عثر العلماء على كائنات حية دقيقة، يصفونها بأنها الحلقة المفقودة التي تربط بين الخلايا الأولية التي عاشت على وجه الأرض منذ الأزل، وبين الكائنات الحية عديدة الخلايا، التي ظهرت منذ نحو ملياري عام. وقال الباحثون، الأربعاء، في الدراسة التي أوردتها دورية (نيتشر)، إنه تم كشف مجموعة من الكائنات الدقيقة تسمى (لوكيارتشيوتا) أو (لوكي) على سبيل الاختصار، في منطقة موحشة متجمدة في قاع المحيط الأطلسي، لا تبعد كثيرا عن منظومة ينابيع ساخنة تسمى قلعة لوكي التي سميت بذلك نسبة إلى إحدى الشخصيات الأسطورية في المنطقة الإسكندنافية الشمالية العتيقة. وأضافوا أن هذا الاكتشاف يمنح رؤية أعمق لكيفية نشوء وارتقاء نماذج خلوية أكبر وأكثر تعقيدا -تمثل الوحدات البنائية للطحالب والنباتات والحيوانات، بما في ذلك البشر، وهي مجموعات الكائنات المسماة حقيقيات النواة- انطلاقا من جراثيم صغيرة بسيطة. ومجموعة (لوكيارتشيوتا) مجرد جزء من طائفة أكبر من الكائنات تسمى الكائنات الحية البدائية العتيقة، وهي عبارة عن خلايا في غاية البساطة تفتقر حتى إلى المكونات الداخلية الأساسية مثل النواة. لكن الباحثين وجدوا أنها تشترك مع حقيقيات النواة في عدد لا بأس به من الجينات، كثير منها ذو وظائف تتعلق بغشاء الخلية. وتمثل (لوكيارتشيوتا) الحلقة المفقودة من لغز النشوء والارتقاء من خلايا بسيطة -مثل البكتريا والكائنات الحية البدائية العتيقة وذوات الأنوية البدائية- وصولا إلى الخلايا المعقدة التركيب أو حقيقيات النواة التي تشملنا نحن البشر. والتنوع الحيوي الواسع النطاق على سطح الأرض كان مستحيلا دون حدوث هذا التحول من الخلايا البدائية إلى تلك الأكثر تعقيدا في التركيب، الموجودة في الكائنات العديدة الخلايا. ونشأت الحياة الميكروبية منذ نحو 3.5 مليار سنة، فيما نشأت أول كائنات خلوية معقدة التركيب منذ نحو ملياري عام.
مشاركة :