أردوغان يبتز أوروبا الغاضبة للأكراد بورقة اللاجئين وسجناء داعش

  • 10/11/2019
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

أنقرة - هدد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الخميس، بفتح أبواب أوروبا أمام الملايين من اللاجئين، فضلا عن إعادة الدواعش الأوروبيين إلى بلدانهم، كخطوة يصفها المراقبون بالابتزاز في مواجهة الانتقادات الأوروبية للهجوم الذي تشنه القوات التركية شمال شرق سوريا. وقال أردوغان في خطاب ألقاه في أنقرة “أيها الاتحاد الأوروبي، تذكر: أقولها مرة جديدة، إذا حاولتم تقديم عمليتنا على أنها اجتياح، فسنفتح الأبواب ونرسل لكم 3.6 مليون مهاجر”. وانتقدت الدول الأوروبية بشدة العملية العسكرية التي شنتها تركيا، الأربعاء، في شمال شرق سوريا ضد وحدات حماية الشعب الكردية المدعومة من الغربيين، والتي تعتبرها أنقرة إرهابية، لأنها كانت القوة الرئيسية التي حاربت جهاديي تنظيم الدولة الإسلامية. ودعا الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون تركيا، الخميس، إلى “أن تنهي في أسرع وقت” هجومها في سوريا، منبها إياها إلى “خطر مساعدة داعش في إعادة بناء خلافته”. وقال ماكرون في مؤتمر صحافي في ليون (وسط شرق) إن “خطر مساعدة داعش في إعادة بناء خلافته هو مسؤولية تتحملها تركيا”. وتزامن ذلك مع استدعاء باريس السفير التركي في فرنسا. ودأب الرئيس التركي في كل مناسبة على التلويح بورقة اللاجئين متجاهلا الاتفاق الموقع مع أوروبا بشأنه والمزايا التي تتمتع بها تركيا مقابل ذلك. وتابع أردوغان “لم تكونوا يوما صادقين.الآن يقولون إنهم سيجمدون ثلاثة مليارات يورو (وعدوا بها تركيا في إطار اتفاق حول الهجرة). هل احترمتم يوما وعدا قطعتموه لنا؟ لا”. وأضاف “بعون الله سنواصل طريقنا لكننا سنفتح الأبواب” أمام المهاجرين. وفي موضوع سجناء داعش، سعى أردوغان للعب على الحبال، فقد بدد المخاوف من تصريحات المتحدث باسمه إبراهيم كالين، الأربعاء، حين قال إن على الدول الأوروبية أن “تستعيد” مواطنيها من الدواعش. وقال أردوغان “سنفعل ما هو ضروري مع المساجين من تنظيم الدولة الإسلامية (..) من يجب أن يبقوا في السجن سنبقيهم فيه، وسنرسل الآخرين إلى بلدانهم الأصلية، إذا قبلت هذه الأخيرة”، وهي خطوة ستكون مرهونة وفق متابعين للشأن التركي بمدى قبول أوروبا بتخفيض صوت النقد تجاه الهجوم. وتواصل قوات سوريا الديمقراطية التصدي للهجوم التركي على مناطق سيطرتها في شمال شرق سوريا، حيث تخوض معارك عنيفة في ظل قصف تركي مكثف يثير الخشية من حدوث أزمة إنسانية جديدة مع نزوح عشرات الآلاف من المدنيين. ودارت، الخميس، اشتباكات عنيفة على محاور عدة في شمال شرق سوريا، تركزت في منطقتي رأس العين في ريف الحسكة الشمالي وتل أبيض في ريف الرقة الشمالي، وفق ما أفادت قوات سوريا الديمقراطية والمرصد السوري لحقوق الإنسان. وأشعلت الوحدات أكثر من 20 خزانا معبأة بالنفط الخام إضافة لإطارات السيارات للتشويش على الطائرات والمدفعية التركية . وشنت طائرات تركية غارات على المنطقة الممتدة بين رأس العين وتل أبيض تزامنا مع قصف مدفعي كثيف، وفق المرصد الذي أشار إلى أن القوات التركية والفصائل السورية الموالية لها تمكنت من إحراز تقدم ميداني محدود. وقال مصدر إعلامي في قوات سوريا الديمقراطية “لم تتوقف محاولات التوغل” للقوات التركية والفصائل السورية الموالية لها، “من شرق رأس العين إلى غرب تل أبيض”. وأسفر الهجوم، منذ الأربعاء، عن حركة نزوح واسعة، وأحصى المرصد فرار أكثر من 60 ألف مدني من مناطق حدودية باتجاه مدينة الحسكة جنوبا ومحيطها. وأعلنت الإدارة الكردية، الخميس، أن القصف التركي، الأربعاء، طال سجنا يقبع فيه جهاديون أجانب في مدينة القامشلي، محذرة من أن مسلحي داعش قد يفرون من السجون، وأن عدد القوات التي تحرس المحتجزين سيتقلص مع تصعيد القوات التركية لهجماتها. وبرغم إصرارها على القتال، يرى محللون أن الوحدات الكردية لن تتمكن من صدّ هجوم يمتد على مناطق حدودية واسعة خصوصا في ظل قصف جوي يستهدفها. ويقول الباحث في مركز الأمن الأميركي الجديد نيكولاس هيراس “تركيا والفصائل السورية معها ستخرق دفاعات قوات سوريا الديمقراطية وتشكل ثغرة فيها”، لكن السؤال الأساسي بالنسبة إليه “يكمن في معرفة إلى أي مدى ستتقدم تركيا قبل أن توقفها الأطراف الدولية والإقليمية”. وتحتجز قوات سوريا الديمقراطية آلافا من مقاتلي الدولة الإسلامية في السجون وعشرات الآلاف من أقاربهم في مخيمات، وكثير منهم أجانب. ويعتقد متابعون للشأن التركي أن الصخب الإعلامي والسياسي الذي أحاطت به تركيا هجومها في اليومين الأولين لا يخفي أن أنقرة لا تتحكم بمصير المعارك ولا توقيت إنهاء الهجوم، أو المناطق التي سيمتدّ إليها. واعتبر الكاتب سايمون تسدال أن التوغل التركي في الأراضي السورية تنطبق عليه مقولة “احذر ما تتمناه، فقد تحصل عليه” لأن أردوغان دخل في أكبر مقامرة وخيارات صعبة. وعرض تسدال هذه الخيارات في مقال بصحيفة الغارديان البريطانية بتساؤلات: إلى أي مدى يستمر ويتوغل؟ من هو العدو؟ وإلى متى يمكن استمرار وتحمل تكلفة عملية كبيرة كهذه؟ إلا أن ريتشارد سبنسر اعتبر في مقال له بصحيفة التايمز البريطانية أن العملية قد تجر القوات التركية إلى صراع بلا نهاية. وقال الكاتب إن إنشاء المنطقة الآمنة يعني أن تركيا ستكون مسؤولة تماما عن عشرات الآلاف من سجناء داعش، من بينهم نحو ألف أوروبي و70 ألف امرأة وطفل في مخيم الهول.كما أنه قد يجعل القوات التركية عرضة لهجمات خلايا التنظيم التي ما زالت تجوب المنطقة.

مشاركة :