جاسم دائماً يتكلم عن نجاحاته... نجاحات في الحياة الاجتماعية يصنفها على أنها رائعة و تستحق أن يسردها للجميع...نجاحات في الحياة العملية يتفاخر بها، جاسم... يتفاخر بأنه لا يتذكر أي إخفاق له في الحياة العملية.نجاحات جاسم تتعدد لتشمل الاقتصادية والرياضية والسياسية... باختصار لا توجد إخفاقات... لا توجد تجارب فاشلة في حياة جاسم... لم يتكلم عن الفشل وتجاربه الفاشلة أبداً... لأنه - باختصار - ليس لديه أي تجربة فاشلة.وأمثال جاسم كثر... فهناك عماد وسلطان وحسن وعباس... جميعهم ليس لديهم تجارب فاشلة...بأي مجلس تجدهم يتصدرونه... لا يتركون المجال لكائن من كان للحديث... فعلى الجميع السكوت والاستماع لقصص نجاحاتهم الكاذبة... فهم من أجل الظهور بمظهر الناجح، ليس لديهم أي حدود للكذب وتأليف القصص الخيالية الكاذبة... و إن تكلم غيرهم قاطعوه بكل سخرية....تذكرتهم وأنا جالس أستمع لمحاضرة لأحد المحاضرين من أميركا الشمالية... إنه أحد أشهر الجراحين في مجاله... يتمنى أي مستشفى أن ينضم إليه... كان صريحاً للغاية... بدأ بالحديث عن العمليات الجراحية الفاشلة التي قام بإجرائها... أخبر الجميع عن عملياته الفاشلة ولماذا فشلت... والأهم أنه صارح المرضى بفشل العملية... وأن عليه إعادتها...لم يبخل على المستمعين بذكر أسباب فشل العمليات التي قام بها... ما إن انتهى من محاضرته حتى ضجت القاعة بالتصفيق الحار.بعده، قام محاضر من إحدى الدول العربية... أكد للجميع نجاح كل العمليات الجراحية التي أجراها... وأنه اكتشف أكثر من طريقة للعمليات... والأهم أنه يملك أسراراً للعمليات لا يعرفها إلا هو... وأنه عبقري زمانه الذي لم تفشل له أي عملية.....تبعه أحد الأطباء من دول الخليج... لم يكن مختلفاً عن زميله العربي... وإن تكلم بإسهاب عن عبقريته واكتشافاته والأهم نجاحاته الخيالية، وكيف أنه هو من اخترع طريقة جديدة للعمليات...!بهكذا أمثلة... يمكننا أن نكتشف لماذا هم يتقدمون.... وما ينطبق على الطب تجده في مختلف المجالات...إن الفشل هو أساس النجاح... جملة فهمها الغرب وجعلها شعاراً لمراكزه ومعاهده العلمية والطبية...!