على الرغم من العتمة التي يعاني منها المعاقون بصرياً، إلا أن الكثير منهم قد اجتهدوا على أنفسهم وبجدارة ليقدموا مثالاً رائعاً على ما يمكن للبصيرة أن تنجزه لتضيء دنيا ظلامهم. فهناك من يتبوأ اليوم منصباً كبيراً، وآخر يعمل في مهنة مُشرفة وجميلة، وهناك أيضاً من تمت ترقيته لإبداعه في أداء مهام وظيفته بإتقان وإخلاص. كل أولئك لم يمنعهم فقدانهم لنور العين من الانطلاق قدماً في مسيرة التميز كأقرانهم المبصرين. أداء فاعل تعتبر الشابة الإماراتية منار عبدالقادر الحمادي موظفة في الإدارة العامة للإقامة وشؤون الأجانب بدبي، حاصلة على درجة الماجستير في تخصص التخطيط الاستراتيجي والقيادة، أول امرأة إماراتية كفيفة في الوطن العربي تتمكن من الحصول على شهادة من معهد القيادة والإدارة في المملكة المتحدة، ليضاف هذا الإنجاز إلى قائمة واسعة من الإنجازات التي حققتها. كما تعتبر الحمادي خبيرة في مجال تقديم عدة دورات تتمحور حول إتيكيت التعامل مع المعاقين بصرياً. وقالت: «أتطرق في هذه الدورة حول قضايا الكفيف، وكيفية عمل البرامج الفاعلة التي تعزز من التعايش مع الفئات بالمجتمع ضمن بيئة إيجابية داعمة لدمجهم وإشراكهم في التنمية المستدامة. ولله الحمد فقد قدمت عشرات الدورات في عدة مؤسسات وجهات ودوائر حكومية، وتم التفاعل مع ما طرحته بشكل جميل». عزف بالفطرة بدورها أكدت إسراء علي محمد أنه كثيراً ما برهنت لها الحياة أن لا شيء يقف أمام العزيمة والإرادة، ولا يوجد حدّ للأحلام والطموحات والقدرات. فإصرارها ومثابرتها على تحقيق حلمها، واكتشاف قدرتها على استخدام حواس أخرى، يجب ألا تكون الإعاقة الجسدية حجر عثرة للوصول إلى تحقيق تلك الأهداف الشخصية. وتستشعر إسراء نغمات الموسيقى بإيقاع مختلف، وتعزف بإتقان من دون قراءتها المدونة الموسيقية، ولا حتى رؤية تعليمات المايسترو على المسرح لاتباعها. نعم، هي موهوبة في العزف بالفطرة، حيث تعزف النشيد الوطني، وغير ذلك من المقطوعات الموسيقية. وقالت بابتسامة جميلة: «أنا على يقين تام بأن التصفيق الذي يعقب عزفي هو أكبر تقدير يُقدم لي. أشعر حينها بأني أحلق بسعادة في آفاق التميز». إبداع مسرحي من جانبه، يفجر حمدان البلوشي طالب في كلية الإعلام بجامعة الإمارات إبداعه على خشبة المسرح، ويهدف من خلال المسرحيات المجتمعية التي يشارك بها إلى تسليط الضوء على المشاكل والتحديات التي يعاني منها أصحاب الهمم عموماً، والمكفوفون بشكل خاص. إلى جانب حرصه على إحياء الحفلات الوطنية بصوته الذي يشدو بأعذب «الشلات» التي يتفاعل معها جمهوره إعجاباً وتصفيقاً. ففي كل مناسبة يشارك بها يكشف البلوشي من خلالها عن صوت كبير ومميز، وأداء فني عالي المستوى، بدخل الجمهور في حالة فنية جميلة. «للحياة مذاق آخر» ويمتلك محمد الغفلي باقة من المهارات الإبداعية، فهو كاتب وممثل مسرحي وناشط اجتماعي، مروراً بكتابة الشعر وتأليف كتاب بعنوان «للحياة مذاق آخر». وأطلق الغفلي مؤخراً رسالة الماجستير الخاصة بتخرجه في كلية محمد بن راشد للإدارة الحكومية، ماجستير تنفيذي في الإدارة الحكومية، والتي تحمل عنوان «جاهزية دولة الإمارات في السياحة الميسرة لأصحاب الهمم»، والتي تهدف إلى التعرف على إمكانية دولة الإمارات في توفير الخدمات والبنى التحتية المهيأة في قطاع السياحة الميسرة لذوي أصحاب الهمم. طباعةEmailفيسبوكتويترلينكدينPin InterestWhats App
مشاركة :