هل يتعارض هبة ثواب العمل الصالح مع «وأن ليس للإنسان إلا ما سعى» .. قال الدكتور محمود شلبي، مدير إدارة الفتوى الهاتفية وأمين الفتوى بدار الإفتاء، أنه لا يوجد تعارض بين قوله تعالى: « وَأَن لَّيْسَ لِلْإِنسَانِ إِلَّا مَا سَعَىٰ (39)»النجم، وبين قول النبي: «: إِذَا مَاتَ ابنُ آدم انْقَطَعَ عَنْهُ عَمَلُهُ إِلَّا مِنْ ثَلَاثٍ: صَدَقَةٍ جَارِيَةٍ، أو عِلْمٍ يُنْتَفَعُ بِهِ، أَوْ وَلَدٍ صَالِحٍ يَدْعُو لَهُ». رَوَاهُ مُسْلِمٌ عن أبي هريرة.وأضاف «شلبي» في فيديو بثته دار الإفتاء عبر صفحتها الرسمية على فيس بوك، ردًا على سؤال: هل يتعارض هبة ثواب العمل الصالح مع «وأن ليس للإنسان إلا ما سعى» ؟ أن كثيرًا من أهل العلم قالوا عن قوله:« وَأَن لَّيْسَ لِلْإِنسَانِ إِلَّا مَا سَعَىٰ» أنها خاصة بالكافرين، وأن الكافر لا ينتفع بسعي غيره، مؤكدًا على انتفاع المسلم بسعي غيره وهبته ثواب العمل.وأوضح أن هناك رأيًا آخر في تفسير الآية على أن معناها أنه ليس للإنسان ثواب عمل لم يفعله في حياته، ما لم يهد ثوابه إليه غيره، لافتًا إلى أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:«انقطع عمله» ولم يقل انقطع انتفاعه؛ لأن الإنسان إذا مات توقف عمله لأنه مفارق لدار العمل.واستشهد مدير إدارة الفتوى الهاتفية، على انتفاع المسلم عمل غيره بعد حياته، أن من مات وعليه صيام أيام أفطرها في رمضان، فإن وليه يصومها عنه، كما أورد الإمام مسلم عن ابن عباس رضي الله عنهما، أن «امرأة أتت رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقالت: إن أمي ماتت وعليها صوم شهر، فقال: أرأيت لو كان عليها دَيْن، أكنت تقضينه؟، قالت: نعم، قال: فدين الله أحق بالقضاء».وأكمل أن مما يستدل به على جواز الصدقة عن الميت حديث عائشة رضي الله عنها : « أن رجلا قال للنبي صلى الله عليه وسلم إن أمي افتلتت نفسها ، وأظنها لو تكلمت تصدقت ، فهل لها أجر إن تصدقت عنها ؟ قال : ( نَعَمْ ) » متفق عليه، مضيفًا ما رواه الإمام البخاري عن سعد بن عبادة قال: «يا رسول الله إن أم سعد ماتت، فأي الصدقة أفضل؟ قال: الماء، فحفر بئرًا وقال: هذه لأم سعد أي لروحها».وأكد «شلبي» أن أي عمل صالح يفعله الإنسان، يستطيع أن يهب مثل ثوابه لإنسان آخر، لافتًا إلى أن حديث «انقطع عمله إلا من ثلاث» لا يعني انقطاع انتفاع عمله من أعمال يقوم بها غيره.كيفية إهداء ثواب قراءة القرآن للميت .. بـ11 كلمة فقطقال الشيخ عويضة عثمان، مدير الفتوى الشفوية وأمين الفتوى بدار الإفتاء، إن قراءة الفاتحة للموتى هي من الأمور الطيبة التي يتركها الكثيرون، منوهًا بأنه على قارئها قول «اللهم إني أهب مثل ثواب ما قرأت لأبي وأمي وموتى المسلمين».وأوضح «عويضة» في إجابته عن سؤال: «ما حُكم قراءة الفاتحة على روح الميت عقب الانتهاء من الصلاة كل يوم، هل هذا جائز؟»، أن هذا صحيح ويصل إلى الميت كالصدقة تمامًا.وأشار إلى أن هناك من ألف رسائل في حُكم قراءة القرآن على الأموات وهبة الثواب للميت، فأجاز الأئمة هبة ثواب قراءة القرآن للميت.وأضاف أن هبة ثواب قراءة القرآن للميت صحيحة، لافتًا إلى أن قراءة الفاتحة في كل وقت وكل يوم، تُعد من الأمور الطيبة والبسيطة، التي يصل ثوابها للموتى.هل يجوز إهداء ثواب التسبيح للميت؟ ورد سؤال للشيخ محمود شلبي، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، تقول صاحبته ( أخذت مسبحة أبي بعد وفاته ونويت أن يكون تسبيحي صدقة جارية على روحه فهل يجوز ذلك؟).وأجاب "شلبي" قائلًا : إن من أفضل الأعمال التى تصل ثوابها للميت الدعاء وقراءة القرآن والعمل الصالح، مشيرًا الى أنه يجب على الإنسان الذى يدعو للميت أن يقول (اللهم هب مثل ثواب هذا العمل إلى روح فلان) فيستجيب الله سبحانه وتعالى هذا الدعاء فيجعل مثل ثوابه للمتوفى فيصل الثواب الى المتوفى وينفعه الله سبحانه وتعالى به سواء أكان بالدعاء أو قراءة القرأن أو ختمه أو صلاة نافلة أو عمل الصالح.وأشار الى أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال (( أو ولد صالح يدعو له)) فسبحي وأوهبي ثواب هذا الذكر العظيم للمتوفى ويحصل الثواب للذاكر ثم يدعو أن يهب مثل ثواب هذا للمتوفى ويحصل كذلك الثواب لمن يدعو له.
مشاركة :