كتب - محمود الحكيم: أعلنت لجنة تنظيم الاحتفالات بالمكتب الهندسي الخاص عن إطلاق معرض “فن السكراب” يوم الأربعاء 23 أكتوبر الجاري، ويستمرّ حتى يوم 2 نوفمبر المقبل بمشاركة أكثر من 40 فناناً من قطر ودول مختلفة حول العالم، جاء ذلك في المؤتمر الصحفي الذي عقد أمس بفندق المرقاب بسوق واقف بحضور محمد السالم مدير سوق واقف. وخلال المؤتمر أكد محمد السالم أن المعرض الذي ينظم لأول مرة في دولة قطر هو فكرة المكتب الهندسي الخاص، مشيراً إلى أن الهدف من هذا المعرض إنما هو دعم الحركة السياحيّة والفنيّة في دولة قطر. وأوضح السالم أن المعرض الذي سينطلق في الثالث والعشرين من أكتوبر الجاري سيُقام بالساحة الغربيّة من سوق واقف، مشيراً إلى أن فن السكراب من الفنون المميّزة والمختلفة حيث يعتمد في الأساس على عملية إعادة تدوير وتشكيل الخردة والأشياء المهملة وتقديمها بطريقة فنيّة. وأكد أن المعرض يعدّ تجربة فريدة من نوعها، حيث يعدّ المرة الأولى التي تشهد فيها دولة قطر إقامة معرض لفن السكراب، وحول الفنانين المشاركين بالمعرض قال: سيشارك بالمعرض أكثر من 30 فناناً من دول مختلفة، منهم فنانون من أمريكا وبريطانيا وروسيا واليابان وأستراليا وأوكرانيا وتركيا والأرجنتين وإسبانيا وإيطاليا ونيجيريا وعمان والكويت والعراق وتونس واليمن وإيران، بالإضافة إلى مشاركة 10 فنانين محليين قطريين ومقيمين. خيام مصنعة وعن الشكل العام للمعرض أوضح أن المعرض سيقام في خيام مصنوعة على شكل فني جميل عبارة عن قباب مقسمة إلى 3 أقسام؛ تضم معرض السكراب بموضوعاته المختلفة ومعرض الخردة للمواد المختلفة والورش التي سيتم فيها التعريف بطريقة عمل التحف الفنية بفن السكراب بالإضافة إلى سينما تعرض أفلاماً وثائقيّة عن فن السكراب. فضلاً عن ورش خارجية يشارك فيها فنانون يعملون أمام الزوار في مشاهد حيّة لكيفية عمل الأعمال الفنية المختلفة. وحول عدد القطع الفنية التي ستعرض بالمعرض قال عددها يقارب 250 عملاً متنوعاً موزعة على هذه القباب. مشيراً إلى أن هذه الأعمال عرضت بمتاحف عالمية كبرى. وأشار إلى أن مواعيد المعرض ستكون على فترتين، حيث ستبدأ يومياً من الثامنة صباحاً وحتى الثانية عشرة ظهراً، ثم من الرابعة عصراً وحتى التاسعة مساءً. وذكر أن الافتتاح سيكون في تمام السادسة يوم 23 أكتوبر الجاري، والدعوة عامة للجميع، منوهاً إلى أن جميع الأعمال المعروضة بهذا المعرض ستكون للبيع. وحول ما إذا كانت هناك نيّة لدى لجنة تنظيم الاحتفالات بالمكتب الهندسي الخاص أو سوق واقف لاقتناء بعض القطع الفنيّة التي ستعرض بهذا المعرض أوضح السالم أن لجنة تنظيم الاحتفالات بالمكتب الهندسي الخاص هي التي تقترح مثل هذا الأمر وهي التي تطرح هذه الفكرة للنظر في آلية التنفيذ دعماً للفنانين المشاركين. وأضاف: سوف يشارك 10 فنانين محليين منهم قطريون ومنهم مقيمون في هذا المعرض، ليكون هناك حضور للفن القطري والمحلي في هذا الحدث الفني المهم. وأكد أن إدارة سوق واقف دائماً تحاول أن تسوّق فعاليات المهرجانات بالسوق وتهدف إلى دعم الحركة السياحيّة في قطر. موضوعات متنوّعة ومن جانبها قالت روضة المنصوري، مدير مركز سوق واقف للفنون، إن هذا المعرض الفريد من نوعه سيستمر سنوياً ولكن بموضوعات مختلفة، حيث بدأنا هذا العام بفن السكراب وستشهد الأعوام المقبلة موضوعات أخرى. مشيرة إلى أننا حاولنا اختيار موضوعات جديدة وغريبة تلفت الانتباه، كفن السكراب الذي كنا نراه يعرض في الخارج، وأضافت: نحن نعمل على نقل فنون وثقافات مختلفة ومتنوّعة وجديدة لتكون بمثابة أفق جديد للجمهور في قطر للاطلاع على تلك الثقافات والفنون الجديدة والتعرّف عليها وتذوّق أبعادها الفنيّة. وأردفت: هذا الفن يفتح أمام الجمهور أفقاً جديداً للاستفادة من الخردة والأشياء المهملة وإعادة تدويرها بشكل فني وقطع ديكور ومجسمات فنيّة رائعة، فهو لا يكتفي فقط بإعادتها إلى الحياة بل يضيف إليها قيمة أكبر ويخلق من القبح جمالاً ورونقاً. وحول أقسام المعرض قالت: يتكوّن المعرض من 3 أقسام: الخيمة الرئيسية وقطرها 40 م، وتشتمل على معرض السكراب ويضم مجموعة متنوّعة المواضيع والأحجام. أما الخيمة الثانية فتحتوي على الورش الباردة وهي ورش فنيّة يشتغل فيها مجموعة من الفنانين على قطع السكراب مباشرة أمام الزوّار وتكون باللحام البارد. كما تتضمن سينما داخلية تعرض أفلاماً وثائقيّة عن فن السكراب وأفلاماً للفنانين أنفسهم الموجودين بالمعرض. وفي الخيمة الثالثة يأتي معرض الخردة للمواد المختلفة كالبلاستيك والزجاج وغيرهما. وأشارت إننا نهدف إلى نشر هذا الفن الهادف في قطر وتكوين قاعدة من المواهب الفنيّة التي تتقنه وتبدع فيه وسوف ندعو المدارس والجامعات والفنانين الموهوبين والشخصيات المهتمة بالفن والمتاحف ليطلعوا على هذا النوع من الفن وذلك خلال العشرة أيام كاملة. أعمال فنية حيّة وتابعت: خلال أيام المعرض سيقدم الفنانون أعمالاً فنية حية أمام الجمهور، حيث سنحضر لهم مجموعات مختلفة من الخردة ويكونون أعمالاً فنية مستوحاة من البيئة القطرية مثل المها، والخيل والصقر. حتى يتعرّف الزوار عن قرب على طرق صناعة وتنفيذ فن السكراب. مشيرة إلى أن هذه الورش العمليّة ستنطلق خلال الفترة المسائية، كما ستكون هناك فرقة موسيقية مصاحبة للمعرض. وأشارت إلى أنهم يخططون لاستضافة مجموعة من الفنانين فيما بعد لطرح ورش تعليمية عن هذا الفن، فهو فن يساهم في المحافظة على البيئة ويفتح آفاقاً أرحب للاستفادة من الأشياء المهملة، وبه يصدق المثل القائل: ”خردة شخص ما كنز لشخص آخر” وذلك إذا ما عرف كيف يستثمرها ويخرج برؤاه الإبداعيّة منها تحفاً فنية وديكورات ومجسمات جميلة. وأكدت أننا نريد غرس قيم الفن في النشء بإطلاعهم على تجارب حيّة من فنون تحوّل المهملات إلى تحف وقيم جمالية بديعة ونهدف إلى إلهام ذائقتهم لتقليد هذه الطرق الفنيّة الجميلة وتطبيقها في بيوتهم ومدارسهم. هذا وسوف يشارك في المعرض أكثر من 40 فناناً من قطر ومختلف دول العالم ومنهم: جون لوبيز وسندي جن وجاموس ليو من أمريكا وألين وليامز من بريطانيا ودوتان بوبولا من نيجيريا، وبدر المطيري من الكويت، وجميل البلوشي ومحمد البلوشي وغالب صويفان الصوافي وعبد الكريم الرواحي من عمان ومراد وسينيم توفان ورفعت وعساف وجيم أوزكان من تركيا ووفاديم من أوكرانيا ودنيس وبوليجين ميكسم وميدفيدكوف ألكسي من روسيا وباربارا ليجا من أستراليا وجوليان أندريس من الأرجنتين وجورجي من أسبانيا، وعبد القادر من العراق وغيرهم. بالإضافة إلى مجموعة أخرى من الفنانين المشاركين بالورش الداخليّة للمعرض. ومن القطريين المشاركين بالمعرض علي دسمال الكواري وفهد المعاضيد. الدادية أسست للفنون البصرية قدمت حركة الدادية التي ظهرت في العام 1916، أول إسهاماتها في تكوين فنون الكولاج التركيبيّة، وهو ما استمدّت منه الكثير من أشكال الفنون البصريّة طبيعتها في تكوين العمل الإبداعي، ولعلّ رؤى مشتركة جمعت بين ألوان من الفنون على أساس النسق التي سارت عليه، لكن ثمة اختلافات في الأطر التي انتهجها كل فن. بدأت الدادية كحركة تمرّد ضدّ كل ما كان سائدًا من عرف أو تقاليد، وأخذت تنادي بعدم المبالاة، وبالتخلص الكامل من كل ما هو معروف من قيم، سواء أكان ذلك في الأدب أم في المسرح أم في الفنون التشكيلية. واتجه فنانو هذه الحركة إلى جمع النفايات الملقاة في الشوارع أو في صناديق القمامة مثل قصاصات الجرائد أو قطع الأقمشة البالية أو علب الصفيح المهشمة.. ويعتبرونها هي الفن الذي ينبغي أن يسود. ولعلّ فكرة التدوير في الفن التشكيلي تجمعها قواسم مشتركة بالدادية، إلا أنها أنها تختلف عنها في الهدف والمقصد فبينما كانت الدادية موقفاً عدمياً في الفن يعتمد على الصدفة والعفويّة والوهم في انتقاء عناصره. نجد أن الكثير من الفنون التي اعتمدت على إعادة التدوير ومنها فن السكراب هدفت بالأساس إلى تحويل القبح إلى جمال وإعادة اكتشاف قيم الأشياء.
مشاركة :