أحمد بن سعيد: الصين شريك استراتيجي لـ “إكسبو 2020”

  • 5/7/2015
  • 00:00
  • 36
  • 0
  • 0
news-picture

برعاية سمو الشيخ أحمد بن سعيد آل مكتوم، رئيس هيئة دبي للطيران المدني، رئيس مؤسسة مطارات دبي، الرئيس الأعلى الرئيس التنفيذي لمجموعة طيران الإمارات، نظم مجلس دبي الاقتصادي أمس الأول في فندق العنوان دبي مول فعالية "حوار دبي-شنغهاي: الابتكار ودوره في تعزيز التجارة والاستثمار بين إمارة دبي ومدينة شنغهاي"، بحضور يانغ زيونغ، عمدة مدينة شنغهاي الصينية يرافقه وفد رفيع المستوى من الحكومة الصينية . كما شارك في الحدث سلطان أحمد بن سليم، رئيس مجلس ادارة موانئ دبي العالمية، والمهندس حسين ناصر أحمد لوتاه، مدير عام بلدية دبي، إضافة إلى ممثلي الدوائر المحلية وقطاع الأعمال في إمارة دبي ونظرائهم من مدينة شنغهاي الصينية . وعلى هامش سوق السفر العربي، وفي جناح "طيران الإمارات" استقبل سمو الشيخ أحمد بن سعيد آل مكتوم الوفد الصيني برئاسة يانغ زيونغ، عمدة شنغهاي، وبحضور تانج ويبن القنصل العام الصيني العام في دبي، وعبدالله عبد الرحمن الشيباني الأمين العام للمجلس التنفيذي لإمارة دبي، وحسين ناصر لوتاه مدير عام بلدية دبي، وهاني الهاملي . وتناول اللقاء بحث آفاق التعاون الاقتصادي والتجاري بين دبي وشنغهاي لاسيما من خلال تفعيل دور القطاع الخاص الوطني في تعزيز الشراكات بين المدينتين . وأشار سمو الشيخ أحمد بن سعيد آل مكتوم الى أن الحدث يأتي ترجمة لتوجهات قيادة دولة الإمارات وعلى رأسها صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، وأخوه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، لتوطيد العلاقات التجارية بين دبي والصين، وتعزيز فرص التعاون والشراكة بين مختلف الفعاليات الاقتصادية في البلدين . وأضاف سموه أن حكومة دبي تشعر بالاعتزاز بتطور ونمو علاقات الصداقة المتميزة بين دبي والصين وخاصة مع مدينة شنغهاي المزدهرة والتي تشكل نموذجاً يقتدى به للتعاون والشراكة الاقتصادية الدولية التي تصبو إلى تحقيق المصالح المشتركة وتعمل على رفع معدلات رفاهية مواطنيهما . كذلك تؤكد جميع المؤشرات أن هذه العلاقات مرشحة لمزيد من النمو خلال الفترة المقبلة على خلفية رغبة وإرادة قيادة وشعبي البلدين لتحقيق مزيد من النمو والتطور لبلديهما لاسيما في ضوء الإمكانات الكبيرة التي يتمتعان بها كل منهما . الشراكات الاستراتيجية وذكر سموه أن حكومة دبي تتطلع الى الارتقاء بمستوى العلاقات مع الصين من "التعاون" و"التبادل التجاري" إلى "الشراكات الاستراتيجية" والتي تنطوي على العديد من المجالات الحيوية ذات الأهمية الاستراتيجية لاقتصاد دبي ودولة الإمارات، من قبيل الطاقة البديلة، والنقل والمواصلات، والصناعة، وغيرها . كما أعرب سموه عن تطلعه إلى إطلاق مبادرات لتعزيز العلاقات الاقتصادية مع الصين وخاصة مع مدينة شنغهاي لأن تكون شريكاً استراتيجياً للحدث العالمي المثير إكسبو ،2020 مشيداً بالدور الذي يقوم به مجلس دبي الاقتصادي في هذا الاتجاه . من جهته، أشار حسين ناصر لوتاه الى عمق العلاقات بين دبي ومدينة شنغهاي، حيث ذكر أن دبي قد وقعت في عام 2000 اتفاقية توأمة مع مدينة شنغهاي وذلك بهدف توطيد التعاون الثنائي في مختلف المجالات وتبادل الخبرات لتطوير العمل البلدي، مؤكداً أن اللقاء الحالي الذي نظمه مجلس دبي الاقتصادي مع بلدية شنغهاي سيعزز توجه حكومة دبي في تعزيز الشراكة مع شنغهاي في مختلف المجالات وخاصة البنية التحتية والتخطيط الحضري والمناطق الحرة، مما سيساهم كثيراً في دفع حركة التعاون التجاري والاقتصادي بينهما قدماً . وأشار هاني الهاملي إلى أن الاقتصاد العالمي ومنذ نحو أكثر من نصف قرن يحث الخطى نحو العولمة، والتجمعات الإقليمية، وحرية التجارة والاستثمار عبر الحدود، بيد أن دبي والصين قد أدركتا المكاسب التي تنطوي عليها هذه الظواهر حينما أسستا منذ قرون "طريق الحرير" الذي يربط الصين بدول الشرق الأوسط وإفريقيا عبر دبي . بوابة لتجارة الصين وذكر الهاملي أن التاريخ يعيد نفسه، فاليوم تبرز الإمارات بعامة ودبي بخاصة بوابة لتجارة الصين الى العالم العربي لاسيما منطقة الخليج العربي، وإفريقيا . وتشير الأرقام أن الإمارات تعد ثاني أكبر شريك تجاري للصين على مستوى منطقة الشرق الأوسط، وأكبر سوق لشراء المنتجات الصينية . حيث أن إجمالي التجارة الثنائية بين الصين والإمارات سجلت ما قيمته 46 مليار دولار في عام 2014 . أما على مستوى إمارة دبي، تقف الصين اليوم في مقدمة شركائها التجاريين . فقد نما حجم التبادل التجاري بين الجانبين إلى84 مليار دولار . كما تعد الصين الشريك التجاري الأول ل"إمارة دبي" من حيث الواردات، إذ سجّلت قيمة الواردات من الصين 130 مليار درهم (36 مليار دولار) . وبما يناهز 15% من إجمالي واردات الإمارة . كما باتت دبي واجهة سياحية يقصدها الآلاف من الصينيين كل عام . كما تشير التقارير المحلية إلى أن الصين برزت في المرتبة التاسعة كسوق لحركة الزوار المتدفقين إلى دبي خلال العام الماضي . وأضاف، أننا ننظر إلى الصين بوصفها شريكاً فاعلاً في مسيرة التنمية في الإمارة ليس بدلالة تنامي قيام التجارة بين البلدين عبر السنوات الماضية بل في تلك الرؤية المشتركة لقيادة البلدين ورغبة مجتمعي الأعمال فيهما بتكثيف التعاون والشراكة في مختلف القطاعات والأنشطة . وأضاف: أن الحوارات التي نجريها بين ممثلي مجتمع الأعمال بدبي مع نظرائهم من مدينة شنغهاي تعني تعزيز مسيرة التعاون بين المدينتين والبحث معاً عن سبل الاستثمار المشترك والتعاون الاقتصادي ليس في المجال التجاري فحسب بل في المجالات الحيوية الأخرى كالبنية التحتية، والطاقة البديلة، والمواصلات، وغيرها . مدينة تختصر الزمن قدم د . عبد الرزاق الفارس، الأمين العام المساعد للشؤون الاقتصادية بمجلس دبي الاقتصادي عرضاً عن "الابتكار ودوره في تعزيز التجارة والاستثمار بين دبي والصين" . واستهل باستعراض أهم التطورات الحاصلة في حركة التجارة بين دبي والصين، إضافة إلى استعراض ملامح اقتصاد دبي، وعرض صورتين تستعرضان مشهداً من مدينة دبي خلال فترتين مختلفتين، 1971 و ،2014 مبيناً التطور الهائل الحاصل في البنية التحتية والعمرانية في الإمارة . تبادل المشورة جرت مراسيم توقيع مذكرة التفاهم بين مجلس دبي الاقتصادي ومركز بحوث التنمية التابع لبلدية شنغهاي، وقع عن المجلس هاني الهاملي، في حين وقع عن المركز الصيني د . شياو لين، المدير العام للمركز . حضر التوقيع سلطان بن سليم، وعلي الشعفار، في حين حضر من الجانب الصيني عمدة شنغهاي . وتنطوي الاتفاقية على العديد من مجالات التعاون المشارك وخاصة في مجال بحوث السياسات الاقتصادية والتقارير، إضافة إلى تبادل المشورة والبيانات حول مختلف القضايا ذات الاهتمام المشترك بما في ذلك سبل تعزيز العلاقات التجارية والشراكات بين مجتمعي الأعمال في كل من دبي وشنغهاي . النهضة الاقتصادية ألقى سلطان أحمد بن سليم، رئيس مجلس ادارة موانئ دبي العالمية كلمة في هذه المناسبة، استهل باستعراض مسيرة النهضة الاقتصادية التي تشهدها دبي في مختلف المجالات وخاصة المناطق الحرة . وذكر أن الحاجة هي أم الاختراع، وأن دبي مدينة ذات طاقات كامنة هائلة وتطلعات لتكون مدينة عالمية، من هنا بدأت فكرة إقامة المناطق الحرة من أجل توفير بيئة أعمال ومناخ استثمار محفز وجاذب للاستثمارات الأجنبية وباعثة على الإنتاجية العالية والكفاءة والابتكار . وبالفعل تعد منطقة التجارة الحرة بجبل علي (جافزا) اليوم من أهم التجارب الاقليمية والعالمية، ونموذجاً للعديد من دول العالم، حيث تعمل فيها آلاف الشركات الأجنبية بما فيها الشركات الصينية تقوم على مبادئ الحرية الاقتصادية والمنافسة . وأشار سلطان بن سليم إلى أن رؤية دبي بخصوص الآفاق الواعدة للمناطق الحرة تقوم على أساس ثلاثية الميناء - المنطقة الحرة- المطار . وفي هذا السياق ذكر ابن سليم أن طيران الإمارات مثل إحدى دعائم التطور الحاصل في المنطقة الحرة، كما أن إنشاء مطار آل مكتوم الدولي سيحدث نقلة نوعية في مسيرة تلك المنطقة، معرباً عن تفاؤله في أنه خلال السنوات القليلة القادمة سترتفع مساهمة "جافزا" في الناتج المحلي الإجمالي لدبي من 25% حالياً إلى 50% . واختتم ابن سليم حديثه بأن أهم ما يميز التجربة المثيرة لدبي هو أنها لم تعتمد على الاستشاريين بل تجربة قوامها رؤية محلية تعكس تطلعات الحكومة والمجتمع معاً للارتقاء إلى مصاف الدول المتقدمة .

مشاركة :