أكد الفريق ضاحي خلفان تميم نائب رئيس الشرطة والأمن العام بدبي، أن رؤية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، هي بصمة الإلهام التي وضعته على الطريق رغم حداثة سنه يوم تبوأ منصب أصغر قائد شرطة بالعالم كما كان سموه يعرّف به ضيوفه وزواره، وتلك الكلمات هي التي ساعدته على القيام بأعباء هذه المسؤولية والانطلاق بها للتفوق والتميز والتطور والإبداع . جاء ذلك خلال استضافة دائرة الشؤون الإسلامية والعمل الخيري بدبي، ضمن مشروع "التواصل الوظيفي- لقاء مع مسؤول"، الفريق ضاحي خلفان نائب رئيس الشرطة والأمن العام بدبي في جلسة حوارية، بعنوان "السيرة القيادية وأثرها في تنمية الشخصية الإبداعية" بحضور كل من الدكتور حمد بن الشيخ الشيباني، المدير العام لدائرة الشؤون الإسلامية والعمل الخيري، وحشد من المديرين التنفيذيين ورؤساء الأقسام والموظفين . وأضاف خلفان أن شرطة دبي تفوقت في استثمار التميز وتسجيل الأولويات، حيث إن فكرته الابتكارية التي أتت قبل 10 سنوات حين تم تسليمه منصب قائد شرطة دبي، أسماها "البحث عن الأذكياء"، حصدت نتائج إيجابية، مشيراً إلى أنه قام باستقطاب الكفاءات الوطنية المميزة التي كانت تذهب في بعثات دراسية الى الخارج في الكليات الأمريكية والبريطانية، وحيازتها على مستوى جيد فما فوق، والمتميزين خصوصاً خريجي الكمبيوتر وإحضارهم إلى العمل في شرطة دبي . واستعرض الفريق ضاحي خلفان خلال الجلسة الحوارية تدرجه الوظيفي، قبل أن يصبح قيادياً، حين كان في بدايته، واجتيازه الضغوط الخاصة في العمل، مشيراً إلى أنه كان الأول على دورته، إلا أنه لم يلجأ "للواسطة" في العمل، وأنه بقي موظفاً لمدة 14 عاماً و9 شهور من دون أن يتلقى أي ترقية ومن دون ارتكاب أي مخالفة أو ذنب تمنع تدرجه، ورغم ذلك لم يكتب شكوى أو تقريراً . وأضاف أنه في بدايته، قدم اقتراحاً لفكرة إنشاء مركز شرطة شامل بكل خدمات الشرطة، في العام ،1973 إلا أنه قوبل بالرفض، إذ لم يكن مقبولاً في ذلك الوقت أن يطبق مقترح من ضابط صغير متجاوزاً مديره ، مشيراً إلى أن تطبيق نظام لورانسي لتحديد مواقع الدوريات، بدأ باقتراح من موظف صغير . ولفت خلفان إلى أن اقتراح موظف بسيط جاءه يوماً في الثمانينات بتوحيد صوت سيارات الشرطة التي اشتريناها على دفعات، جعله ينفذه الاقتراح على الفور، ويشيد به أمام رؤسائه لأنه حقه المعنوي . وأوصى الفريق ضاحي خلفان، بأن على الموظف الابتعاد من تأثير حالته المزاجية على أدائه الوظيفي، حتى لا يتعرض لأي موقف سلبي، ويستاء منه، فلا يؤثر ذلك في أدائه الوظيفي سلبياً، مما يؤدى إلى الإطاحة بعمله بسبب تراكم الأخطاء عليه . وأكد أنه يجب على الموظف أن يركز فى عمله 100%، وبشكل كامل، لأن العمل الذي حظي به هو نعمة، فعليه تقديره واحترامه وعدم التغاضى عنه بسبب أمور بسيطة لا تتطلب كل ذلك . وحذر ضاحي خلفان من المدير الذي لا يرى ذكاء وابتكارات موظفيه ولا يستغل ذلك لتطوير إدارته والتصرف بأنانية وتملق، مشيراً إلى أن المدير الناجح، هو الذي يكون قريباً من موظفيه، وأن الخلافات الداخلية الناجمة عن مواقف مشحونة بين الموظفين العاملين، والمديرين في ذات المكان تعرقل مسيرتها بين باقي الدوائر . وقال خلفان: "أنا أفضل كلمة التميز والإلهام على الإبداع، لأن الإبداع من الله جل جلاله، والتميز هو العمل بالمنهجيات وتطبيقها بشكل صحيح، وهي ما توصل أي دائرة للعالمية والمنافسة عالمياً، فاكتشاف نقاط الضعف والقوة، هو علم التميز الذي يدرس أصول إدارة الجودة الشاملة" . وفي ختام الجلسة رد الفريق ضاحي خلفان على الموظفين الذين وجهوا أسئلتهم وتعليقاتهم بشفافية وعفوية، والتي ركزت على التميز والإبداع، ووجه الفريق بالشكر إلى الدكتور حمد الشيباني على تنظيم الجلسة، الذي توجه الشكر الى الفريق ضاحي خلفان على حضوره الجلسة المميزة وما طرحه من أفكار ولها دلالات كبيرة في مسيرة قائد يسعى إلى التميز، وتم تكريمه بدرع من قبل الدكتور حمد بن الشيخ الشيباني .