قال الدكتور بشير عبد الفتاح، الخبير بالشأن التركي، اليوم الأحد، إن "سقف الشارع العربي كان مترفعًا، من قيام الجامعة العربية باتخاذ موقف قوي ضد العملية العسكرية التركية، وهذا يرجع إلى عدم ادراك طبيعية العمل داخل الجامعة العربية، وتداخل الأوضاع الاقليمية والدولية". وتابع الخبير بالشأن التركي، خلال حواره مع الإعلامي عمرو خليل، ببرنامج "اليوم"، المذاع على فضائية "dmc"، مساء اليوم الأحد، أن الشارع العربي كان يتطلع لاتخاذ اجراءات صارمة ضد تركية، مثل تجميد بعض الاستثمارات العربية في أنقرة، وهذا أدى لاحباط في الشارع العربي، لكن ليس في الإبداع أفضل مما كان. وأشار إلى أن قطر والصومال وليبيا، شكلوا عائق أمام تصعيد الموقف العربي ضد تركيا في الجامعة العربية، مشيرًا إلى عدم نجاح العرب في اتخاذ موقف قوي ضد أنقرة كان أمرًا غير مستبعد، فمجلس الأمن الدولي نفسه عجز عن اصدار قرار ضد الاعتداء التركي للأراضي السورية.هذا وقال اللواء نصر سالم، رئيس جهاز الاستطلاع الأسبق، خلال تصريحات صحفية سابقة، إن الاحتلال التركي لشمال سوريا، يأتي استكمالا لتنفيذ مخطط 25 يناير، مضيفًا أن الولايات المتحدة حاولت في البداية تقسيم وتمزيق المنطقة من خلال الفوضى الخلاقة، بعدما وجدت أن التدخل العسكري مكلف في العراق، لافتَا إلى أن الولايات المتحدة الأمريكية تستخدم الإثنية الدينية والعرقية لتفتيت الشرق الأوسط، ومن يقوم بتنفيذ هذا المخطط جماعة الإخوان.الهجوم التركي على سورياوبدأت تركيا هجومها في شمال سوريا، يوم الأربعاء، بغارات جوية وقصف مدفعي، قبل أن تبدأ القوات البرية في عبور الحدود في وقت لاحق من اليوم. انسحبت القوات الأمريكية من المنطقة، مما مهد الطريق للهجوم التركي على القوات الكردية السورية.وادعت تركيا أن "العملية تهدف للقضاء على التهديدات التي يمثلها مقاتلو وحدات حماية الشعب الكردية السورية ومسلحو تنظيم "داعش" (الإرهابي المحظور في روسيا وعدد كبير من الدول)، وتمكين اللاجئين السوريين في تركيا من العودة إلى ديارهم بعد إقامة "منطقة آمنة".وقال مسؤولون أكراد وأمريكيون إن الأكراد، الذين كانوا الحلفاء الأمريكيين الوحيدين في سوريا يقاتلون جماعة "داعش" الإرهابية، أوقفوا يوم الخميس الماضي جميع عملياتهم ضد المتطرفين من أجل التركيز على قتال القوات التركية المتقدمة.تحذير من كوارث إنسانيةكما حذّر الحقوقي السوري من حصول "كوارث إنسانية" في لو فُتحت "جبهة قتالٍ ثانية" بين الجيش التركي والفصائل المدعومة منه من جهة، وبين قوات سوريا الديمقراطية" من جهة أخرى.وشدد على أن "هناك تخوفا من عمليات انتقامية وانتهاكات جسيمة"، لافتاً إلى أن "الخوف لدى السكان المحليين متزايد خاصة بعد مشاهدتهم لعمليات الإعدام الميداني وتصريحات مرتكبيها، كما أنهم يتخوفون أيضاً من تكرار ما حصل في عفرين معهم".وتابع الحقوقي السوري "بالفعل يبدو أن المسألة ستكون اجتياحا تركيا كاملا، ربما هناك مخطط كبير في الشرق الأوسط وقد يتحول لحرب بين الأكراد والعرب في هذه المنطقة، لكن المطلوب منا إيجاد تهدئة وحلول سياسية".
مشاركة :