عانى الأدب الكردى عبر الأزمنة المتعاقبة العديد من التحديات والإشكاليات، فتارة بالحظر، وتارة بالطمس، وما بين الحظر والطمس ومحو التحدث باللغة الكردية من قبل بعض الأنظمة، لا سيما فى شمال كردستان وتركيا، بالإضافة إلى قلة الكتابة باللغة الكردية بين المثقفين والكُتاب؛ كل تلك التحديات أدت إلى عدم انتشار الكتابة النثرية فى الأدب الكردي، وأعاقت انتشارها بين ربوع العالم العربي. وتكمن الروح الشاعرية فى أعماق كل كردي، وحتى عند الشيوخ الأميين، إنهم جميعًا يمتلكون القدرة والموهبة فى الغناء والسرد ببساطة وهدوء، فهم يغنون ويحكون عن وديانهم وجبالهم وشلالاتهم، وأنهارهم، وخيولهم، يحكون عن الشجاعة وبناتهم الحسان فى أساطيرهم وحكاياتهم الشعبية، ويزخر الفولكلور الكردى بالعديد من الملاحم والسير البطولية والحكايات والأساطير، والأمثلة الشعبية والتى تتدفق من أعماق مشاعرهم وأنفسهم، فالكردى كان وما زال يهوى ويجيد رواية القصص والحكايات الكردية لا سيما الذين يعيشون فى الجبال. ورغم ذلك الثراء الذى بزغ فى الأوساط الكردية، فإن عدم وجود حركة ترجمة تواكب هذا المنتج البشرى الزاخر والعميق؛ أدى إلى جهل الكثيرين من التعرف على الأدب الكردي، والتعرف إلى الثقافة الكردية، فتُعتبر الأمة اللغة الكردية واحدة من أمم العالم الغنية بالفولكلور والتراث والموروث الثقافى، وأن الأدب الكردى هو الفولكلور الكردى بالدرجة الأولى؛ حيث إننا نجد الفولكلور وبقايا تراث الأجداد يبرهن على القدرة على الحياة، بالرغم من العدوان الغاشم الذى تشنه القوات التركية الآن بقيادة أردوغان، والجماعات الظلامية.
مشاركة :