طالب سمو الأمير الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، قادة مجلس التعاون لدول الخليج العربية في قمتهم التشاورية الـ 15 في الرياض أمس, إلى صياغة ورقة خليجية موحدة يتم فيها تحديد المخاطر وتجسيد التحديات لوضع رؤية مشتركة لطريقة معالجتها من منظور خليجي، خلال اللقاء مع الرئيس الأميركي باراك أوباما في كامب ديفيد في 13 مايو الجاري. وتطرقت القمة التي انعقدت في قصر الدرعية في الرياض وشارك فيها الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند كضيف شرف، الى اللقاء المزمع مع أوباما، كما دعت المعارضة السورية الى مؤتمر في الرياض لبحث مستقبل سورية، في اشارة الى مرحلة ما بعد بشار الأسد، كما دعت الكيانات الدولية كافة للمشاركة في العمل الإغاثي في اليمن ضمن اطار المركز الذي اعلن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز عن انشائه في الرياض لهذه الغاية. وفي كلمته، أشار سمو الأمير الى أن «بيتنا الخليجي أثبت قدراً كبيراً من الصلابة في تعامله مع الأحداث والظروف السياسية والأمنية الخطيرة وغير المسبوقة، وأظهر تجربة رائدة كانت محط اهتمام الجميع ومثار اكبار واعجاب، اذ استطاع بحنكة قادته أن يلعب دوراً مؤثراً، ليس فقط على مستوى محيطنا الخليجي، وانما تعداه الى المستوى الاقليمي والدولي، وبات هذا الصرح يمثل بعداً مؤثراً وفاعلاً في مجرى الاحداث الدولية». وأشار إلى ان «دول المجلس شاركت بفعالية المجتمع الدولي في تحالفه لمحاربة الارهاب ومحاولة اعادة الاستقرار الى العراق، كما لعبت دوراً مؤثراً في محاولة ايجاد حل للكارثة الانسانية التي يشهدها الاشقاء في سورية». وأكد أن «ما اثبته مجلسنا من قدرة ليس فقط في حشد الجهود والتأييد الدولي، وإنما أيضاً في تحركه بالمباشرة في العمليات العسكرية التي اطلقها في اليمن للحفاظ على الشرعية وحفظ امن واستقرار دوله»، مضيفاً ان «التطورات والأحداث الأخيرة في منطقتنا أكدت وبشكل قاطع صلابة هذه التجربة التي نفتخر بوجودنا في إطارها ونعتز بالانتماء لها والتي لا بد لنا أن نعمل على تعزيزها وتوطيدها والوصول بها الى ما ينسجم مع النظام الاساسي ويفعل قرارات عملنا المشترك ويعكس تطلعات شعوبنا بالوصول بها الى مرحلة الاتحاد القائم على أسس صلبة وخطوات مدروسة تضمن استمراره وتحصنه». وإذ اشار الى الدعوة التي وجهها أوباما لقادة دول المجلس للالتقاء به في كامب ديفيد في 13 الشهر الجاري، دعا سموه الى «صياغة ورقة خليجية موحدة نطرحها في هذا اللقاء نحدد فيها المخاطر ونجسد التحديات تكون فيه الصراحة عنواناً والمصارحة محتوى وبيانا لنضع رؤية مشتركة لطريقة معالجتها من منظور خليجي نتشاور فيه مع حليفنا الاستراتيجي لتزداد رؤيتنا نضجاً ونشكل استراتيجية موحدة تعكس عمق تجربتنا الخليجية وإدراكها لحجم التحديات التي نواجهها ولنؤكد أن هذا الكيان الخليجي ناضج بفكره واع بنظرته قوي في حركته». وأكد سموه أن «قلقنا مشروع ومخاوفنا مبررة من تداعيات البرنامج النووي الايراني ونرجو أن يبدد الاتفاق النهائي ما يعترينا من مخاوف وقلق وأن نرى سلوكاً وتصرفاً ايرانياً في المنطقة يعكس روح هذا الاتفاق». وكان خادم الحرمين قد افتتح القمة بكلمة أعلن فيها عن تأسيس مركز للأعمال الإنسانية والإغاثية في اليمن يكون مقره في الرياض، داعياً الأمم المتحدة الى المساهمة بفاعلية في هذا المركز. وأكد ان العمليات في اليمن جاءت استجابة من دول التحالف لمناشدة السلطة الشرعية بعد أن رفض الانقلابيون مساعي مجلس التعاون والمجتمع الدولي الهادفة الى وقف القتال. وتطرق الى الموضوع السوري، مؤكداً على «أهمية ألا يكون لرموز النظام الحالي دور في مستقبل سورية». وفي المقابل، أكد هولاند أن هناك أخطاراً وهناك تهديدات تواجه دول الخليج وتواجه فرنسا أيضاً، مضيفا أن بلاده لن تتردد «في مساعدة دول الخليج، حتى ولو تطلّب ذلك عملاً عسكرياً». وأكد أن الاتفاق النووي مع إيران لن يكون سبباً في زعزعة دول المنطقة. وتابع: «على طهران التعهّد بعدم الحصول على سلاح نووي، ويجب أن يستمر حظر الأسلحة عليها». وفي بيانها الختامي، دعت القمة التشاورية إلى حوار بين اليمنيين لحل الأزمة في بلادهم، مؤكدة ان الاجتماعات في الرياض بشأن اليمن ستكون مبنية على مخرجات الحوار الوطني، وطالبت الكيانات الدولية كافة للمشاركة في العمل الإغاثي في اليمن ضمن اطار المركز الذي اعلن الملك سلمان عن انشائه. وأكد البيان الختامي للقمة «على الحل السياسي في سورية ودعوة المعارضة إلى الاجتماع في الرياض لبحث مستقبل سورية»، كما شدد على جهود مكافحة الارهاب، داعياً الى تأسيس علاقة طبيعية مع إيران على أساس عدم التدخل. وقال وزير الخارجية القطري الشيخ خالد العطية في مؤتمر صحافي تلا خلاله البيان الختامي ان البحث خلال القمة التشاورية تطرق الى القمة مع أوباما في كامب ديفيد. وقال إن الولايات المتحدة حليف دول المنطقة وهناك ايضاً مصالح مشتركة بينها وبين دول المجلس، مضيفاً أن البحث في القمة سيتطرق الى الاتفاقية النووية بين ايران ومجموعة خمس زائد واحد، وكذلك فان أزمة سورية ستكون حاضرة في هذه القمة، مشيراً الى أن القضية الفلسطينية «دائماً حاضرة في وجداننا وستكون ايضاً حاضرة في القمة». وأكد الوزير القطري أن وجود هولاند في القمة دليل على دعم فرنسا لاصدقائها وتأكيد على شرعية الاجراءات التي تم اتخاذها في اليمن.
مشاركة :