رحم الله (ابن سينا)

  • 5/7/2015
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

قال لي الرجل البخيل الفاحش الثراء وهو يحاول أن يتفاكه ويخفف دمه أكثر مما هو (مقرف): آه يا ليتني آخذ كل الذهب الذي أملكه وأدفنه معي في القبر. طبعا، قال لي هذا الكلام وهو يمزح، ولا أستبعد أنه كان مؤجرا في تلك الأمسية الطابق العلوي من (نافوخه)؛ لهذا عذرته نوعا ما، ولكنني رددت عليه وأنا أمزح كذلك: ألا تخاف يا شيخ أن (يسيح) عليك هناك من شدة الحرارة؟! فقهقه من سؤالي وهو يصفق بيديه ويرفس بقدميه قائلا: البركة (بالايركوندشن) يا أهبل. فعاجلته قائلا: من تحت وأنت الصادق. *** خذها قاعدة وجربها: حدث الإنسان عن نفسه، فسوف يصغي إليك ولن يمل حتى لو أن الحديث استمر عدة ساعات، ولكن حدثه عن نفسك أنت، فسوف لن يسمع ولن يرى منك غير حركة شفتيك، وهو خلال ذلك كله لا يفكر بغير الخيط والإبرة، وإذا (زودتها) كثيرا، فسوف يصل خياله إلى أن يمسك بيده حجرا كبيرا بحجم فمك الواسع، ويتمنى لو أدخله فيه. ما أكثر الآن من يودون أن يمسكوا بأياديهم حجارة من (سجيل)، أو على الأقل حجارة صغيرة يلتقطونها من (مزدلفة)؛ ليرجموني بها. *** قبل عدة سنوات، كنت من ضمن المدعوين لمناظرة أدبية ــ وقلما ألبي الدعوات على كثرتها، المهم أنه كان بجانبي المدير للمناظرة، عندما وقف أحدهم ليلقي مداخلة وبيده أوراق كثيرة، وقبل أن يبدأ سأل المدير بما معناه كم من الوقت تحب أن أتكلم؟! فأجابه: تحدث كما تشاء وخذ راحتك، ولكن عليك أن تعلم أننا سوف ننصرف جميعا في تمام الساعة الحادية عشرة، وعندما نظرت أنا إلى ساعتي وإذا بها تشير إلى الساعة العاشرة و(55) دقيقة، فما كان مني إلا أن أقول بيني وبين نفسي: (ينصر دينك). *** رحم الله ابن سينا عندما قال: «بلينا بقوم يظنون أن الله لم يهد أحدا سواهم» ابن سينا قال هذا قبل ألف سنة تقريبا، ولا أدري لو أنه ما زال يعيش بين ظهرانينا اليوم، فماذا سوف يقول عن بعض النماذج (المشوهة) التي تعتلي المنصات، وتمسك بالميكرفونات، وتغرد في ساحات (التويتر) بكل ثقة وثقالة دم، دون أن تخجل من لحاها؟! *** هل تعرفون ماذا يعني (الحب من أول نظرة)؟!، أنا أقول لكم: إنه يعني، ولا يزيد على تشخيص طبيب لمريض بناء على مصافحته، هذا إلا إذا كان المريض مصابا (بالجدري)، ووجهه ممتلئ كله بالحفر والمطبات مثل بعض شوارع جدة.

مشاركة :