حوار فريد هو الأول من نوعه تشهده العاصمة أبوظبي في الفترة المقبلة، حيث تتداخل فيه أكبر العلامات التجارية في عالم الموضة والرفاهية، مثل ديور وشانيل وهيرمس وفان كليف ولويس فيتون مع الحرف التراثية الإماراتية كالسدو والتلي والخوص معاً لتشكل محصلة نادرة من المشغولات والقطع الفنية التي تؤكد أن الفن هو اللغة القادرة على تخطي كل الحواجز والمسافات، وخلق مساحات للتلاقي بين الشعوب والثقافات. يأتي هذا الحوار، الذي يقام في الفترة من 12 نوفمبر إلى 14 ديسمبر المقبلين، عبر استضافة أبوظبي وفداً من لجنة كولبير، التي تمثل 84 علامة من العلامات التجارية الفاخرة ومنتجات الرفاهية و16 مؤسسة ثقافية فرنسية، ضمن سلسلة من المبادرات تحت عنوان «فلانيري كولبير أبوظبي» و«الرفاهية الفرنسية في القرن الحادي والعشرين»، بالتعاون مع دائرة الثقافة والسياحة – أبوظبي. وتتضمن هذه المبادرات، بحسب ما تم الكشف عنه خلال المؤتمر الصحافي الذي عقد صباح أمس في بيت الحرفيين بموقع الحصن في قلب أبوظبي، سلسلة من الفعاليات المقرر إقامتها في مواقع متعددة في جميع أنحاء الإمارة، بهدف اتاحة الفرصة للجمهور لاستكشاف مفاهيم وأسرار الرفاهية الفرنسية في القرن الحادي والعشرين والثقافة الفرنسية وحوارها المتواصل والمزدهر مع الثقافة الإماراتية، وذلك بالتزامن مع معرض «10000 عام من الرفاهية» الذي يحتضنه «متحف اللوفر أبوظبي» من 30 الشهر الجاري إلى 15 فبراير 2020، بالتعاون مع «متحف الفنون الزخرفية» الفرنسي، وهو عضو مشارك في «لجنة كولبير». وأوضحت الرئيس والمدير التنفيذي للجنة كولبير، إليزابيث بونسول دي بورت، أن المبادرات التي يتضمنها الحدث تتوزع على «بيت الحرفيين» في موقع الحصن و«الغاليريا في جزيرة المارية» ومعرض «فن أبوظبي» و«متحف اللوفر أبوظبي»، لافتة الى أن «فلانيري كولبير أبوظبي» تضم برنامجاً من العروض العامة للمهارات الحرفية وورش العمل والحوارات في الفترة من 12 إلى 28 نوفمبر المقبل في «بيت الحرفيين»، إلى جانب أنشطة مفتوحة في جميع أنحاء الغاليريا مول في جزيرة المارية تعرض الإبداع المشترك لمجموعة من علامات الفخامة والرفاهية الفرنسية من 12 نوفمبر إلى 14 ديسمبر. ويشهد معرض «فن أبوظبي» يومي 20 و23 نوفمبر حوارات حول الرفاهية والفن الفرنسي الحديث بمشاركة متحدثين من أبرز علامات الرفاهية والمؤسسات الثقافية الفرنسية. الرفاهية في ضيافة التراث دي بورت استعرضت مزيداً من التفاصيل عن برنامج الفعاليات الذي يشهد مشاركة حرفيين فرنسيين وإماراتيين في حوارات حول مهاراتهم في السدو والخوص والتلي وصناعة الخنجر من الجانب الإماراتي، والتطريز وفن الطهي والمصنوعات الفضية والجلدية من الجانب الفرنسي. حيث تكشف دار «كريستيان ديور» أسرار صناعة حقيبة اليد النسائية الشهيرة التي تحمل علامة «ديور»، وخلال حوار مع إحدى خبيرات التلي، تتحدث سيدات من دار «غيرلان» عن فن تعبئة وختم زجاجات العطور، وتقدم دار «بويفوركات» إطلالة على تقنيات صياغة الفضة ومقارنتها بأسلوب الحرفيين الإماراتيين في صناعة خنجر فضي تقليدي. وفي حوارات أخرى مع الحرفيين الإماراتيين، تركز «هيرميس» على فنون صناعة الجلود ومهارات صنع السرج، و«بريستول» على صناعة الشوكولاتة، ولويس فويتون على تقنيات الرسم، و«فان كليف آند آربيلز» على مجموعتها «غموض». وتتضمن الفعاليات أيضاً سلسلة من العروض العملية والجلسات التعليمية مع اثنين من فناني التطريز من ليساج (شانيل) وخبراء في نسيج السدو. وتدعم هذه الفعاليات سلسلة من عروض الأفلام والحوارات المقدمة من علامات الرفاهية الفرنسية. كما يستضيف «بيت الحرفيين» حوارات تتناول المهارة والجودة الفرنسية، حيث يتحدث يوم 13 نوفمبر فينسنت كوشيت، كبير المنسقين في قصر فونتينبلو، وأمل شابي، مدير الترميم في إدارة البيئة التاريخية في دائرة الثقافة والسياحة – أبوظبي، حول ترميم مسرح الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، ويقود هوبرت باريري، المدير الفني في ليساج (شانيل) حواراً عن المعرفة والإبداع يوم 14 نوفمبر. وتناقش فاليري ساندوز، أمين عام «لجنة كولبير» عملية نقل المهارات والخبرات الفنية والحرفية، باعتبارها أحد كنوز الرفاهية الفرنسية، في حوار يوم 16 نوفمبر، ويتناول ألكسندر بوكيل، الرئيس التنفيذي لشركة فيرمونت (كريستيان ديور)، التطريز، مفهوم البراعة والمهارة في دور الأزياء الفاخرة يوم 19 نوفمبر. وتعرض هيلين هريت، مدير الاتصالات في برناردو، بورسلين، مفهوم رمزية المهارة الحرفية يوم 21 نوفمبر، وتبحث كاترين بيجارد، رئيس قصر ومتحف دوماين دي فرساي، المهارة والبراعة الحرفية يوم 22 نوفمبر. وأخيراً، يتحدث تيري سارمانت، كبير المنسقين في «موبيليه ناسيونال جوبلين»، عن البراعة الفنية في شركات صناعة الأثاث الملكي التاريخي يوم 24 نوفمبر. أما الفعاليات التي تقام في الغاليريا مول، فتتمثل في عرض 26 علامة من منتجات الرفاهية الأعضاء في «لجنة كولبير» أعمالاً وتصميمات وفعاليات خاصة في نوافذ العرض داخل متاجرها، والمستوحاة من موضوعات معرض «متحف اللوفر أبوظبي». حوار بين الثقافات من جهته، أشار رئيس دائرة الثقافة والسياحة – أبوظبي، محمد خليفة المبارك، الى أن «فلانيري كولبير أبوظبي» تتمتع بزخم كبير، نظراً لكونها التعاون الأول على الإطلاق بين هذه المجموعة المرموقة من المؤسسات والعلامات الفرنسية الفاخرة ضمن مبادرة بهذا الحجم، بما يجعلها إنجازاً ثقافياً بحد ذاته للإمارة والمنطقة. لافتاً أن بناء جسور التواصل والحوار الثقافي يشكل أحد محاور التركيز الرئيسة لـدائرة الثقافة والسياحة - أبوظبي، بما يعكس قيم التنوع والانفتاح في المجتمع الإماراتي الذي يرحب باحتضان الثقافات الأخرى ومشاركة الثقافة الإماراتية مع العالم. بينما أوضح وكيل دائرة الثقافة والسياحة – أبوظبي، سيف سعيد غباش، خلال المؤتمر الصحافي، أن هذه المبادرة الفنية والثقافية رائدة وفريدة من نوعها، حيث لم يسبق من قبل تقديم مثل هذا البرنامج المفتوح للجمهور في أي مكان في العالم. من جانبه، قال وزير الثقافة الفرنسي فرانك ريستير: «يسرني رعاية فعاليات (فلانيري كولبير أبوظبي) التي تحتفي بالعلاقات الوطيدة بين فرنسا ودولة الإمارات العربية المتحدة. وبينما يمزج قطاع الرفاهية الفرنسي بين التراث غير المادي والإبداع، أثق بأن الحوار الثقافي، الذي طورته (لجنة كولبير) عبر هذه المبادرات حول مهارات التميز والفن المعاصر، سيسهم بالتأكيد في تعزيز الروابط بين بلدينا». 10 آلاف عام من الرفاهية يمثل معرض «10000 عام من الرفاهية»، الذي ينطلق في 30 الجاري بمتحف اللوفر أبوظبي، الحدث الأول في منطقة الشرق الأوسط، الذي يبحث في تاريخ الرفاهية والفخامة من خلال 350 قطعة استثنائية من الأزياء والمجوهرات والقطع الفنية والأثاث والتصميم، مستكشفاً الأساليب المتنوعة التي استخدمتها الثقافات المختلفة للتعبير عن الرفاهية عبر التاريخ، من القرابين الثمينة في الطقوس الدينية، والأثاث الملكي المصنوع من الذهب الخالص، إلى الأزياء الراقية وقطع المجوهرات التي أبدعتها علامات راقية مثل كريستيان ديور وشانيل وكارتييه وهيرميس. ويناقش المعرض معنى الرفاهية عند الثقافات المختلفة، وتأثير هذا البذخ على تطور المجتمع. العلامات التجارية الأكبر في عالم الموضة تلتقي مع السدو والتلي والخوص، لتشكل محصلة نادرة من المشغولات والقطع الفنية.ShareطباعةفيسبوكتويترلينكدينPin Interestجوجل +Whats App
مشاركة :