دان الاتحاد الأوروبي العمل العسكري التركي في شمال شرقي سوريا، وقال إنه يقوض بشكل خطير استقرار وأمن المنطقة بأسرها، مما يؤدي إلى مزيد من معاناة المدنيين والنزوح وإعاقة وصول المساعدات الإنسانية.كما حث الاتحاد الأوروبي مجدداً تركيا على وقف أعمالها العسكرية بشكل أحادي في شمال شرقي سوريا وسحب قواتها من هناك، وجاء ذلك في بيان وزع أمس في بروكسل، صدر على هامش اجتماعات وزراء خارجية دول الاتحاد أمس الاثنين في لوكسمبورغ.وحذر البيان من أن العمل العسكري التركي يجعل آفاق العملية السياسية التي تقودها الأمم المتحدة لتحقيق السلام في سوريا أكثر صعوبة، كما أنه يقوض إلى حد كبير التقدم الذي أحرزه التحالف الدولي لهزيمة «داعش»، وحذر البيان من أن «داعش» لاتزال تشكل تهديداً للأمن الأوروبي، بالإضافة إلى الأمن التركي والإقليمي والدولي، كما تضمن البيان ما سبق أن جاء في رد فعل فيدريكا موغيريني على الهجوم التركي يوم 9 أكتوبر (تشرين الأول) الجاري من التزام الاتحاد بوحدة الدولة السورية وسيادتها. وشدد على أن تركيا شريك رئيسي للاتحاد وممثل مهم للغاية في الأزمة السورية والمنطقة وينبغي معالجة المخاوف الأمنية التركية في شمال شرقي سوريا من خلال الوسائل الدبلوماسية والسياسية وليس بالعمل العسكري ووفقاً للقانون الدولي الإنساني.كما أشار البيان إلى الحاجة الملحة لجهود المجتمع الدولي بما في ذلك مجلس الأمن لوقف هذا العمل العسكري الأحادي الجانب كما دعا البيان إلى عقد اجتماع وزاري للتحالف الدولي ضد «داعش» من أجل معالجة كيفية متابعة جهوده في السياق الحالي.وفي هذا الإطار، أشار البيان إلى قرار بعض الدول الأعضاء في الاتحاد بوقف ترخيص صادرات الأسلحة إلى تركيا على الفور وسوف يجتمع الفريق المعني بهذا الملف في المجلس الأوروبي خلال هذا الأسبوع لتنسيق ومراجعة مواقف الدول الأعضاء ذات الصلة، واختتم البيان بالتأكيد على أن الاتحاد الأوروبي لن يوفر المساعدة الإنمائية في المناطق التي يتم فيها تجاهل حقوق السكان المحليين أو انتهاكها.إلى ذلك، استنكر حزب سياسي مغربي معارض بشدة «غزو» تركيا أجزاء من التراب السوري، معتبراً أن استمرار العدوان العسكري التركي على الأراضي السورية «استخفاف كبير بكل القوانين والأعراف الدولية وجريمة حرب تستوجب المتابعة».وأعرب حزب التقدم والاشتراكية (الشيوعي سابقاً) المغربي المعارض، في بيان تلقت «الشرق الأوسط» نسخة منه أمس، عن إدانته بـ«أشد العبارات، توغل الجيش التركي في شمال شرقي سوريا».
مشاركة :