دافع الرئيس الأميركي دونالد ترامب عن قراره سحب القوات من شمال شرق سوريا وقال للنشطاء المسيحيين المحافظين إن الولايات المتحدة يجب أن تعطي الأولوية لحماية حدودها. وقال ترامب في كلمة ألقاها في مؤتمر سنوي للمحافظين المتدينين في واشنطن "لا أعتقد أن جنودنا يجب أن يكونوا هناك طوال الخمسين عاما القادمة لحراسة الحدود بين تركيا وسوريا عندما لا نستطيع حراسة حدودنا في الداخل". وأشار ترامب أنه يأمل أن "يتراجع" الأكراد في سوريا عن الحدود التركية السورية، في الوقت الذي تقوم فيه تركيا بشن هجوم على المنطقة. وقال ترامب في إشارة إلى تركيا والأكراد خلال كلمة ألقاها في واشنطن إنه "من الصعب للغاية أن تتغلب قوة لا تمتلك طائرات على قوة تمتلك طائرات". وأضاف: "آمل أن يفعلوا ذلك (أي يتراجعوا)". وانتخب ترامب في عام 2016 بعدما دعا في حملته الانتخابية إلى تشديد سياسة الهجرة وسعى إلى جعل الهجرة القانونية وغير القانونية إلى الولايات المتحدة أكثر صعوبة خلال فترة حكمه المستمرة منذ أكثر من عامين. كما سعى إلى بناء جدار على الحدود بين الولايات المتحدة والمكسيك ضمن إجراءات أخرى. وبعد مكالمة هاتفية بين ترامب والرئيس التركي رجب طيب أردوغان الأحد الماضي غير ترامب سياسته فجأة وأمر بسحب القوات الأميركية من شمال شرق سوريا والتي كانت تقاتل مع وحدات حماية الشعب الكردية ضد تنظيم الدولة الإسلامية. وخلال أيام بدأت تركيا هجوما على وحدات حماية الشعب التي تقول إنها جماعة إرهابية تدعم المتمردين الأكراد في تركيا. وقال ترامب في مؤتمر السبت إن على الأكراد السوريين أن يقاتلوا بمفردهم. وتابع ترامب قائلا "لا تنسى أنهم يقاتلون من أجل أرضهم. لم يساعدوننا في القتال من أجل أرضنا. هم يقاتلون من أجل أرضهم وهذا أمر جيد لكننا ساعدناهم".وتسيطر قوات سوريا الديمقراطية، التي تتقدمها وحدات حماية الشعب الكردية، على معظم الأراضي التي كانت تمثل "خلافة" تنظيم الدولة الإسلامية في سوريا وتحتجز آلاف من مقاتلي التنظيم المتشدد في أحد السجون. وانتقد بعض الزعماء الإنجيليين ترامب بسبب سياسته تجاه سوريا وقالوا إنه يهدد عشرات آلاف المسيحيين في منطقة يسيطر عليها المسلمون. وتعرض ترامب أيضا لانتقادات نادرة من شخصيات بارزة في حزبه الجمهوري وقد اتهموه بالتخلي عن الأكراد المتحالفين مع الولايات المتحدة. وقال ترامب إنه لا يؤيد التوغل التركي لكن مئات الأكراد تظاهروا أمام البيت الأبيض السبت واتهموا ترامب بالتخلي عن الأكراد في مواجهة الهجوم التركي. وتحالفت الولايات المتحدة مع الأكراد السوريين منذ عام 2014 في الحرب ضد تنظيم الدولة الإسلامية (داعش)، وعملوا معًا على هزيمة الخلافة الإقليمية. وفقدت القوة التي يقودها الأكراد حوالي 10 آلاف شخص في الحرب. وتركيا لديها صراع طويل الأمد مع الأقلية الكردية في الداخل. وأضاف الرئيس الأميركي:"لقد قتلنا داعش وهزمناهم، وقمنا بعملنا، وعلينا العودة إلى الوطن". وكان وزير الدفاع الأمريكي السابق جيم ماتيس قد أدلى بتصريحات السبت، تتعارض بشكل مباشر مع ترامب قائلاً "إن تنظيم داعش لم يُهزم وسينهض مجددا إذا لم تواصل الولايات المتحدة حربها ضده". وأضاف ماتيس في مقابلة مع برنامج "ميت ذا برس" الذي تذيعه شبكة "إن بي سي" الأميركية: "داعش لم يُهزم، علينا أن نواصل الضغط على داعش لكي لا ينهض مجددا ، وفي هذه الحالة، إذا لم نبق على الضغط، فإن داعش سينهض حينئذ. من المسلم به أنه سيعود". وكان ماتيس قد استقال في ديسمبر الماضي بعد أن قال ترامب إنه سيسحب القوات الأميركية من سوريا. واحتفظت الولايات المتحدة ببعض القوات في البلاد بعد أن أثار هذا الإعلان تنديدا دوليا وداخليا.
مشاركة :