فازت رواية (الطلياني) للتونسي شكري المبخوت بالجائزة العالمية للرواية العربية (البوكر) 2015 والتي أعلنت مساء أمس الأربعاء في أبوظبي بحضور لجنة التحكيم ومؤلفي ست روايات بلغت القائمة القصيرة للجائزة في دورتها الثامنة. وإضافة إلى العمل الفائز ضمت القائمة القصيرة خمس روايات هي (حياة معلقة) للفلسطيني عاطف أبو سيف و(طابق 99) للبنانية جنى فواز الحسن و(ألماس ونساء) للسورية لينا هويان الحسن و(شوق الدرويش) للسوداني حمور زيادة و(ممر الصفصاف) للمغربي أحمد المديني. وينال كل مؤلف تأهلت روايته للقائمة القصيرة عشرة آلاف دولار أما الفائز فيحصل على 50 ألف دولار أخرى. وتنظم الجائزة سنويا بالشراكة مع مؤسسة جائزة بوكر البريطانية في لندن وبدعم من هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة في الإمارات. وأعلن عن الجائزة في أبوظبي في ابريل نيسان 2007 وفاز بها في دورتها الأولى 2008 الروائي المصري بهاء طاهر. وذهبت الجائزة في الدورات السبع الماضية إلى مصريين اثنين وعراقي ولبناني وسعودي وكويتي وتقاسمها عام 2011 كل من المغربي محمد الأشعري والسعودية رجاء عالم. وتتناول الرواية الفائزة جانبا من سيرة الطالب اليساري (عبد الناصر الطلياني) الذي كان فاعلا وشاهدا على أحلام جيل تنازعته طموحات وانتكاسات في سياق صراع ضار بين الإسلاميين واليساريين ونظام سياسي ينهار على خلفية تحولات في القيم خلخلت بنيان المجتمع التونسي في أواخر عهد الرئيس الراحل الحبيب بورقيبة وبداية حكم الرئيس المخلوع زين العابدين بن علي. وقالت لجنة التحكيم برئاسة الشاعر الفلسيطيني مريد البرغوثي في حيثيات الفوز إن (الطلياني) وهي العمل الروائي الأول للمبخوت "رواية أولى مدهشة... رحلة في عوالم الجسد والبلد.. الرغبة والمؤسسة.. والانتهاك والانتهازية.. وتناول بارع لارتباك العالم الصغير للأفراد والعالم الكبير للبلاد." وأضاف التقرير الذي نشره الموقع الإلكتروني للجائزة عقب إعلان فوز المبخوت أن الرواية تكشف "الغطاء عن ملامح مجتمعها التونسي، تباغت الرواية معظم القراء العرب بما يجسد ملامح مجتمعاتنا أيضا" ووصف الروائية بأنها عمل فني يضيف للمنجز الروائي التونسي والعربي. والمبخوت وهو أول تونسي يفوز بالجائزة ناقد وباحث ولد عام 1962 ونال دكتوراه الدولة في الآداب من كلية الآداب بمنوبة ويعمل رئيسا لجامعة منوبة. وله عدد من الإصدرات في النقد الأدبي. وكان المبخوت قال لرويترز في مقابلة بثت السبت الماضي أن الرواية "بموضوعاتها وعوالمها المتخيلة فرضت نفسها في سياق سياسي شهدته تونس بعد الثورة" التي أنهت حكم بن علي في يناير كانون الثاني 2011. وأضاف أن الرواية "عبرت بمناخاتها وقضاياها عن الهوية التونسية.. لقد وجد التونسيون أنفسهم فيها وشعر القراء العرب بشيء مختلف من جهة وبعمق إنساني يشمل ما يعيشه العرب أنفسهم في بيئتهم المحلية." ولكنه قال إن "ثراء الفسيفساء الثقافية والاجتماعية العامة في تونس مازال يحتاج منا الروائيين أن نكتب سردية هذه البلاد وأن تكون رواياتنا أرشيفا للوجع التونسي والأحلام المجهضة المغدورة باستمرار".
مشاركة :