اعتبر الرئيس التنفيذي لصندوق الثروة السيادي الروسي (RDIF) كيريل ديميترييف، أن ما يحدث بين السعودية وروسيا لجهة تنامي العلاقات «أمر لا يمكن تصديقه، خصوصاً إذا تحدثنا عن العلاقات بين البلدين في السابق»، مضيفاً: «نحقق إنجازات غير مسبوقة في تاريخ هذه العلاقات». ونفى ديميترييف في مقابلة له مع «CNBC» الأميركية محاولة روسيا ملء فراغ في الشرق الأوسط تركته أميركا، مصراً على أن الاستثمارات الروسية المتزايدة في المملكة العربية السعودية والتجارة معها هي «بناء جسور» بدلاً من الانخراط في المنافسة الاستراتيجية التي يحذر الغرب منها بانتظام. وقال: «في الحقيقة نحن لا نتحدث، كما تعلمون، عن شراكات استراتيجية تربط السعودية بالولايات المتحدة، وما نفعله ليس ضد الولايات المتحدة، إنه في الواقع بناء شيء إيجابي للغاية، وبناء شيء يساعد الاقتصادين السعودي والروسي ويبني الصداقة بين بلدينا». وأوضح ديميترييف أن ازدهار العلاقات بين بلده والسعودية أمر كان قبل أربع سنوات فقط موضع شك كبير، بالنظر إلى العداوة بين الاثنين خلال الحرب الباردة. وأضاف: «على النقيض من ذلك، شهدت السنوات القليلة الماضية إنشاء تحالف تاريخي لإنتاج النفط بقيادة الرياض وموسكو، وزيادة التجارة والاستثمار، وكانت زيارة الملك سلمان بن عبدالعزيز أول زيارة يقوم بها ملك سعودي لروسيا». وتابع «أعتقد أننا بحاجة إلى العودة إلى الأساسيات، أنا متأكد من أن المثال السعودي مثير جداً للمحاولة في مرحلة ما لاستعادة العلاقة مع الولايات المتحدة، لأنه إذا استطعنا فعل ذلك مع المملكة العربية السعودية في أربع سنوات، فلماذا لا يمكننا أن نفعل ذلك مع الولايات المتحدة». وعن العلاقة مع السعودية سابقاً، قال ديميترييف: «كثير من الناس لم يصدقوا أننا سنحقق تقدما كبيراً، بدا الأمر بعيداً جداً لأن روسيا والسعودية كانتا متباعدتين، كان لدينا الكثير من الاختلافات خلال الحقبة السوفييتية، كان لدينا الكثير من الاختلافات في العديد من السياسات في الشرق الأوسط، لكن الآن يمكنني أن أبلغكم بأننا حققنا اختراقاً كبيراً وهذا إنجاز كبير؛ لأن الرئيس بوتين والملك سلمان والآن ولي العهد الأمير محمد بن سلمان يعتقدون حقاً أنه من الممكن تقريب العلاقات بين روسيا والمملكة العربية السعودية». وأضاف دميترييف لـ«CNBC» أن صندوق الثروة الروسي لديه بالفعل شراكات استثمارية مع صندوق الثروة السيادية في المملكة العربية السعودية ، مشيراً إلى أن «أرامكو» السعودية اتخذت خطوات للاستثمار في صناعة الطاقة في روسيا، حيث اتفقت الشركتان على الاستثمار في شركة خدمات النفط الروسية «نوفوميت» في وقت سابق من هذا العام.
مشاركة :