فاز الروائي التونسي شكري المبخوت بالجائزة العالمية للرواية العربية في دورتها الثامنة عن روايته الطلياني، حسب ما أعلن رئيس لجنة تحكيم الجائزة هذا العام، الشاعر مريد البرغوثي، خلال الحفل الذي أقيم مساء أمس في أبوظبي. بحضور الشيخ سلطان بن طحنون آل نهيان، رئيس مجلس إدارة هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة، ولفيف كبير من المثقفين في العالم العربي. ويحصل الفائز بالجائزة على مبلغ نقدي قيمته 50 ألف دولار، إضافة إلى ترجمة روايته إلى اللغة الإنجليزية، إلى جانب تحقيق مبيعات أعلى للرواية والحصول على تقدير عالمي. وفازت رواية الطلياني، باعتبارها أفضل عمل روائي نُشر خلال الـ12 شهراً الماضية، وجرى اختيارها من بين 180 رواية مرشحة تتوزع على 15 بلداً عربياً. وقد علّق مريد البرغوثي، نيابة عن لجنة التحكيم على الرواية الفائزة بقوله: بداية شكري المبخوت كصاحب رواية أولى مدهشة كبداية روايته ذاتها، مشهد افتتاحي يثير الحيرة والفضول، يسلمك عبر إضاءة تدريجية ماكرة وممتعة إلى كشف التاريخ المضطرب لأبطاله ولحقبة من تاريخ تونس، شخصية عبدالناصر بطل الرواية مركبة وغنية ومتعددة الأعماق، حتى الشخصيات الثانوية منها مقنعة في ما تقول أو تفعل، وفي ما ترفض أو تقول، لكن شخصية زينة تظل إنجازاً فنياً فريداً تمتزج فيها الثقة والارتباك والشراسة والشغف والتماسك والانهيار. تدور أحداث رواية الطلياني، في تونس، وبطلها عبدالناصر الملقب بالطلياني بسبب وسامته، إلا أن الرواية ليست فقط قصة عبدالناصر، إذ يستخدم الروائي تاريخ بطله في النضال السياسي ومغامراته العاطفية كخلفية لتأمل تاريخ تونس الحديث بكل تعقيداته، خصوصاً فترة الانقلاب الذي قام به زين العابدين بن علي على نظام الحبيب بورقيبة أواخر الثمانينات من القرن الماضي. وقد صرّح شكري المبخوت في حوار أُجري معه، أخيراً، بأن فكرة الرواية جاءته من أحداث ثورات الربيع العربي: بعد سنتين من الثورة تقريباً، استعدت مرحلة قريبة من تاريخ تونس شبيهة بمخاوفها وتقلّباتها وصراعاتها، بما كنت أشاهد وأعايش، إنّها فترة الانتقال من عهد الزعيم بورقيبة إلى عهد الرئيس بن علي، إثر انقلاب 1987. وُلد شكري المبخوت في تونس سنة 1962 حيث يقيم، ويشغل منصب رئيس جامعة منّوبة، وعلى الرغم من أن الطلياني هي رواية المبخوت الأولى، إلا أنه أكاديمي وناقد معروف وله الكثير من الكتابات في النقد الأدبي. وأشار البرغوثي إلى أن اللجنة قامت بقراءة الرواية قراءة ديمقراطية، لكن كان على كل رواية أن تبرر كل مكوناتها كالشكل والحبكة والطول والقصر واللغة والإيقاع وتحوّلاتِ شخصياتها. وأضاف: مهما كان المحتوى صادماً أو خارجاً عن المسلمات، ومهما كان الشكل مغامراً سنحتفي به بل نتمناه، على أن تكون عناصر إقناعنا به كامنةً فيه لا فينا نحن، ودون أن نهتم بالمحاصصات الجغرافية ولا الجنسانية ولا العمرية. وجرى خلال الحفل تكريم الروائيين الخمسة الآخرين المدرجين على القائمة القصيرة، حيث ينال كل منهم مبلغ 10 آلاف دولار أميركي، بمن فيهم الفائز. يذكر أن الجائزة تدعمها مؤسسة جائزة بوكر في لندن، وتموّلها هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة في أبوظبي.
مشاركة :