في صيف عام 2007، وبعد فترة وجيزة من إقناع متدرب جامعي بالانضمام إلى Facebook، تذكرت هذه الجملة التي كنت أفكر فيها: “ستغير هذه الوسيلة كل شيء، إنّها ستغير العالم”. لقد أثرت مواقع التواصل الاجتماعي؛ مثل Facebook وTwitter وLinkedIn وSnapchat وغيرها، وكذلك المدونات، ووسائل الإعلام التفاعلية عبر الإنترنت، على ملايين الأشخاص على مدار الـ 12 عامًا الماضية. كذلك، ساعدت مواقع التواصل الاجتماعي في إسقاط ديكتاتوريات، وأعطت صوتًا لملايين الأشخاص الذين لم يُسمع بهم من قبل، بل جمعت شمل عائلات، وأعادت الاتصال بالأصدقاء القدامى، وأشعلت شموع الرومانسية، وخلقت فرصًا لعشرات الألوف من رواد الأعمال، والمؤلفين ورجال الأعمال؛ حتى كنت أنا وزوجتي من هؤلاء. سلبيات وبالرغم من ذلك، كان هناك جانب مظلم في آخر 12 عامًا من انتشار مواقع التواصل الاجتماعي، تمثل في التسلط عبر الإنترنت، والعناوين السلبية، واختراق البيانات، والتدخل الأمني، والتدخل الروسي في الانتخابات، والتأثير على الصحة العقلية، وغيرها، ومازالت القائمة مستمرة. ومن المستحيل، استخدام مواقع التواصل الاجتماعي، دون التعرض لمثل هذه السلبيات، سواءً بمشاهدة من يشتكي من شيء ولو بسيط، أو من أمر يبين مدى سُميَّة بيئتنا السياسية الحالية. أفاد 41 % من مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي، أنّها تُشعرهم بالحزن أو القلق أو الاكتئاب، كما أظهرت دراسة أجريت عام 2017، أنّه كلما زادت الفترة التي يقضيها الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و22 عامًا على تلك المواقع يوميًا، زاد ارتباطهم بأعراض القلق. حسابات التضليل وتواصل حسابات التضليل على تويتر، نشر أكثر من مليون تغريده يوميًا، كما صادف غالبية المراهقين خطاب كراهية عنصرية أو جنسية، فيما يتعرض نحو 43 ٪ من المراهقين الأمريكيين للتخويف، و41 ٪ للتحرش. ماذا يمكننا أن نفعل إذًا لمواجهة سلبية تلك المواقع؟ هل نتركها؟ بالتأكيد، لا، فقد أصبحت مواقع التواصل في عام 2019، جزءًا لا يتجزأ من حياتنا، سواء كان للأفضل أو الأسوأ، لكننا يمكن أن نضع المسؤولية على عاتق الشركات المنشئة لتلك المواقع، وإن كانت لم تثبت أنّها جديرة بالثقة.مواقع التواصل الاجتماعي الضرورية لرائد الأعمال تغيير سلوكنا الفردي الشيء الوحيد الذي يمكننا القيام به؛ هو تغيير سلوكنا الفردي، ولنبدأ بأعمال عاطفية صغيرة يكون لها تأثير مضاعف، ولنلتزم بسلوك اللطافة أثناء تصفح مواقع التواصل الاجتماعي؛ كأن نمدح صديقًا على ملابسه عبر Instagram، أو نشارك بالامتنان لجيراننا على Facebook، أو نترك توصية غير مطلوبة لزميل على LinkedIn، أو نعيد تغريدة فيها مضمون خيري على Twitter، أو نقول شيئًا لطيفًا. يمكننا جعل مواقع التواصل مكانًا أكثر إيجابية لقضاء أوقاتنا عليها، فأعمال اللطف لا تغير هذا العالم فقط للأفضل، بل تغيرنا نحن أيضًا للأفضل. تأثير الإيماءات تشير دراسة حديثة أجراها باحثون بجامعتي ييل وكاليفورنيا، إلى أنّ أداء الإيماءات الصغيرة الطريفة، يقلل التوتر، ويحسِّن الصحة العقلية. وفي دراسة بيركلي، أفاد المشاركون عن تولد مشاعر أكبر من الهدوء، وزيادة احترام الذات بعد مساعدة الآخرين، كما تخفض أعمال اللطف ضغط الدم، ففقًا للدكتور ديفيد ر.هاميلتون؛ مؤلف كتاب “الآثار الجانبية الخمسة للطف”، فإن أعمال اللطف تحرّر هرمون الأوكسيتوسين الذي يطلق أكسيد النيتريك، الذي بدوره يخفّض ضغط الدم.
مشاركة :