تميزت العلاقات السعودية الروسية بالدفء كونها بدأت مبكراً عام 1926، خصوصاً أن الروس بادروا بالاعتراف بالمملكة بعد 40 يوما على توحيدها، وعزز اعتراف أول دولة عالمية رسمياً بالدولة الحديثة أواصر التاريخ وقلّص مساحات الجغرافيا، ليأتي الرد من الملك عبدالعزيز برسالة أعرب فيها عن استعداد المملكة التام لإقامة علاقات مع حكومة الاتحاد السوفيتي ومواطنيها كما هو متبع مع الدول الصديقة.وعززت الرسائل المتبادلة دفء مشاعر توجتها الزيارة التاريخية للملك فيصل بن عبدالعزيز إلى موسكو عام 1932، وفتحت الزيارة صفحة في تنامي العلاقات بين البلدين. وتنطلق المملكة في العلاقة مع موسكو من منطلقات تتسم بالمرونة والشفافية، مع تمكن إزالة أي توتر ينشأ على خلفية قضية ما، وشهدت العلاقات السعودية الروسية تطورات ملحوظة عبر مسيرة 90 عاماً تخللها تطابق مواقف، وبرز التوافق بين البلدين على إعلاء شأن القيم الإنسانية بحكم ما يجمع بين الرياض وموسكو من مصالح وشراكة إستراتيجية.وعدّ رئيس مركز الدراسات السعودية الروسية الدكتور ماجد التركي الخطوط العريضة للعلاقات حاضنة التعاون في المسارات السياسية والثقافية والاستثمارية، مؤكداً الانتقال من الاتفاق النظري إلى العملي عبر مراحل منها 20 اتفاقية تبادلية، و 14 مذكرة تفاهم. إضافة إلى ما سيتم توقيعه من مذكرات واتفاقيات رجال الأعمال ومجلس الغرف التجارية.فيما أرجع الباحث في العلاقات الدولية ضياء حسون قدرة المملكة على مصافحة الخصوم المتناحرة في آن واحد، إلى الثقة بالنفس وبالمكانة التي لها في قلوب ما يربو على المليار مسلم، إضافة إلى السياسة الواضحة التي تنتهجها دون مواربة أو أساليب ملتوية، مؤكداً أن العلاقة بين المملكة وروسيا لم تتأثر باختلاف وجهات النظر، إيمانا من الطرفين بأهمية الطرف الآخر في الساحة السياسية والاقتصادية الدولية والإقليمية.ويؤكد رئيس مجلس الاستشراق في الأكاديمية الروسية في موسكو (فيتالي ناؤمكين) أن تطور العلاقات الثنائية بين موسكو والرياض رغم اختلاف وجهات النظر حول عدد من قضايا المنطقة يكتسب نبضة جديدة. انطلاقاً من اهتمام البلدين بضمان أمن الخليج، وعدم السماح بتنامي التوتر وتحوله إلى حرب كبيرة، إضافة إلى مواصلة التعاون المثمر في مجال النفط والغاز وحل طائفة واسعة من مشكلات المنطقة، وفي مقدمتها تسوية الأزمة السورية.
مشاركة :