هزاع المنصوري يعود بحلم زايد إلى أرض الوطن اليوم

  • 10/12/2019
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

دبي:يمامة بدوان تاريخان، لن ينساهما الوطن وأبناؤه، الخامس والعشرين من سبتمبر/‏أيلول، والثالث من أكتوبر/‏تشرين الأول 2019، في الأول عانق هزاع المنصوري أول رائد فضاء إماراتي عنان السماء، وبلغ المحطة الدولية للفضاء كأول عربي، وفي الثاني عاد سالماً بعد أن رفع اسم الإمارات وعلمها وصورة مؤسسها «زايد».واليوم، يعود «هزاع» إلى أرض الإمارات، بعد أداء مهمة تاريخية ناجحة بكل المعايير، حيث حقق الحلم وطموح زايد، وأثبت أن لا مستحيل في قاموس أبناء الإمارات «عيال زايد»، الذين بدأوا من الصحراء قبل عشرات السنين، وحلمهم بالوصول إلى الفضاء، بل وأبعد للوصول إلى الكوكب الأحمر.في مساء 25 سبتمبر الماضي، وتحديداً في تمام الساعة الخامسة و57 دقيقة، عاشت الإمارات يوماً جديداً من أيام فخرها وعزها، وسطّر التاريخ أن رائد الفضاء الإماراتي هزاع المنصوري سجل اسمه بحروف من نور كأول رائد فضاء ينطلق إلى محطة الفضاء الدولية. فالبداية كانت مع إطلاق برنامج الإمارات لرواد الفضاء عام 2017 وصولاً إلى محطة «بايكونور» الفضائية في كازاخستان، حيث انطلق هزاع المنصوري في مهمته التاريخية إلى محطة الفضاء الدولية يوم 25 سبتمبر الجاري. برنامج ملهم ويعتبر برنامج الإمارات لرواد الفضاء، الذي أطلقته القيادة الرشيدة ممثلةً بصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، وصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، في إبريل/‏نيسان 2017، بهدف تأسيس البنية التحتية لقطاع الفضاء في الإمارات، من أكثر البرامج إلهاماً وتلبية لطموحات الشباب أصحاب القدرات المتفردة على المستوى العلمي والمهارات الشخصية، كما يعتبر البرنامج أهم مشاريع البرنامج الوطني للفضاء. وأعلن في ديسمبر/‏كانون الأول 2017 بدء التسجيل الإلكتروني لبرنامج «الإمارات لرواد الفضاء» وفتح باب التسجيل الإلكتروني لكل من يجد في نفسه الكفاءة والجدارة كي يكون أول رائد فضاء إماراتي، ولتمثيل الإمارات عالمياً للتقدم والتسجيل من خلال الموقع الإلكتروني، وذلك من خلال تغريدة أطلقها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، قال فيها سموه: «أدعو شبابنا وشاباتنا للتسجيل في برنامج الإمارات لرواد الفضاء عبر مركز محمد بن راشد للفضاء وسيتم اختيار الأفضل والأقدر والأكثر كفاءة ليكونوا سفراءنا للفضاء.. وأؤكد أن كل شاب وشابة لهم دور في مستقبل الإمارات على أرضها أو في سمائها أو عبر فضاء كونها الفسيح» وفي إبريل 2018 بدأت عملية اختيار المرشحين، فيما تم في سبتمبر 2018 الإعلان عن أول رائدي فضاء إماراتيين، وفي إبريل من العام 2019 أعلن اختيار هزاع المنصوري أول رائد فضاء إماراتي وعربي إلى محطة الفضاء الدولية، وسلطان النيادي بديلاً له للمهمة نفسها. وكان هزاع المنصوري وسلطان النيادي من بين 4022 مرشحاً تقدموا بطلبات الالتحاق بالبرنامج ليتمكنا من اجتياز 6 مراحل من الاختبارات الطبية والنفسية والمتقدمة ومجموعة من المقابلات الشخصية وصولاً إلى اختيارهم للقيام بهذه المهمة التاريخية لدولة الإمارات والعرب. وخاض كل من هزاع المنصوري وسلطان النيادي 1400 ساعة من التدريب على مدار 18 شهراً شملت 96 دورة تدريبية خلال مسيرتهما في هذه المهمة. محطة بايكونور بدأت الرحلة من محطة «بايكونور» الفضائية عند الساعة الخامسة و57 دقيقة مساء بتوقيت الإمارات، فيما كان الوصول عند منتصف الليل، وجرى فتح بوابة المركبة إلى محطة الفضاء الدولية بعد ساعتين من التحام المركبة، وذلك للتأكد من إجراءات السلامة. وأجرى «هزاع المنصوري» خلال مهمته 16 تجربة علمية بالتعاون مع وكالات فضاء عالمية، منها وكالة الفضاء الروسية روسكوسموس ووكالة الفضاء الأوروبية، بينها 6 تجارب على متن محطة الفضاء الدولية لدراسة تفاعل المؤشرات الحيوية لجسم الإنسان في الفضاء مقارنة بالتجارب التي أجريت على سطح الأرض ودراسة مؤشرات حالة العظام والاضطرابات في النشاط الحركي والتصور وإدراك الوقت عند رائد الفضاء، إضافة إلى ديناميات السوائل في الفضاء، وأثر العيش في الفضاء على البشر وتجربة النخلة في الفضاء. ويعتبر «المنصوري» أول رائد فضاء من المنطقة العربية يشارك في الأبحاث على متن المحطة الفضائية الدولية والتي ستسهم بشكل كبير في إثراء المعرفة الإنسانية والخروج بقاعدة بيانات يمكن مشاركتها مع مختلف الجهات المحلية والدولية والتي بدورها ستفتح آفاقاً جديدة في المجتمع العلمي العالمي. وحمل هزاع المنصوري معه إلى محطة الفضاء الدولية 10 كيلوجرامات من المتعلقات تتضمن «نسخة من القرآن الكريم مع صورة الوالد المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، وكتاب قصتي لصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، وصوراً عائلية وهدايا تذكارية و30 بذرة لشجرة الغاف». وعمل فريق متخصص من المهندسين الإماراتيين في محطة التحكم الأرضية على إدارة مهمة أول رائد فضاء يصعد على متن محطة الفضاء الدولية من خلال التواصل واستقبال المعلومات وتوزيعها على المحطات الأرضية الأخرى، والتي تشمل 4 محطات. وبهذا الإنجاز أصبحت الإمارات العربية المتحدة بذلك الدولة رقم 19 التي ستسهم في الأبحاث العلمية عن طريق بيانات سيقدمها هزاع المنصوري وستكون مرتبطة بجسم الإنسان وحياته. اتصال تاريخي أجرى صاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، وخلال زيارته إلى مركز محمد بن راشد للفضاء، اتصالاً هاتفياً مع هزاع المنصوري، حيث هنّأه بسلامة الوصول إلى المحطة الدولية، في إنجاز تاريخي لدولة الإمارات، ونقل سموّه تهاني صاحب السموّ الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، وتمنياته لهزاع بالتوفيق، حيث حقق طموح المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، في الوصول إلى الفضاء. وأعرب هزاع المنصوري، خلال الاتصال، عن شكره وعرفانه لصاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد، وصاحب السموّ الشيخ محمد بن زايد، على الدعم والتشجيع والمساندة، مؤكداً أن القيادة الرشيدة لدولة الإمارات، تقدم نموذجاً يحتذى في دعم شعبها، وتحدي المستحيل، وإتاحة الفرص للشباب في جميع المجالات. وأعرب المنصوري، عن فخره بكونه أول إماراتي، وأول عربي يخاطب الأرض باللغة العربية من على متن محطة الفضاء الدولية، وأول من يحمل علم الإمارات إلى الفضاء، آملاً بأن تسهم التجارب التي يجريها هو وزملاؤه في خدمة البشرية. تجارب علمية أجرى رائد الفضاء الإماراتي، هزاع المنصوري، 16 تجربة علمية بالتعاون مع شركاء دوليين، منهم وكالة الفضاء الأوروبية (إيسا)، ووكالة استكشاف الفضاء اليابانية (جاكسا)، ووكالة الفضاء الروسية (روسكوزموس)، ووكالة الفضاء الأمريكية (ناسا)، بينها 6 تجارب على متن محطة الفضاء الدولية في بيئة الجاذبية الصغرى، وهي بيئة منعدمة الجاذبية تقريباً، لدراسة تفاعل المؤشرات الحيوية لجسم الإنسان في الفضاء، مقارنة بالتجارب التي أجريت على سطح الأرض، ودراسة مؤشرات حالة العظام، والاضطرابات في النشاط الحركي، والتصور وإدراك الوقت عند رائد الفضاء، فضلاً عن ديناميات السوائل في الفضاء، وأثر العيش فيه في البشر، وهذه هي المرة الأولى التي يتم فيها هذا النوع من الأبحاث على شخص من المنطقة العربية. وتضمنت المهمة تجارب من مدارس دولة الإمارات، ضمن مبادرة العلوم في الفضاء، التي أطلقها مركز محمد بن راشد، شاركت في إجرائها على الأرض 16 مدرسة، بوجود الرائد الإماراتي هزاع المنصوري في المرحلة الأولى، وقد أجراها خلال المهمة في بيئة منعدمة الجاذبية تقريباً على متن المحطة.

مشاركة :