تعتزم الولايات المتحدة إصدار تراخيص قريبا تتيح لبعض الشركات الأمريكية توريد سلع غير حساسة لشركة هواوي الصينية في الوقت، الذي يجتمع فيه مسؤولون كبار من البلدين في الأسبوع الحالي لاستئناف محادثات تجارية. وبحسب "رويترز" أدرجت الولايات المتحدة "هواوي تكنولوجيز"، أكبر مصنع لمعدات الاتصالات في العالم، في قائمة تجارية سوداء منذ أيار (مايو) بعد انهيار محادثات تجارية بين واشنطن وبكين. وتقول الولايات المتحدة إن الشركة يمكنها التجسس على العملاء وهو ما تنفيه "هواوي"، ومنعت القائمة السوداء "هواوي" من شراء أجزاء ومكونات من شركات أمريكية دون موافقة الحكومة الأمريكية، ما حد من قدرتها على الحصول على تكنولوجيات أساسية مثل خدمات "جوجل" للهاتف المحمول. ويمكن للشركات الأمريكية طلب ترخيص لاستثناء منتجات معينة من الحظر، وتلقت وزارة التجارة الأمريكية أكثر من 130 طلبا للحصول على تراخيص لبيع سلع أمريكية لـ"هواوي". وذكرت صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية نقلا عن مصادر مطلعة أن الإدارة الأمريكية أعطت الضوء الأخضر في الأسبوع الماضي لبدء الموافقة على منح تراخيص لبضع شركات أمريكية للاستثناء من القيود المفروضة على "هواوي". وأبلغ متحدث باسم وزارة التجارة الأمريكية الصحافيين بأن الوزارة لم تحصل على أي توجيه رسمي بهذا الشأن. ويوفر هذا القرار وضوحا كانت الشركات الأمريكية تحتاجه بشدة، حيث كانت تتطلع لأي توجيهات منذ تعهد الرئيس دونالد ترمب في حزيران (يونيو) بتخفيف بعض القيود للشركات التي تعمل مع "هواوي". ولم يصدر عن الحكومة الصينية تعليق محدد ردا على استفسار بشأن الاستثناءات المحتملة لكنها بدلا من ذلك دعت الولايات المتحدة لمعاملة الشركات الصينية بنزاهة. وقال قنج شوانج، المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية في إفادة صحافية يومية: "تحث الصين الجانب الأمريكي على وقف القمع القسري والعقوبات، التي يفرضها على شركات صينية، ومنها "هواوي"، ومعاملة الشركات الصينية بنزاهة وعدل". واجتمع وفدان تجاريان من الولايات المتحدة والصين أمس في واشنطن لإجراء محادثات تهدف إلى إنهاء الجمود في المفاوضات الأمريكية الصينية. والتقى الوفد الصيني برئاسة نائب رئيس مجلس الدولة ليو خه، مع الممثل التجاري الأمريكي روبرت لايتهايزر، ووزير الخزانة ستيفن منوشين في محاولة جديدة لإنهاء حرب تجارية تهدد النمو الاقتصادي العالمي. وذكر البيت الأبيض في وقت سابق من هذا الأسبوع أن القضايا المطروحة للنقاش تشمل نقل التكنولوجيا عنوة، وحقوق الملكية الفكرية والزراعة. وأعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترمب أنه سيلتقي مبعوث التجارة الصيني اليوم الجمعة، وغرد على تويتر "يوم مهم من المفاوضات مع الصين. يريدون التوصل إلى اتفاق، ولكن هل أريد أنا ذلك؟.. سألتقي نائب رئيس الوزراء الصيني في البيت الأبيض". وستركز المباحثات على مسائل رئيسة يطالب الأمريكيون بالتوصل إلى اتفاق بشأنها منذ العام الماضي، هي حقوق الملكية الفكرية، النقل القسري للتكنولوجيا، الزراعة وإجراءات التنفيذ، وفق الرئاسة الأمريكية. وتجري المحادثات وسط توقعات ضئيلة بحدوث انفراجة، وأرجأ الرئيس الأمريكي دونالد ترمب الشهر الماضي زيادة في الرسوم الجمركية على الصين كانت مقررة أول تشرين الأول (أكتوبر) إلى منتصف الشهر، بينما تراجعت الصين عن فرض رسوم على واردات بعض أنواع اللحوم وفول الصويا وأعفت بعض المنتجات الكيميائية من رسوم إضافية.
مشاركة :