العيش برفقة الكلاب يخفض الضغط ويطيل العمر

  • 10/10/2019
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

يفضل الكثيرون تربية الكلاب ومرافقتها وهم يدركون أن في التواصل معها الأثر الكبير على توازنهم النفسي والاجتماعي، ويبين الباحثون أن فوائد هذه العلاقة تمتد إلى أكثر من ذلك وقد تصبح نوعا من أنواع العلاجات لمن يواجهون الموت جراء أمراضهم القلبية. تورنتو (كندا)- أثبتت أبحاث جديدة أن من يملكون كلابا ببيوتهم يعيشون لفترة أطول وأن رفقة هذه الحيوانات الأليفة قد تكون مفيدة بشكل خاص للأشخاص الذين يعانون من أمراض القلب وأولئك الذين يعيشون بمفردهم. قالت الدكتورة كارولين ك. كريمر من جامعة ماونت سيناي لرويترز هيلث “لقد قمنا بدراسة حالة أكثر من 3 ملايين شخص والنتائج مهمة للغاية”. وأشارت كريمر وفريقها في تقرير بمجلة “ذو جورنال سيركولايشن: كارديوفاسكولار كواليتي اند آوتكامس” إلى أن الأشخاص الذين يملكون كلابا لديهم انخفاض في ضغط الدم ولهم مستويات صحية من الكوليسترول ومعدل توتر أقل من الذين يسكنون بيوتا خالية من الكلاب. ومن المعروف أيضا أن وجود حيوان أليف بالبيت حتى لو كان مجرد نوع من الحشرات داخل قفص يخفف من التوتر والقلق والاكتئاب والشعور بالوحدة والعزلة الاجتماعية. لكن الدراسات التي تبحث في ما إذا كان وجود كلب يطيل العمر توصلت إلى نتائج مزدوجة. وللتحقيق في ذلك، بحث فريق كريمر من خلال السجلات الطبية التي يعود تاريخها إلى عام 1950، ووجدوا 10 دراسات قد ربطت بين ملكية الكلاب ونجاة حوالي 3.8 مليون شخص. وإجمالا، كان أصحاب الكلاب أقل عرضة للموت بنسبة تقدر بـ24 بالمئة طوال عقد آخر من العمر، مقارنة بالذين لا يملكون كلابا. وقد قل خطر الوفاة لدى الأشخاص الذين عانوا من نوبة قلبية أو خلل في القلب أو الأوعية والذين يرافقون الكلاب بنسبة 65 بالمئة، مقارنة بالمرضى الوحيدين. وتوصل الباحثون إلى أن ملكية الكلاب خفضت من الوفيات الناجمة عن أمراض القلب والأوعية الدموية بنسبة 31 بالمئة. وقالت كريمر إن النشاط البدني المتزايد يلعب دورا أساسيا في تأثير امتلاك الكلاب على صحة الأوعية الدموية والقلب. واستدلت على ذلك بقولها إن عدد خطواتها قد شهد قفزة كبيرة، منذ اقتنائها لكلبها مفرط النشاط “روميو” ومرافقته للتنزه لثلاث مرات على الأقل في اليوم الواحد. وكانت دراسة بريطانية سابقة قد أظهرت أن تمشية الكلاب تعزز بشدة من مستويات النشاط البدني لدى كبار السن، وخاصة في فصل الشتاء. وبنيت الدراسة على سؤال أكثر من ثلاثة آلاف مشارك من كبار السن وما إذا كانوا يمتلكون كلبا ويقومون بتمشيته. ثم أعطاهم الباحثون من جامعتي إيست أنجليا وكامبريدج أجهزة قياس التسارع لتقيس باستمرار مستوى نشاطهم البدني على مدار فترة سبعة أيام. وفي هذا السياق يقول الطبيب يو-تسو، الباحث الرئيسي للدراسة، “نعلم أن مستويات النشاط البدني تقل خلال التقدم في العمر”. من جانبه أشار المشرف على الدراسة آندي جونز إلى أنها كانت مفاجأة مدهشة فاقت التوقعات بأن مالكي الكلاب قضوا وقتا أقل من 30 دقيقة يوميا في الجلوس في المتوسط. وقال “لقد دهشنا من اكتشاف أن من يقومون بتمشية الكلاب كانوا أكثر نشاطا بدنيا في المتوسط وقضوا وقتا أقل جالسين في أكثر الأيام برودة ورطوبة وظلاما من هؤلاء الذين لا يمتلكون كلابا في أيام الصيف الطويلة المشمسة الدافئة”. في دراسة أخرى في نفس العدد من المجلة، قامت الدكتورة توف فال، من جامعة أوبسالا في السويد وزملاؤها، بدراسة 181696 شخصا أصيبوا بنوبة قلبية بين عامي 2001 و2012، و154617 ممن أصيبوا بجلطة دماغية خلال نفس الفترة. كان لدى مرضى النوبة القلبية الذين يمتلكون كلبا ويعيشون بمفردهم انخفاض بنسبة 33 بالمئة في الإصابة بنوبة قلبية أخرى. بينما انخفض الخطر بنسبة 15 بالمئة لأولئك الذين يعيشون مع كلب ورفقة شريك أو طفل. أما بالنسبة إلى مرضى السكتة الدماغية الذين يعيشون بمفردهم، فقد كان خطر الإصابة بسكتة دماغية أخرى أقل بنسبة 27 بالمئة، بينما كانت مخاطر السكتة الدماغية المتكررة أقل بنسبة 12 بالمئة لمن يملكون كلابا ولا يعيشون لوحدهم. 24 بالمئة هي نسبة مواجهة أصحاب الكلاب لخطر الموت، مقارنة بالذين لا يملكون كلابا يقول دكتور دروف كازي، في مقال افتتاحي مرافق للدراسة، “بالنظر إلى الفوائد المحتملة وقلة المساوئ أو انعدامها، ينبغي لهذه النتائج أن تشجع الأطباء على الحديث مع مرضاهم عن فكرة اقتناء حيوان أليف يرافقهم، خاصة إذا تعلق الأمر بالأشخاص الذين يعانون من أمراض القلب والأوعية الدموية والذين يعيشون بمفردهم”. وأضاف كازي، في مقابلة عبر الهاتف، “لطالما علمنا أن الحيوانات الأليفة تجعل حياتنا أفضل، لكن من المثير أن ندرك أن وجودها يأثر على صحة القلب والأوعية الدموية، خاصة بالنسبة إلى من يحب منا الكلاب وهو يعمل بمجال طب القلب. لقد رغبت كثيرا في اقتناء كلب منذ 40 عاما وقد نجحت النتائج الأخيرة في إقناعي بذلك”. تجدر الإشارة إلى أن الكلاب تعتبر حاليا الحيوان الأكثر استخداما في العلاج، إذ يجري الاستعانة بها بشكل متزايد كمشاركين في مجموعة متنوعة من برامج الصحة العقلية وذلك لتوفر المرافقة والمجالسة السعيدة والحب غير المشروط للمرضى. ففي المملكة المتحدة، تمتلك جمعية الحيوانات الأليفة العلاجية (بات) أكثر من 5 آلاف كلب نشط لأغراض علاجية، والتي تعمل مع حوالي 130 ألف شخص في الأسبوع. بينما في الولايات المتحدة، لدى جميعة “أميريكان كانل كلاب” الأميركية برنامج يسمى “ثيريبي دوغ بروغرام” والذي يعترف بست مؤسسات وطنية تستخدم الكلاب في العلاج بشكل قانوني، ويمنح ألقابا رسمية للكلاب التي عملت على تحسين حياة الأشخاص الذين قاموا بزيارتها.

مشاركة :