بذلت المملكة العربية السعودية جهودًا كبيرة في الاهتمام بالصقور والصيد منذ وقت مبكر لكون الصقارة موروثًا ثقافيًا عريقًا يتضمن قيمًا وأخلاقيات ميزت الصقّار في الجزيرة العربية عن غيره، إضافة إلى أن المملكة منطقة استيطان لأنواعٍ مختلفة من الصقور، وممر آمن لأخرى مهاجرة. وارتبطت الصقور بحياة الإنسان في الجزيرة العربية منذ آلاف السنين إذ يعدّ الصيد بالصقور أو “الصقارة” طريقة حياة وهواية توارثها العرب جيلًا بعد جيل، ومنها كانت ريادة الصقّار العربي الدولية حتى أصبح تفوق الصقارين العرب في تدريب الصقور والصيد بها مسلم به عالميًا. وانضمت المملكة للاتفاقيات الدولية المتعلقة بحماية الصقور من الانقراض وحماية الطيور المهاجرة، بالإضافة إلى أن قرابة 20 ألف صقار يمارس هواية الصقارة في المملكة لا سيما ما تقوم به المملكة من دعم كبير لأنشطة الصقور والصيد وتهيئة المحميات الخاصة بها لا سيما دعم المملكة لاقتراح “اليونسكو” لتسجيل هواية الصيد بالصقور على لائحة التراث العالمي، وإصدار الهيئة السعودية للحياة الفطرية نحو خمسة آلاف جواز خاص بتنقلات الصقور، في وقت تعد فيه المملكة إحدى الدول الـ 11 المدرجة ضمن لائحة اليونسكو للدول المربية للصقور، وموطنا لأنواع مختلفة منها، وممرا لأخرى مهاجرة. وكان ملوك المملكة العربية السعودية منذ تأسيسها يعملون على ترسيخ تلك الثقافة والهواية بين المجتمع حيث بذلوا – رحمهم الله – جهودًا في رعايتها وتهيئة المحميات الطبيعية لها وإقامة المعارض وفعاليات الصيد الخاصة بها. واستكمالًا للدور الريادي للصقّار العربي واهتمام المملكة بهذا الإرث في هذا العهد الزاهر بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود -حفظه الله- ، جاء الأمر الملكي بإنشاء نادي الصقور في المملكة بتاريخ 26 / 10 / 1438 هـ الموافق 20 / 7 / 2017م بهدف إيجاد رابطة تجمع للصقارين نظرًا لأهمية رعاية الصقور والاهتمام بها ولارتباط تلك الهواية بتراثنا وثقافتنا. ويهدف النادي للمحافظة على التراث التاريخي والتقاليد المرتبطة بثقافة الصيد بالصقور وفعَّل أدوارًا تتعلق بالتوعية والتدريب والبحوث وبرامج العمل لحماية الصقور وازدهار رياضة الصيد بها لتبقى إرثا يُتوارث في المملكة جيلا بعد جيل. وتعد مسابقات رياضة الصيد بالصقور في مهرجان الملك عبد العزيز للصقور إحدى أهم المناسبات التي تسهم في دعم وتشجيع ملاك الصقور وهواتها. ولكون هذا التراث يشكل أهمية كبيرة لدى المملكة فقد عملت على أن تحقق أعلى درجات الرعاية بها من خلال عقد شراكات دائمة مع مراكز الأبحاث والمراكز الطبية البيطرية العالمية وملاك الصقور على مستوى العالم في سبيل تسهيل مهام الصقارين إضافة إلى تعزيز هذه الثقافة بين المجتمع السعودية للحفاظ على الموروث وتفعيله وَفْق أحدث الممارسات العلمية.
مشاركة :