». وتابع ترمب، في سلسلة تغريدات بموقع «تويتر»: «على تركيا وأوروبا وسوريا وإيران والعراق وروسيا والأكراد الآن حل الوضع». وذلك في أول رد فعل له منذ إعلان البيت الأبيض سحب جنود من شمال سوريا، مما يمهد الطريق أمام هجوم عسكري تركي ضد الأكراد، وأضاف ترمب: «آن الأوان لكي نخرج من هذه الحروب السخيفة والتي لا تنتهي، والكثير منها قبلية». وأضاف: «الأكراد قاتلوا معنا، لكنهم حصلوا على مبالغ طائلة وعتاد هائل لفعل ذلك. إنهم يقاتلون تركيا منذ عقود». من جانبه، دعا السناتور الجمهوري ليندسي غراهام المقرب جدا من الرئيس الأميركي، اليوم، ترمب إلى «العودة عن قراره» سحب القوات الأميركية من شمال سوريا معتبرا أن هذا الخيار «ينطوي على كارثة». وقال السناتور الجمهوري في تغريدة «إذا طبقت هذه الخطة» التي تمهد الطريق أمام هجوم عسكري تركي ضد الأكراد «فسأقدم مشروع قرار إلى مجلس الشيوخ يطلب أن نعود عن هذا القرار. أتوقع أن يلقى دعما واسعا من قبل الحزبين». وفي سياق متصل، قال مسؤول أميركي لوكالة «رويترز» للأنباء إن انسحاب القوات الأميركية في سوريا سيقتصر في بادئ الأمر على جزء من الأرض قرب الحدود التركية كانت أنقرة وواشنطن قد اتفقتا على العمل معاً لإقامة منطقة أمنية خاصة فيه. وأضاف المسؤول، الذي تحدث إلى «رويترز»، مشترطاً عدم ذكر اسمه، أن الانسحاب من المنطقة لن يشمل الكثير من القوات بل ربما العشرات فقط. وبحسب الوكالة، لم يوضح المسؤول ما إذا كانت القوات سترحل عن سوريا أم ستنتقل إلى مكان آخر في البلاد التي يوجد بها نحو ألف جندي أميركي. وكان البيت الأبيض أعلن أن القوات الأميركية في شمال سوريا لن تتمركز بعد اليوم قرب الحدود مع تركيا ولن تدعم عملية أنقرة «التي خططت لها طويلاً» في البلاد. وأفاد البيت الأبيض عقب اتصال هاتفي أجراه ترمب مع نظيره التركي رجب طيب إردوغان: «قريباً، ستمضي تركيا قدماً في عمليتها التي خططت لها طويلاً في شمال سوريا، لن تدعم القوات المسلحة الأميركية العملية ولن تنخرط فيها. وكون قوات الولايات المتحدة هزمت التنظيم على الأرض التي أقامها (داعش)، فلن تتمركز بعد اليوم في المنطقة مباشرة عند الحدود مع تركيا». وأضاف البيت الأبيض، في بيان: «تركيا ستكون الآن مسؤولة عن كل مقاتلي تنظيم (داعش) في المنطقة والذين اعتقلوا على مدى العامين الماضيين».
مشاركة :