الجزائر: الطلاب يواصلون المظاهرات رفضاً للانتخابات الرئاسية

  • 10/9/2019
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

للأسبوع الـ33، واصل طلبة الجامعات الجزائرية تظاهراتهم، أمس، للمطالبة بتنفيذ مطالب الحراك الشعبي، وفي مقدمتها تنحي رموز الرئيس السابق عبد العزيز بوتفليقة قبل إجراء الانتخابات الرئاسية المقررة 12 ديسمبر المقبل. ورغم الحوار المجتمعي الذي قادته لجنة الوساطة والحوار الوطني على مدى نحو شهر ونصف الشهر ولقائها بوفد من الاتحاد الطلابي الحر، إلا أن الطلاب يواصلون تظاهراتهم الأسبوعية، رفضاً لتنظيم الانتخابات الرئاسية. ونظم الطلبة مظاهرة جابت الشوارع الرئيسية للعاصمة بدءاً من ساحة الشهداء، وصولاً إلى البريد المركزي مروراً بشارع العربي بن مهيدي وساحة الأمير عبدالقادر وسط إجراءات أمنية مشددة. وتخللت المظاهرة اشتباكات بين المتظاهرين ورجال الشرطة، فيما قال الطلبة، إن بضعة أشخاص تم توقيفهم، إلا أن الشرطة لم تعلن هذا الأمر. وقال حسام سعدي (20 عاماً) طالب بكلية الحقوق بجامعة الجزائر لـ«الاتحاد»: «نتظاهر لأن الانتخابات في ظل وجود رموز نظام عبدالعزيز بوتفليقة على رأس الدولة لن يؤدي إلى انتخابات نزيهة». ويرى سعدي أن «السلطة المستقلة للانتخابات التي تم تنصيبها لن تستطيع مكافحة الفساد في الانتخابات الرئاسية المقبلة»، وقال «إن مجرد ترشح بعض الوجود المحسوبة على نظام بوتفليقة يعد إعادة إنتاج النظام السياسي السابق بوجوه جديدة». ويضيف سعدي الذي كان يحمل العلم الجزائري خلال مشاركته في المظاهرة: «هل يعقل أن الحراك الشعبي خرج فأطاح ببوتفليقة، وعندما أجريت الانتخابات الرئاسية ترشح فيها اثنان من رؤساء الحكومة ووزيران، عينهم بوتفليقة.. هذا عبث». أما صابرينا بن يحيى (21 عاماً) طالبة بكلية الإعلام، فقالت: «من يهاجمون تظاهرات الطلبة لا يعرفون أنهم الأصل في الحراك الذي أطاح ببوتفليقة». وأضافت أن «الطلبة لم يتوقفوا عن التظاهر خلال شهر رمضان أو حتى خلال العطلة الصيفية، وطوال 33 أسبوعاً ظلت مسيراتهم سلمية، ولم يحدث فيها أي أعمال شغب أو اشتباكات.. نحن نحب بلادنا، ونريد التعبير عن رأينا». وأكدت أنها ترفض المشاركة في التصويت في الانتخابات الرئاسية المقبلة، قائلة «كيف لي أن أذهب إلى صندوق الانتخابات، بعد كل ما يحدث؟، ليس هذا ما خرجنا للتظاهر من أجله». ويرى المحلل السياسي الجزائري راشد راشدي، أن الشباب بحكم السن يحركه الحماس، وقال لـ«الاتحاد»، إنه «لابد من تحكيم العقل لوقف التظاهرات وإجراء الانتخابات». وأضاف راشدي: «المشكلة في الحراك الشعبي والطلابي أنه بلا قيادة تتحدث باسمه أو تتخذ القرارات، وهذا الأمر انعكس بوضوح خلال فترة عمل هيئة الوساطة والحوار الوطني التي التقت بفصيل من الطلاب في الاتحاد الطلابي الحر، فخرج طلبة آخرون قالوا إن هذا الوفد لا يمثلهم». ويتابع: «الحراك الشعبي حقق أغلب مطالبه، سواء باستقالة بوتفليقة، أو عزل المقربين منه من مناصبهم، ومحاسبة المسؤولين الفاسدين، وتعديل قانون الانتخابات، وتشكيل هيئة مستقلة تتولى الإشراف على الانتخابات، التي تحدد موعد إجرائها بعد 8 أشهر من استقالة بوتفليقة، وهي فترة كبيرة من غير رئيس». وتوقع أن تستمر المظاهرات حتى بعد انتخاب الرئيس الجديد، حتى يرى الشعب والطلبة والشباب منه ما يجعلهم يوقفون التظاهرات الأسبوعية.

مشاركة :