تشكيل «جيش الفتح» في القلمون ومواجهات مع حزب الله توحي بانطلاق المعركة

  • 5/6/2015
  • 00:00
  • 10
  • 0
  • 0
news-picture

أعلنت الفصائل السورية المقاتلة في منطقة القلمون الحدودية مع لبنان وعلى رأسها «جبهة النصرة»، أمس، عن تشكيل «جيش الفتح» الذي يضم من تمت تسميتهم بـ«المخلصين الصادقين من معظم الفصائل الموجودة في القلمون»، وذلك إثر اندلاع مواجهات عنيفة بينهم وبين عناصر حزب الله توحي بانطلاق المعركة. وفي حين أشارت معلومات صحافية بعد ظهر أمس إلى «مقتل قائد العمليات العسكرية في حزب الله بالقلمون علي عليان في المواجهات»، وتحدثت معلومات أخرى عن سيطرة حزب الله على قرنة النحلة الاستراتيجية التي تقع بشرق جرود بريتال، أعلن نائب أمين عام الحزب نعيم قاسم أن معركة القلمون «قادمة، وهي تطل برأسها وتُثبت مرة جديدة أن التكفيريين غير قادرين على التوسع كما يريدون»، مشددا على أنّها «معركة حماية القرى اللبنانية ومنع التمدد التكفيري لمنعه من تحقيق أهدافه». وأفاد إسماعيل داراني عضو مجلس الثورة بريف دمشق لـ«الشرق الأوسط» بـ«انطلاق معركة القلمون منذ مطلع الأسبوع بعيد تنفيذ ضربة استباقية من قبل الجيش الحر على مواقع تابعة لحزب الله واستهداف مدرعاته»، لافتا إلى «اشتباكات عنيفة تشهدها المناطق الحدودية اللبنانية – السورية، وإلى قصف يستهدف الكتائب المقاتلة المتمركزة في منطقة جرود عرسال في لبنان». وفي حين يمتنع حزب الله عن إصدار بيانات تفصيلية عن المعارك التي يخوضها، أفادت قناة «المنار» الناطقة باسمه أن مواجهات عنيفة دارت بين عناصر حزب الله والمجموعات المسلحة في جرود الطفيل وبريتال شرق لبنان. وأشارت القناة إلى «تدمير 5 آليات ومقتل 12 مسلحًا بالمواجهات». ونقلت القناة عن مصادر ميدانية، أن «العشرات من مسلحي (جبهة النصرة) قتلوا في كمائن زرعها (المجاهدون) في جرود الطفيل وبريتال». وكانت الفصائل المقاتلة أعلنت يوم الاثنين الماضي عن بدء معركة «الفتح المبين» في جبال القلمون الغربي، بـ«هجوم مباغت نفذه الثوار على عدة نقاط وحواجز عسكرية في محيط بلدات جبال القلمون الغربي تابعة لحزب الله وقوات النظام، مما أدّى إلى تحقيق إصابات مباشرة نتيجة الهجوم». وأعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان أمس، مقتل «6 من الفصائل المقاتلة وجبهة النصرة خلال قصف واشتباكات مع قوات النظام والمسلحين الموالين لها في جرود القلمون، وسط معلومات مؤكدة عن خسائر بشرية في صفوف قوات النظام والمسلحين الموالين لها». وتزامنت المواجهات مع حزب الله وقوات النظام مع اشتباك فصائل المعارضة مع مقاتلي تنظيم «داعش» عند أطراف القلمون الشرقي، بحسب المرصد. وحذّر عضو الهيئة السياسية والأمين العام الأسبق للائتلاف الوطني السوري بدر جاموس من «وقوع مجازر قد ترتكبها ميليشيا نصر الله في القلمون بريف دمشق، حيث يحشد ميليشياته الإرهابية لخوض معركة قريبة ضد الثوار والمدنيين العزل». ودعا جاموس في بيان، الحكومة اللبنانية والجيش لضبط الحدود، وإلى «تحمل مسؤولياتها حيال تنظيم حزب الله». واستخدمت «جبهة النصرة» ورقة القوة التي بين يديها مع انطلاق المواجهات الميدانية مع حزب الله، فبثت على حساب «مراسل القلمون» على موقع «تويتر» التابع لها، فيديو للعسكريين المختطفين لديها تحت عنوان: «رسالة من الأسرى الشيعة إلى بني قومهم»، حذروا فيه من أنّهم سيدفعون ثمن معركة القلمون إذا دخل الجيش وحزب الله إليها. وقد ظهر في الفيديو الذي بلغت مدته نحو 14 دقيقة، 7 عسكريين من أصل 16 محتجزين لدى «النصرة»، وجه كل منهم رسالة إلى أهله وإلى «الشيعة» في لبنان. وطالب العسكريون أهاليهم بـ«انتخاب مفاوض صادق لمتابعة قضيتهم كرئيس اللقاء الديمقراطي النائب وليد جنبلاط أو وزير الصحة وائل أبو فاعور أو وزير العدل أشرف ريفي وغيرهم»، متهمين المدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم بأنّه «يعطي وعودًا كاذبة للأهالي ويقبض أموالا من الدول التي تفاوض بالملف». وبعيد انتشار الفيديو، عقد أهالي العسكريين مؤتمر صحافيا في مركز تجمعهم في وسط بيروت مقابل السراي الحكومي، طالبوا فيه وزير العدل واللواء عباس إبراهيم والوسيط القطري بأن يأتوا بأولادهم. وهدد الأهالي بالقيام بـ«تصعيد موجع» إن لم يفرج عن أولادهم، مؤكدين أنهم لا يتحملون مسؤولية ما يقوم به حزب الله في سوريا. وقال حسن يوسف، والد الجندي المخطوف محمد يوسف، لـ«الشرق الأوسط»، إن «الفيديو الأخير الذي بثته (النصرة) ينسف كل الإيجابيات التي كانت قد نقلت إلينا في الأيام الماضية، ويؤكد وبلسان أبنائنا أن كل ما قيل لنا كان كذبا وأن الدولة ومنذ 10 أشهر لم تتعاط بجدية مع الملف». واعتبر يوسف أن «النصرة» وجّهت من خلال الفيديو «رسائل متعددة لحزب الله والجيش والحكومة لتنبيههم من المشاركة بالمعركة»، معربا عن مخاوف الأهالي ككل على حياة أبنائهم بعد انطلاق المواجهات فعليا. وقال: «نحن نتجه إلى التصعيد وسنحدد خطواتنا بعد لقاء مرتقب مع رئيس الحكومة تمام سلام».

مشاركة :