أعربت فرنسا أمس الاثنين عن قلقها البالغ من احتمالية شن تركيا لعملية عسكرية في شمال شرق سوريا التي يسيطر عليها الأكراد. وقالت وزارة الخارجية الفرنسية في بيان، إن العمل العسكري التركي الأحادي سيعرض للخطر جهود مكافحة الإرهاب التي تشارك فيها باريس إلى جانب قوات سوريا الديمقراطية (قسد). وحذر البيان من أن تنظيم داعش، الذي خسر آخر معاقله في سوريا على أيدي مقاتلي (قسد) في شهر مارس الماضي، «لا يزال يمثل تهديدا كبيرا لأمننا القومي، وأنه لا يزال لديه قدرا كبيرا من الموارد والقدرات لشن هجمات في البلاد». وأوضح البيان أن فرنسا على اتصال وثيق مع الشركاء الأوروبيين وغيرهم من أعضاء التحالف الدولي ضد تنظيم داعش للتباحث حول هذه العملية العسكرية التركية. كان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان قال إن تركيا تقف على أعتاب القيام بمهمة عسكرية جوا وبرا في سوريا. وقد أجرى أردوغان اتصالا هاتفيا مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مساء الأحد. وأشار البيت الأبيض إلى أنه لن يقف أمام القيام بأية عملية، مضيفا أن القوات الأمريكية لن تكون متمركزة مستقبلا في المنطقة المجاورة. من جانبه، حذر الرئيس الامريكي دونالد ترامب أنقرة أنه سيدمر اقتصادها تمامًا اذا قامت بأي شيء يجاوز الحدود.وقد بدأت الولايات المتحدة صباح أمس الإثنين في سحب قواتها من مناطق الشريط الحدودي مع تركيا في شمال سوريا، ما يفتح الطريق أمام تنفيذ أنقرة تهديدها بشنّ هجوم ضد المقاتلين الأكراد. لطالما لوّحت به.وقبل ساعات عدة، اعطى البيت الأبيض الضوء الأخضر لأنقرة، ما يشكل وفق مراقبين تحولاً بارزاً في السياسة الأميركية وتخلياً ملحوظاً عن المقاتلين الأكراد الذين شكلوا حليفاً رئيسياً لها في المعارك ضد داعش.ودافع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن موقفه، معتبراً أنه على الأطراف الضالعة في النزاع السوري أن (تحل الوضع)، وآن الآوان للخروج من (هذه الحروب السخيفة). من جانب آخر، قال بانوس مومسيس، منسق الأمم المتحدة الإقليمي للشؤون الإنسانية المعني بالأزمة السورية، أمس الاثنين إن الأمم المتحدة تشعر بالقلق حيال السكان المدنيين في شمال سورية وأعدت خطط طوارئ في حال أقدمت تركيا على شن عملية عسكرية في المنطقة. وأضاف مومسيس متحدثا من جنيف: «نأمل في الأفضل ولكننا نستعد للأسوأ، محذرا من أن يصبح الناس مشردين نتيجة للعملية العسكرية». ودعا المسؤول الأممي جميع أطراف الصراع لاحترام القانون الإنساني الدولي، الذي يضمن حماية المدنيين خلال الحرب. وطالب مومسيس بأن تبقى الطرق المؤدية إلى شمال شرق سوريا مفتوحة، حتى يتسنى للأمم المتحدة مواصلة تزويد 700 ألف شخص من إجمالي 7. 1 مليون شخص يعيشون هناك بالطعام والدواء.
مشاركة :