تشير زيارة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى المملكة العربية السعودية إلى تزايد الدور المؤثر لروسيا في الشرق الأوسط الذي يبدو أن الولايات المتحدة "تترك ساحته" شيئاً فشيئاً. وتأتي الزيارة الروسية لأول مرة منذ ما يزيد عن عقد من الزمن، ويحضر بوتين مدفوعاً بالمكاسب العسكرية التي حققتها القوات الروسية في سوريا إلى جانب قوات الحكومة السورية في 2015، المدعومة كذلك من إيران. زيارة بوتين أيضاً تأتي بالتوازي مع العملية العسكرية التركية داخل الأراضي السورية، وبعد أيام على إعلان ترامب سحب الجنود الأميركيين من شمال شرق سوريا. ويرى البعض أن الدور الروسي سيتعاظم أكثر فأكثر مع الكلام عن توجه قوات حكومية سورية إلى منبج، التي يتوجه نحوها المتمردون المدعومون من أنقرة. هل تبسط روسيا سيطرتها على الشمال الشرقي السوري؟ أم أن الاتفاق مع أنقرة تمّ سابقاً؟ ثمة من يطرح هذين السؤالين بأي حال، في ظل الحديث عن "اتفاق" بين دمشق والإدارة الذاتية، يقضي بدخول القوات الحكومية لصد تدخل القوات التركية في شمال البلاد. بأي حال، أضحت روسيا البلد الوحيد تقريباً الذي يتحدث مع الجميع في الشرق الأوسط. هذه وقائع لا تحليلات. موسكو نجحت في تقوية علاقاتها مع السعودية مثلما فعلت مع إيران، وهما بلدان يتنازعان نفوذا أكبرَ قد يتحول في أي ساعة إلى نزاع مفتوح، كما توقع البعض بعد الهجمات الأخيرة التي نفذت بطائرات مسيرة على منشآت نفطية سعودية (أرامكو). وسرعان ما وجهت الولايات المتحدة والسعودية الاتهامات بشانها إلى إيران، وهو ما تنفيه طهران. في الرياض، يرى البعض سعياً لدى بوتين إلى لعب دور "صانع السلام" بين الجارتين إيران والسعودية، إضافة طبعاً إلى تقوية الروابط، على مختلف أشكالها، بين روسيا والمملكة. ومع أن زيارته إلى السعودية استغرقت يوماً واحداً، وتمّ التوقيع خلالها على اتفاقيات عدة، قبل أن يسافر إلى الإمارات العربية المتحدة. للمزيد على يورونيوز:شاهد: مراسم استقبال الرئيس الروسي من قبل العاهل السعودي في الرياضهل أصبح ترامب وزير خارجية بوتين؟ ضابط استخبارات أمريكي سابق يرى ذلك
مشاركة :