يُعد «عرب شمو» الأب الروحى للأدب الكردى والرواية الكردية، بزغ نجمه ولمعانه فى سماء الأدب، وهو الذى أضاء الطريق نحو فجر جديد أمام الأدب الكردى وشق نحو الانتشار فى عالم مليء بالاضطهاد.وُلِدَ عرب شمو فى عام ١٨٩٧، فى قرية «سوزه» الواقعة فى مقاطعة «قارس» فى كردستان تركيا، التى احتلتها القوات الروسية لفترة من الزمن، وينتمى إلى أسرة أحد شيوخ الإيزيديين واسمه الحقيقى «عرب شمس الدين شامل»، ونظرًا للظروف القاسية التى كانت تمر بها أسرته اضطر فى صباه للعمل فى عدة أعمال ومهن مختلفة؛ فقد بدأ حياته العملية راعيًا للماشية عند الأغوات الكرد والأثرياء الأرمن الأتراك، ثم عمل أجيرًا فى أحد المعامل؛ ورغم ذلك استطاع أن ينال قسطًا من التعليم ويكمل دراسته الأولية، وتعلم اللغة الروسية إلى جانب اللغات التى كان يعرفها «الكردية، التركية، الأرمينية، اليونانية، الجورجية، الآذرية»، ونتيجة لممارسات السلطة العثمانية اضطر للهجرة إلى أرمينيا، التى كانت جزءًا من الاستعمار السوفيتى آنذاك، وهناك التقى عرب شمو بإسحاق مارغالوف، وعملا على إعداد أبجدية كردية «حروف لاتينية».وفى العام ١٩٢٨، أنهوا إعداد الحروف اللاتينية، وفى العام ١٩٢٩ ألفوا أول كتاب بالكردية اللاتينية، بعنوان «تعلم القراءة والكتابة باللغة الكردية»، أو «علم نفسك بنفسك اللغة الكردية»، ويعتبر من أهم مؤسسى صحيفة «الطريق الجديد».ومن أعمال عرب شمو رواية «الراعى الكردي»، وهى أول رواية له طبعت فى العام ١٩٣٠ على يد إسحاق مارغالوف وفى العام ١٩٣٥، طبعت مجددًا من قبل دار النشر الحكومى فى جورجيا، كما قام أ. أوستروغوسيكا بترجمة الرواية إلى اللغة الروسية، وتُرجمت من الروسية إلى الفرنسية من قِبل باسيلى نيكتين، أما الترجمة من الفرنسية إلى الكردية فكانت على يد نور الدين زازا، ومسرحية «الراهب المزيف»، ورواية «الفجر»، و«دمدم»، ورواية «طريق السعادة»، وترجمت أعماله إلى عدد كبير من اللغات.
مشاركة :