مسؤول كردي: تخوف من إبادة وعمليات نهب تركية شمال سوريا

  • 10/9/2019
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

قال مسؤول كردي بارز في "الإدارة الذاتية" لشمال سوريا وشرقها إن "الأوضاع تسير حتى الآن بشكلٍ عادي في مناطق شمال سوريا، لكن هناك قلقاً شعبياً نتيجة التهديدات التركية غير المشروعة"، فيما تواصل تركيا حشد المزيد من قواتها إلى الحدود بين سوريا وتركيا. وأضاف بدران جيا كُرد، مستشار "الإدارة الذاتية" في مقابلة مع "العربية.نت"، فجر الأربعاء، أن "جميع أبناء المنطقة من الأكراد والعرب والسريان والآشور يناشدون قوى التحالف الدولي والمجتمع الدولي ردع التهديد التركي الغاشم، الّذي يستهدف أمن واستقرار المنطقة الآمنة أصلاً". كما أشار إلى أن "المنطقة تشهد غليانا جماهيريا رافضا لتلك التهديدات التركية. وقد تظاهر أبناء المنطقة ضدها، وهم يدعون إلى المقاومة في وجه هذا الاحتلال ويدعمون قوات سوريا الديمقراطية ويناشدون المجتمع الدولي للحدّ من أي عملية عسكرية تقوم بها أنقرة والجماعات الإرهابية المدعومة منها". ورغم أن الجيش التركي قد قصف بالفعل مساء الثلاثاء نقطة يتمركز فيها مقاتلو قوات "سوريا الديمقراطية" في بلدة رأس العين (سري كانييه) الواقعة بريف الحسكة على الحدود مع تركيا، إلا أن هذه القوات أعلنت أن "لا خسائر بشرية في صفوفها" نتيجة ذلك. وقال مستشار "الإدارة" في هذا الصدد إن "القصف لم يتجدد بعد"، معتبراً أن بعض "وسائل الإعلام المساندة لتركيا تلعب دوراً سلبياً في ممارسة حربٍ إعلامية شاملة بهدف ترويع وتهجير المواطنين من ديارهم". عمليات إبادة ونهب وتغيير ديموغرافي وتابع "نحن الآن نعمل بجهود مضنية ومكثفة سياسياً ودبلوماسياً لمنع وقوع الحرب على المنطقة، لكن إن استنفدت السبل السياسية وفُرِضت علينا، سنواجه هذا العدوان غير المبرر والفاشي بمقاومة شاملة دفاعاً عن أرضنا وأهلنا ومكتسباتنا، وهذا حق مشروع وفق جميع القوانين الدولية والشرائع السماوية". كما كشف عن أن "بدء العملية العسكرية التركية يعني رفضاً ونسفاً كاملاً من قبل أنقرة للآلية الأمنية التي كانت تنفذ بشكلٍ جيد بين ثلاثة أطراف هم أنقرة والتحالف الدولي وقوات سوريا الديمقراطية"، لافتاً إلى أن "أنقرة تعمل منذ البداية على التهديد والتصعيد لفرض وجودها في هذه المنطقة الآمنة، ويمكن اعتبار ذلك دعوة لاحتلال أجزاء أخرى من سوريا، فهي تدّعي أن تلك المنطقة لا تلبي طموحاتها". إلى ذلك، توقّع المستشار الكردي "حصول عمليات إبادة ونهب وقتل وتغيير الديمغرافي في ما لو شنّت أنقرة هجومها بالفعل على غرار ما حصل في عفرين سابقاً". وشدد قائلاً "نتابع ونضغط على التحالف الدولي لردع الهجوم التركي وعدم ترك شركائهم الّذين حاربوا معهم الإرهاب الدولي لأجل الإنسانية، عرضة للإبادة"، مشيراً إلى أن "الحرب ضد الإرهاب لا تزال مستمرة من قبل قوات سوريا الديمقراطية والتحالف الدولي وأي عملية عسكرية ستقوض هذه الجهود وتمنح فرصة جديدة لتجدد الإرهاب بشكلٍ أكثر شراسة". كما جدد مستشار "الإدارة" الحديث عن وجود "آلاف الإرهابيين المعتقلين في سجون الإدارة الذاتية"، بالقول إن "هؤلاء يشكلون تهديداً على العالم بأسره، ومن بينهم نساء وأطفال في المخيمات". ولم يخفِ أن "الهجوم التركي قد يبدأ في أي لحظة"، بينما حذّرت قوات "سوريا الديمقراطية" المجتمع الدولي من حصول كارثة إنسانية في مناطقها، خشية الهجوم التركي المقرر، والّذي "قد يبدأ خلال 24 ساعة" بحسب هذه القوات. "قد نتواصل مع النظام وروسيا" وأضاف "ندرس كافة الخيارات الممكنة لمواجهته في حال تساهل التحالف الدولي مع ذلك، وحينها يمكن أن نتواصل مع الجانب الروسي والنظام السوري لردعه، لكن حتى الساعة ليس هناك أي تواصل بيننا". كما دعا المسؤولين في دمشق وموسكو إلى "القيام بمسؤولياتهم" تجاه "الاحتلال التركي الداعم للإرهاب والّذي يهدد وحدة الأراضي السورية". وتتزامن هذه التطورات مع مرور 21 عاماً على إرغام عبدالله أوجلان، زعيم حزب "العمال الكُردستاني" على مغادرته العاصمة السورية. وهذه "الذكرى" قد تصادف مع "الموعد الرسمي" المقرر للعملية العسكرية التركية ضد قوات "سوريا الديمقراطية"، بحسب محللين أتراك. استطلاع تركي.. وهجوم من تل أبيض ورأس العين وفي الأثناء تحلق طائرات الاستطلاع التركية فوق سماء مدينة تل أبيض(كري سبي) في وقتٍ أشارت فيه مصادر مقرّبة من قوات "سوريا الديمقراطية" إلى أن "الهجوم التركي قد يبدأ من منطقتي تل أبيض ورأس العين". وأضافت المصادر أن "المجال الجوي سيكون مفتوحاً أمام أنقرة رغم إعلان وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) عن إغلاقه". يذكر أن قوات سوريا الديمقراطية حذرت في صباح الأربعاء، مما وصفته بـ"كارثة إنسانية" على وشك الوقوع. وقال مصطفى بالي، المتحدث باسمها في بيان نشره عبر حسابه على تويتر: "إن مناطق شمال شرقي سوريا الحدودية، على حافة كارثة إنسانية وشيكة ومحتملة، كل المؤشرات والمعطيات الميدانية والحشود العسكرية على الجانب التركي من الحدود، تشير إلى أن مناطقنا الحدودية ستتعرض لهجوم تركي بالتعاون مع المعارضة السورية المرهونة لتركيا". وأضاف: "هذا الهجوم سيؤدي لسفك دماء آلاف المدنيين الأبرياء، بسبب اكتظاظ مناطقنا الحدودية بالسكان". وأتى بيان قسد بعد أن أعلن رئيس دائرة الاتصال في الرئاسة التركية فخر الدين ألطون، أن القوات المسلحة التركية بالإضافة إلى "الجيش السوري الحر" سيعبرون الحدود السورية، في وقت مبكر من اليوم الأربعاء. وقال فخر الدين ألتون، في تغريدة عبر حسابه بموقع تويتر، "سيعبر الجيش التركي، بالتعاون مع الجيش السوري الحر، الحدود التركية-السورية قريبا".

مشاركة :