بين مشروع النفوذ والتمكين الإيراني، والأطماع التركية القديمة في المنطقة تتعرض سورية لمرحلة خطيرة من التدخلات والاعتداءات، بلغت ذروتها أمس بإطلاق النظام التركي عملياته العسكرية الواسعة مجددا بالقصف الجوي والمدفعي على الشمال السوري أمس بدعاوى القضاء على التهديد الكردي، وهو اعتداء مباشر وجرائم حرب بحق الشعب السوري دون اعتبار لتحذيرات المجتمع الدولي والقوى الكبرى خاصة الولايات المتحدة التي حذرت من أن انقرة ستدفع ثمنا باهظا لاعتداءاتها العسكرية على قوات سوريا الديموقراطية المدعومة بمظلة أمريكية. لكن تلك المظلة تنكشف تباعا مع الانسحابات الأمريكية من بؤر الصراع في المنطقة، مما يترك فراغا على الأرض لاتعوضه مواقف سياسية أمريكية وأوروبية غاضبة ومنددة، حيث تضرب بها تركيا عرض الحائط، خاصة مع تعقيدات مصالح وحسابات القوى الكبرى وعجز المجتمع الدولي عن ردع تلك التدخلات ومشروعها التوسعي المتجدد لتحقيق أحلام فارسية وعثمانية قديمة على حساب دول الأمة. لقد حذرت المملكة من خطورة تلك التدخلات، مؤكدة على الحل السياسي لأزمات المنطقة على أن تلتزم تلك القوى بعدم التدخل في شؤون الدول العربية، واحترام مبادئ القانون الدولي التي تستوجب إرادة أممية أكثر حزما بمجلس الأمن، وموقفا عربيا سيعكسه الاجتماع الطارئ للجامعة لوضع حد لأطماع وعبث سياسة اردوغان.
مشاركة :