صدرت ترجمة عربية لرواية "لاورا وخوليو" للكاتب الإسباني خوان خوسيه مياس، عن الهيئة المصرية العامة للكتاب ضمن سلسلة الجوائز، وقد أنجزها وقدم لها أحمد عبد اللطيف.وتنطلق الرواية من إصابة جار الزوجين لاورا وخوليو بغيبوبة إثر تعرضه لحادثة، علما بأنهما كانا يعتبرانه بمثابة ابن لهما، ومن ثم يتابعان حالته إلى أن يموت متأثرا بتلك الحادثة.وكما يقول أحمد عبد اللطيف فإن الرواية عموما عند مياس تنطلق من حادث تراجيدي، كأن الحياة في حالة ركود إلى أن تأتي المأساة لتحركها، والأبطال عادة ما يحسدون الإنسان الحديث الذي يعاني الوحدة بقدر ما يعاني النفور من البشر.. بطريقة ما، تعالج روايات مياس أزمات الطبقة الوسطى التي لا تثور ولا ترضى في الوقت نفسه، فهي مشغولة بمشكلاتها التي تبدو من بعيد بسيطة، غير أنها جوهر الحياة على الأقل بالنسبة لهم.ويضيف: "يتضح بشدة في (لاورا وخوليو) الخير والشر بوصفهما ثنائية ثابتة وجامدة يزحزحها، مياس فلسفيا عبر سردية رائقة ليتوصل إلى نتيجة يسبقه القارئ في التوصل إليها: ليس كل شر يؤدي إلى شر.. الواقع/ الخيال، الخير/ الشر، الداخل/ الخارج، الجقيقي/ المزيف، ما بين هذه المعاني والثنائيات تتشكل أيضا بطريق غير مباشر عبر الحكايات الصغيرة التي يسربها في الرواية".وبهذه العناصر المتناثرة يتكون العمل، فالتشظي يفتت منهجية الرواية المباشرة، ويقترح تكنيكا آخر سهلا في قراءته في مستواه الأول، وأكثر إمتاعا في مستواه الثاني الأكثر عمقا.يذكر أن رواية "لاورا وخوليو" فازت بجائزة نادال عام 1990، ومؤلفها يعتبر أحد أهم الكتاب الإسبان المعاصرين، ولد يوم 31 يناير سنة 1946 في فالنسيا بإسبانيا وانتقل إلى مدريد وهو في السادسة من عمره وأقام فيها منذ ذلك الحين.. درس الفلسفة والآداب بجامعة كومبلوتس ويعمل الآن بالصحافة ومقالاته لا تقل جمالا من الناحية الأدبية عن مؤلفاته القصصية والروائية التي تحقق أعلى المبيعات في إسبانيا، بدأ حياته الأدبية برواية "العقل هو الظلال" سنة 1974 ثم توالت أعماله التي شكلت مسيرته الإبداعية ومن أهمها: "امرأتان في براغ"، "هي تتخيل"، "الحديقة الخالية"، "ساذج وميت وابن حرام وغير مرئي"، "هكذا كانت الوحدة"، "العالم"، وترجمت أعماله إلى أكثر من 15 لغة، وحصل على العديد من الجوائز منها جائزة "بلانيتا" وهي أكبر جائزة أدبية تمنح في إسبانيا.
مشاركة :