الدوحة- قنا: افتتح متحف قطر الوطني مساء أمس، معرض «كنوز المجوهرات» للمصمم الفرنسي جان شلومبرجيه، من مقتنيات متحف فيرجينيا للفنون الجميلة. حضر حفل افتتاح المعرض، سعادة الدكتورة حنان محمد الكواري وزيرة الصحة العامة، والسيد أحمد النملة الرئيس التنفيذي بالوكالة لمتاحف قطر وعدد من الدبلوماسيين المعتمدين بالدولة والإعلاميين والمثقفين. ويقدم المعرض الذي يستمر حتى الخامس عشر من يناير 2020، مجموعة من أعمال مصمم المجوهرات الشهير جان شلومبرجيه الذي عاش ما بين (1907-1987) وأسهم في تغيير مفاهيم الموضة والجمال في القرن العشرين بفضل ما أبدعه من مجوهرات وحلي للزينة امتازت بتصاميمها المستلهمة من الطبيعة. وتشمل محتويات المعرض ما يزيد على 125 قطعة تنتمي لمجموعة مجوهرات السيدة «ريتشل لامبرت ميلون» الشهيرة باسم «بوني ميلون» التي عاشت ما بين (1910-2014)، وكانت خبيرة أمريكية معروفة في مجال تصميم الحدائق، التي أهدتها لمتحف فرجيينا للفنون الجميلة، وهي أكبر مجموعة عامة تضم مجوهرات وأعمال ذلك المصمم الفرنسي وأكثرها شمولاً. وتكشف هذه القطع التي استلهم شلومبرجيه تصميماتها من الطبيعة، لاسيما عالمي الحيوان والنباتات، عن خياله الواسع وذكائه وبراعته، حيت تمتزج فيها المعادن النفيسة مع الأحجار الكريمة والمواد العضوية في قالب واحد. وقالت الشيخة ريم آل ثاني، رئيس قسم المعارض بمتاحف قطر في تصريح لها بالمناسبة، إن متاحف قطر، تفخر بتنظيم معرض «كنوز المجوهرات» للمصمم شلومبرجيه، لكونه من بين أوائل المعارض المؤقتة التي يحتضنها متحف قطر الوطني الذي تم افتتاحه مؤخراً. وأضافت: «لا شك عندي أن مجموعة المجوهرات والقطع البديعة الذي استلهم شلومبرجيه تصاميمها من عالم الطبيعة ستخلب الألباب بجمالها تماماً مثلما يخطف تصميم المتحف المحاكي لوردة الصحراء أنظار الجمهور بروعته». ومن جهتها تحدثت السيدة تانيا الماجد، قيم مساعد بمتحف قطر الوطني عن وجه التشابه بين المقتنيات المعروضة في «كنوز المجوهرات» ومعروضات أخرى في متحف قطر الوطني، وقالت إن ما قام به المصمم شلومبرجيه من تصاميم، استوحاها من بيئته المحيطة، خصوصاً البحرية، وهو ما نجده أيضاً في بعض مقتنيات متحف قطر الوطني، مثل وجود رسومات الحيوانات أو النباتات في «السدو»، منوهة بأن هذا هو القاسم المشترك بين الجانبين، فضلاً عن شكل المتحف «وردة الصحراء» الذي تم استيحاؤه من وردة الصحراء في البيئة الصحراوية القطرية. وبخصوص استغلال قسم الجانب التفاعلي للمعرض، واستغلال المعروضات، أبرزت الماجد، أن قسم التعليم في متحف قطر الوطني سيجري مسابقة لأحسن تصميم. وعن الهدف من المعرض، بينت أن تنظيمه يرنو إلى إلهام الزائر للتفكير بطريقة إبداعية عن كيفية توظيف ما قد يجده حوله في البيئة المحيطة، خاصة القطرية. بدوره، قال الدكتور مايكل تايلور، قيم أول ونائب مدير الفنون والتعليم في متحف فرجينيا للفنون الجميلة الذي قدم شروحاً إضافية عن القطع المعروضة، إن هذه المجموعة التي لا مثيل لها من المجوهرات وغيرها من أعمال الزينة التي صممها شلومبرجيه أهدتها السيدة «ريتشل لامبرت ميلون» لمتحف فرجينيا للفنون الجميلة، وهي من أبرز المتبرعين في تاريخ المتحف. واصفاً إياها ب «الأعمال الاستثنائية» التي تعكس الخيال المبهر لهذا المصمم الفرنسي وتؤكد وضوح رؤيته بفضل ألوانها النابضة بالحياة وروعة تشكيلها والإلهام الذي يشع منها. تجدر الإشارة إلى أن شلومبرجيه بدأ مسيرته المهنية بتصميم مجوهرات الزينة لصالح مصممة الأزياء الفرنسية إلسا سكيابارلي في ثلاثينيات القرن الماضي في باريس. وفي الخمسينيات، افتتح صالة عرض خاصة به في مقر دار «تيفاني وكو». واشتهرت تصاميمه، التي تنوعت ما بين علب الحبوب والدبابيس والقلائد، بين مشاهير النساء خلال هذه الحقبة، وفي مقدمتهن السيدة «ريتشل ميلون»، وهي السيدة التي ترجع محتويات المعرض الحالي لمجموعة مقتنياتها. ومن أبرز ما يضمه معرض /كنوز المجوهرات/، أول تشكيلة من المجوهرات التي صممها شلومبرجيه (دبابيس ذهبية للزينة). وقد استلهم تصميمها من مواد عثر عليها في أسواق السلع المستعملة المنتشرة في ربوع باريس في أواسط ثلاثينيات القرن الماضي، ومنها أزهار البورسلين المصنوع في ميسن بألمانيا وأدوات فريدة صنعت بغرض الاستخدام المنزلي، ومنها «ملاحة طعام» ذهبية عيار 18 وشمعدانات وساعات مكتبية بلمسات هندسية، ومعظمها كان قد صنع خصيصاً ل «بوني ميلون» لاستخدامها في منزلها. يشار إلى أن معرض /كنوز المجوهرات/ من تنظيم الدكتور مايكل تايلور، قيم أول ونائب مدير الفنون والتعليم في متحف فرجينيا للفنون الجميلة، بالتعاون مع كريستي كوسر، مساعد الشؤون المتحفية بمركز مانتون للأعمال الورقية التابع لمتحف «ذا كلارك». ونُظم المعرض للمرة الأولى في عام 2017 بمتحف فرجينيا للفنون الجميلة، وسافر بعدها إلى متحف الفنون الجميلة في سانت بطرسبرج في فلوريدا ثم المتحف الوطني الصيني في بكين. أول تشكيلة من المجوهرات التي صممها شلومبرجيه (دبابيس ذهبية للزينة). وقد استلهم تصميمها من مواد عثرَ عليها في أسواق السلع المستعملة المنتشرة في ربوع باريس في أواسط ثلاثينيات القرن الماضي، ومنها أزهار البورسلين المصنوع في ميسن بألمانيا. يذكر أن المعرض يقام تحت رعاية مجموعة الفردان وتيفاني.
مشاركة :