قبل ساعات من انطلاق القمة الأوروبية، أمس الخميس، نجحت مفاوضات اللحظة الأخيرة بين لندن وبروكسل بشأن «بريكست»، في الخروج باتفاق رفضته المعارضة البريطانية، إذ أعلن رئيس المفوضية الأوروبية، جان كلود يونكر، ورئيس وزراء بريطانيا بوريس جونسون، التوصل إلى اتفاق وصف ب«العظيم» و«العادل»، لكنّ معارضيه رأوه «مدمراً»، و«أسوأ من السابق»، وأعلن الوحدويون الديمقراطيون الإيرلنديون الشماليون، وزعيم حزب «العمال» رفضهم له، داعين إلى إعطاء الكلمة فيه للشعب.وعمل المفاوضون الأوروبيون والبريطانيون حتى وقت متأخر لليلة الثانية للتوصل إلى اتفاق يمكن عرضه على القمة الأوروبية، مع عودة التفاؤل الأسبوع الماضي بعد تقارب جديد بين دبلن ولندن. وكتب يونكر على حسابه على «تويتر»: «حصلنا عليه»، في حين تحدث جونسون عن اتفاق جديد «عظيم». ووصف يونكر الاتفاق بأنه «عادل ومتوازن» وأوصى قادة الاتحاد الأوروبي السبعة والعشرون بإعطاء الضوء الأخضر له خلال قمتهم الحالية في بروكسل.وأعلن رئيس المجلس الأوروبي دونالد توسك، موافقة القادة الأوروبيين ال27 على الاتفاق الأخير. وارتفع الجنيه الاسترليني بعد الإعلان بنسبة 1% أمام الدولار، في حين كانت الأوساط الاقتصادية تخشى تبعات عدم التوصل إلى اتفاق في نهاية الشهر الجاري. ووصف كبير المفاوضين الأوروبيين، ميشال بارنييه، الاتفاق بأنه «عادل ومعقول»، و«يتفق مع مبادئنا». بدوره قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، إنه «واثق بدرجة معقولة» من موافقة النواب البريطانيين على الاتفاق. ولا يزال يتعين إقرار الاتفاق في البرلمانين البريطاني والأوروبي. ويتطلب تمريره في بريطانيا بشكل خاص أصوات الحزب الديمقراطي الوحدوي الإيرلندي الشمالي الذي أعلن رفضه له. وناشد جونسون، خلال مؤتمر صحفي البرلمان دعم الاتفاق الجديد. وقال: «لدي أمل كبير الآن أن يجتمع زملائي النواب في وستمنستر للانتهاء من مسألة بريكست، وإنجاز هذا الاتفاق الممتاز، وإتمام الانسحاب من دون مزيد من التأجيلات». لكنّ أحزاباً بريطانية معارضة تعهدت بإسقاط الاتفاق، باعتباره سيكون كارثياً على إيرلندا الشمالية واسكتلندا خاصة.ودعا زعيم حزب العمال البريطاني المعارض، جيريمي كوربن، في بيان، النواب إلى رفض الاتفاق. وقال، إنه «لن يجمع البلد معاً ويجب رفضه». وأضاف أن «أفضل حل لبريكست هو إعطاء الشعب الكلمة الأخيرة في تصويت عام».من جهتها، قالت زعيمة الحزب الليبرالي الديمقراطي جو سوينسون إن: «المعركة لمنع خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي لم تنته بعد». وأضافت: «الأيام القليلة المقبلة ستحدد اتجاه بلدنا لأجيال، وأنا أكثر عزماً من أي وقت مضى على إيقاف بريكست»، موضحة أنها ستواصل حملتها لإجراء استفتاء ثانٍ. وستكون مهمة جونسون أمام البرلمان حساسة، بعدما فقد غالبيته، ولم يعد بوسعه الاتكال على دعم الحزب الديمقراطي الوحدوي الذي يشكل جزءاً من ائتلاف برلماني مع حزبه المحافظ. وقضى الحزب على أي تفاؤل بإصداره بياناً قال فيه: لا يمكننا دعم ما هو مقترح حول قضيتي الجمارك وموافقة سلطات إيرلندا الشمالية على مشروع «بريكست»، وهما نقطتان خلافيتان، أساسيتان بين لندن والاتحاد.(وكالات)
مشاركة :