دمشق- وكالات: تجدد القتال أمس بين جيش الفتح التابع للمعارضة السورية وحزب الله اللبناني في مرتفعات القلمون، في وقت تتواصل فيه المعارك في ريف القنيطرة الشمالي جنوبي سوريا بين القوات النظامية السورية وفصائل معارضة تحاول فك الحصار عن ريف دمشق الغربي. وتركزت الاشتباكات التي اندلعت أمس بين جيش الفتح في جرود بلدة عرسال شمالي لبنان. وبث جيش الفتح صورا تظهر تدمير مقاتليه آلية عسكرية لحزب الله بواسطة صاروخ موجه. وقد شن الطيران الحربي السوري غارات على مواقع المعارضة في مناطق بالقلمون لتقديم الإسناد لحزب الله. وكان جيش الفتح بدأ مطلع مايو الماضي هجوما على مواقع لحزب الله في جبال القلمون، ورد الحزب مدعوما بالقوات النظامية السورية بهجوم مضاد تمكن خلاله من السيطرة على بعض التلال. وقتل في المعارك عشرات من مقاتلي حزب الله وعدد غير محدد من جيش الفتح. ميدانيا أيضا، قطعت فصائل المعارضة السورية طريقي إمداد للقوات النظامية السورية من بلدة حرفا باتجاه "مشاتي حضر"، ومن مدينة خان أرنبة باتجاه بلدة حضر في ريف محافظة القنيطرة. واستعادت القوات النظامية السيطرة على منطقة الـ"يو أن" على الطريق بين منطقتي حضر وبيت جن، والذي كانت فصائل المعارضة استولت عليه قبل أيام. وكانت جبهة النصرة وفصائل أخرى بدأت مؤخرا هجوما في ريف القنيطرة الشمالي أطلقت عليه "النصرة لحرائرنا"، لفك الحصار عن البلدات المحاصرة في ريف دمشق الغربي. من جهة أخرى، قالت لجان التنسيق المحلية إن مروحية حربية سورية ألقت برميلين متفجرين على بلدة مسحرة في ريف القنيطرة. وفي ريف دمشق، قتل أمس ثلاثة أشخاص في غارات شنها الطيران الحربي السوري على بلدة مديرا، كما سقط قتيل في قصف مماثل لبلدتي حرستا وعربين. وشملت الغارات التي استخدمت فيها البراميل المتفجرة بلدات دوما وخان الشيح والزبداني، بحسب المصدر نفسه. واستهدفت غارات جوية أخرى أحياء بمدينة حلب شمالي سوريا بينها حي الحيدرية، في حين قتل طفل برصاص قناص من القوات السورية متمركز في قلعة حلب. وتحدث ناشطون عن مقتل اثنين في غارات على بلدة جزل بريف حمص والتي كان تنظيم داعش استولى على مواقع نفطية بالقرب منها مؤخرا. على صعيد آخر توغلت قوات يقودها الأكراد في أراض سورية يسيطر عليها تنظيم داعش في دلالة على زخم جديد بعدما استولت تلك القوات بسرعة وعلى غير المتوقع على معبر حدودي من قبضة المجاهدين الأسبوع الماضي. وقال ريدور خليل المتحدث باسم القوات الكردية إن هذه القوات المدعومة بغارات جوية يقودها الأمريكيون ومجموعات أصغر من مقاتلي المعارضة السورية اقتربوا حتى مسافة سبعة كيلومترات من عين عيسى وهي بلدة تقع على بعد 50 كيلومترا إلى الشمال من مدينة الرقة العاصمة الفعلية لتنظيم داعش. وجاء التقدم السريع في محافظة الرقة مخالفا لكل التوقعات لمعركة تدوم فترة طويلة بين وحدات حماية الشعب الكردية ومقاتلي داعش الذين خاضوا لأربعة أشهر قتالا من أجل السيطرة على بلدة كوباني الحدودية التي حقق فيها الأكراد أخيرا انتصارا على المتطرفين في يناير الماضي. وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن قوات تقودها وحدات حماية الشعب الكردية تقاتل داعش على مشارف قاعدة عسكرية إلى الجنوب الغربي من عين عيسى.
مشاركة :