تواجه الأمة العربية والإسلامية تحديات سياسية واقتصادية واجتماعية كبيرة، تفاقمت بسبب الصراعات المستمرة التي أضرت بالاستقرار والتنمية في العديد من دول المنطقة. هذه الصراعات لا تؤدي فقط إلى خسائر في الأرواح، بل تتسبب أيضًا في تدمير البنية التحتية، مما يضعف فرص النمو والتقدم. وفي كثير من الأحيان، تصبح المنطقة ساحة لصراعات لا تعود عليها بفوائد تُذكر، بل إن الموارد التي تُستثمر في إعادة الإعمار تذهب في الغالب إلى جهات خارجية ساهمت في تدمير ما تم بناؤه. هذا يثير التساؤل حول الأسباب التي تجعل الدول العربية والإسلامية في قلب هذه الأزمات المتكررة، وما هي الخطوات التي يمكن اتخاذها للخروج من هذه الدائرة المستمرة من التحديات والخسائر. قد يبدو الجواب متعدد الجوانب، ولكن يجدر النظر في مجموعة من العوامل التي تتداخل لتخلق هذا الواقع المؤلم. فمن ناحية، هل نحن ضحية سياسات خارجية تُفرض علينا، أم أننا مكّنا هذه القوى الخارجية من استغلالنا؟ أم أن هناك من يضع مصالحه الشخصية فوق مصلحة الوطن والأمة؟ في الحقيقة، ربما تكون الإجابة على هذا السؤال مركبة وتشمل جميع هذه الأسباب. إذا نظرنا إلى هذه العوامل، نجد أن الفرق بين المجتمعات المتقدمة والمجتمعات التي تعاني من مشكلات داخلية يعود إلى طبيعة التعليم، الانضباط، الاستقرار، والاستثمار في المستقبل. بالإضافة إلى ذلك، تبقى هناك مشكلة داخلية في بعض المجتمعات العربية والإسلامية تتمثل في الكسل العقلي والنفسي، وتفضيل المصالح الشخصية على المصلحة العامة. ربما آن الأوان لتلك الدول، وأصحاب القرار والقادة والمؤسسات السياسية والثقافية، أن يفكروا بجدية في كيفية مواجهة هذه التحديات، سواء كانت خارجية أو داخلية، إذا كانوا يطمحون إلى الخروج من دوامة الحروب والصراعات والخسائر التي لا تنتهي. لقد تحملت العديد من الدول العربية والإسلامية الكثير في مواجهة أعدائها بحكمة وسياسة، وتمكنت من تجنيب أوطانها الكثير من الأزمات والكوارث. هذه الحكومات اتخذت قرارًا ببناء أوطانها، وتعليم أبنائها، وتعزيز استقرارها الأمني. ونسأل الله تعالى أن يحفظها، ويجنبها ما يُحاك ضدها من أعدائها. وبالنظر إلى التجارب الناجحة للدول الغربية، وفي مقدمتها الولايات المتحدة الأمريكية ودول أوروبا، والدول الشرقية مثل الصين واليابان وكوريا، فإنه يمكن تحديد مجموعة من العوامل التي ساهمت في تقدمها وازدهارها، في مقابل الواقع الذي تعيشه بعض الدول العربية والإسلامية. من أهم هذه العوامل: 1. النظام التعليمي المتقدم: التعليم هو أساس تقدم المجتمعات. في دول الشرق ودول الغرب، يعتمد التعليم على تطوير مهارات التفكير النقدي والإبداعي منذ الصغر، مما يؤدي إلى إعداد أجيال قادرة على الابتكار وحل المشكلات. 2. الانضباط المهني: الالتزام بالعمل والجدية في التعامل مع المهام والمسؤوليات هو سمة رئيسية في المجتمعات المتقدمة. هذا الانضباط يعزز من الإنتاجية ويؤدي إلى النجاح في مختلف المجالات. 3. الاستقرار السياسي والاجتماعي: الاستقرار الداخلي يلعب دورًا محوريًا في تعزيز التنمية المستدامة. بينما تعاني العديد من الدول الإسلامية والعربية من اضطرابات سياسية واجتماعية تعيق التقدم. 4. الاستثمار في البحث والتطوير: النجاح التكنولوجي والاقتصادي في الغرب والشرق يعود جزئيًا إلى التركيز الكبير على البحث العلمي والتطوير. هذا الاستثمار يساهم في الابتكار والتطور المستمر. 5. الكسل العقلي والنفسي: تعاني العديد من المجتمعات العربية والإسلامية من ضعف في السعي الدائم لاكتساب المعرفة والمهارات. هذا الكسل العقلي والنفسي يعوق تطور الأفراد والمجتمع، ويضعف قدرتهم على مواكبة التحولات العالمية.
مشاركة :