بيروت:«الخليج» النتيجة الأولى لإعلان دولة الإمارات العربية المتحدة رفع الحظر عن سفر رعاياها إلى لبنان، كانت في الأسواق المالية، إذ ارتفعت سندات لبنان السيادية المقومة بالدولار بفضل الثقة التي أحدثها قرار الإمارات، والتوقعات بضخ استثمارات وسيولة في الاقتصاد اللبناني، عبر استثمارات إماراتية وشراكات جديدة.تنفس اللبنانيون الصعداء بالقرار الإماراتي الذي أعلن عنه، بعد استقبال صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، لرئيس مجلس الوزراء اللبناني سعد الحريري. وجاء مؤتمر الاستثمار الإماراتي - اللبناني في أبوظبي ليحمل الكثير من التفاؤل لدعم لبنان وإخراجه من أزمته الراهنة.المحلل الاقتصادي، عضو لجنة الدراسات بجمعية المصارف، الدكتور نسيب غبريل، اعتبر أن زيارة الرئيس سعد الحريري للإمارات على رأس وفد رسمي، أثمرت العديد من الإيجابيات، خصوصاً أننا نعرف أهمية دولة الإمارات ومساهمتها في الاقتصاد اللبناني، ناهيك عن العلاقات التاريخية بين البلدين، وثانياً فإن قرار رفع الحظر عن سفر المواطنين الإماراتيين إلى لبنان أمر مهم، وهذا الحظر كان موجوداً منذ العام 2012، وكان هناك انتظار أن يتم رفعه بعد تشكيل الحكومة اللبنانية الحالية، وتأخر هذا الوضع بعض الشيء، لكن رُفع الحظر أخيراً وهذا أمر إيجابي جداً للبنان وللعلاقات الثنائية، ولكن علينا ألا نفرح بأن الحظر رفع، ونتوقع تدفق عشرات الألوف من الرعايا الإماراتيين إلى لبنان لمجرد رفع هذا الحظر، لأن فترة الانقطاع شهدت تغييرات لجهة أن العائلات الإماراتية اختارت وجهات سياحية أخرى غير لبنان، وهناك تنافس شديد بين دول العالم لاستقطاب السيّاح الإماراتيين والسيّاح الخليجيين بشكل عام، وبالتالي علينا ألاّ نكتفي برفع الحظر، بل علينا اتخاذ مبادرة لتسويق لبنان مجدداً وجذب المواطنين الخليجيين وتحديد مزايا لبنان المتعددة.أما النقطة المفيدة الأخرى من هذه الزيارة فعلى الوفد اللبناني أن يتفحص الإنجازات الاقتصادية التي حققتها دولة الإمارات التي لم تعتمد فقط على الثروة النفطية، وتنويع الاقتصاد، بل ركزت على استقطاب الاستثمارات والسياحة والصناعة والخدمات، وليس فقط على القطاع النفطي. كما استثمرت في بنى تحتية وصلت اليوم لكي تنافس أي بنى تحتية في العالم كله، ما أدى إلى ارتفاع مستوى تنافسية الاقتصاد الإماراتي، وهذا يظهر من خلال مركز دولة الإمارات على مؤشر التنافس العالمي الذي يصدر عن المنتدى الاقتصادي العالمي والذي يبين أن دولة الإمارات من بين أفضل 30 بلداً في العالم من حيث التنافسية الاقتصادية، كما أن علينا أن نتذكر أن الإمارات وفّرت بيئة جاذبة للأعمال والاستثمارات وللشركات الأجنبية وللتكنولوجيا، ونرى ذلك من خلال تصنيف دولة الإمارات عبر البنك الدولي ولأداء الأعمال، حيث جاءت في المركز ال 11 عالمياً من ناحية بيئة الأعمال.وأحدث القرار الإماراتي تفاؤلاً في لبنان وارتياحاً على كل المستويات، خصوصاً بعد كلام صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، عن أن الإمارات حريصة على دعم علاقاتها مع لبنان الشقيق على المستويات المختلفة وتقف إلى جانبه في كل ما يحفظ أمنه واستقراره ويحقّق طموحات شعبه الشقيق إلى التنمية والتطور. ويعني ذلك وفق الخبير الاقتصادي لويس حبيقة أن الأمور في لبنان ستتجه اقتصادياً نحو الاستقرار. وقال حبيقة ل«الخليج» إن زيارة الرئيس الحريري إلى الإمارات كانت مهمة جداً مع الوفد الاقتصادي اللبناني، وأن قرار رفع حظر سفر الإماراتيين إلى لبنان مسألة في غاية الأهمية، لأنها ستعيد التواصل مع هذا البلد، وتفتح الطريق لتجديد الثقة مع الدول الخليجية الأخرى، وهي في الوقت ذاته تكرّس مساراً سياسياً جديداً في العلاقات سيكون له أثر في العلاقات مع كل دول العالم. ورأى أنه يجب انتظار ما ستؤول إليه الأمور بعد رفع الحظر لأن الاقتصاد اللبناني ينتظر ضخ استثمارات في بنيته، علماً أن جزءاً من الالتباس في العلاقة السابقة بين البلدين كان نفسياً، وبالتالي، فإن عودة الإماراتيين سيكرس واقعاً جديداً يفتح آفاقاً على مسارات اقتصادية ومالية عدة.القرار الإماراتي انعكس ارتياحاً أيضاً لدى الهيئات الاقتصادية اللبنانية وكل القطاعات، إذ تتحضر الفنادق لاستقبال هذه النقلة المتوقعة لعودة الإماراتيين إلى لبنان خلال المرحلة المقبلة. ويرى الخبير الاقتصادي والمالي الدكتور غازي وزني، أن مؤتمر الاستثمار الإماراتي اللبناني، له تأثيرات إيجابية في البلاد، إذ يشجع على عودة الاستثمارات الإماراتية، وهو بلا شك سيعطي مردوداً إيجابياً على الاقتصاد اللبناني، وأول انعكاساته ستكون بعودة السياح الخليجيين إلى لبنان وتقديم الدعم المالي. واعتبر أن قرار رفع الحظر عن سفر الإماراتيين إلى لبنان يعيد الثقة بالبلد ويستقطب الاستثمارات.ويرى عدد من الخبراء الاقتصاديين من بينهم الخبير الدكتور شربل قرداحي، أن القرار الإماراتي إيجابي للعلاقات بين البلدين. ورأى أننا كلبنانيين يجب ألا نكتفي لأن الانقطاع حصل لمدة 7 سنوات، وهو أمر يجب العمل عليه لاستعادة السياح والرعايا الإماراتيين الذين تعودوا على بلدان أخرى خلال سنوات المقاطعة. ويجب أن نذكر الإماراتيين والخليجيين بالفترة السابقة التي كان يأتي فيها مئات الألوف الى لبنان خصوصاً قبل عام 2010. أما النائب والصناعي البارز نعمت فرام فقال: كل الترحيب بخطوة الإمارات رفع الحظر عن سفر رعاياها إلى لبنان.. إنها علامة ثقة متجددة وعودة إلى علاقات أخوة طالما جمعت شعبينا، وإننا نتطلع إلى مزيد من ترسيخ العلاقة بمشاريع مشتركة لما فيه خير البلدين، علماً أن لبنان لن ينسى مطلقاً الإمارات التي وقفت إلى جانبه في الظروف الصعبة ماضياً وحاضراً.بدوره شكر نقيب محرري الصحافة اللبنانية جوزيف قصيفي دولة الإمارات العربية المتحدة على بادرتها برفع الحظر عن توجه مواطنيها إلى لبنان وتجاوبها مع ما طرحه رئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري، لجهة الإسهام في مساعدة لبنان على الخروج من الأزمة المالية والاقتصادية التي يرزح تحت عبئها. وهذا يدل على روح الإخوة والتضامن مع لبنان في الأزمة الصعبة، وهذا ليس غريباً على دولة الإمارات وقيادتها التي قدمت الدليل تلو الدليل على وقوفها معه في الاستحقاقات الصعبة. ونأمل أن يستمر نهج الإخوة والانفتاح لما فيه مصلحة البلدين. ودولة الإمارات التي تستضيف على أرضها عشرات الآلاف من اللبنانيين لن تألو جهداً في تقديم الدعم للبنان، لكن هذا الدعم ليس بديلاً عما يجب أن يتخذه المسؤولون اللبنانيون من إجراءات وتدابير لوقف الهدر والفساد وإطلاق عجلة الاقتصاد وفق رؤية عصرية مطلقة.. مرة أخرى الشكر لدولة الإمارات على التفاتتها الكريمة ومؤازرتها الدائمة لوطننا.
مشاركة :