حققت القوات اليمنية المشتركة المدعومة من التحالف العربي، أمس، تقدماً ميدانياً جديداً في المعارك ضد ميليشيات الحوثي الانقلابية غرب مديرية قعطبة بمحافظة الضالع جنوب البلاد. وذكرت مصادر ميدانية في الضالع لـ«الاتحاد» أن القوات المشتركة المسنودة بقوات من الحزام الأمني بالمحافظة حررت بعد اشتباكات عنيفة مع ميليشيات الحوثي منطقة حبيل العبدي غرب مديرية قعطبة الواقعة شمال غرب المحافظة، مشيرة إلى أن المنطقة المحررة تقع شمال غرب مدينة الفاخر التي حررتها القوات المشتركة الأسبوع الماضي. وأكدت المصادر سقوط قتلى وجرحى في صفوف ميليشيات الحوثي خلال المواجهات مع القوات المشتركة التي واصلت، تقدمها باتجاه جبل الشرجي الاستراتيجي على الطريق المؤدي إلى محافظة إب المجاورة والخاضعة لسيطرة الميليشيات. ونفى مصدر محلي في قعطبة مزاعم ميليشيات الحوثي باستعادة مدينة الفاخر، مؤكداً أن القوات المشتركة «تسيطر على المدينة ومحيطها» فيما تحاول الميليشيات الدفع بتعزيزات عسكرية إلى مناطق جبلية مطلة تمهيداً لشن هجوم جديد في محاولة منها لاستعادة المدينة. وأفشلت القوات المشتركة خلال الأيام الماضية هجومين كبيرين لميليشيات الحوثي على منطقة الفاخر، التي كانت أهم معقل للحوثيين في غرب قعطبة منذ تجدد المعارك في هذه المديرية في أبريل الماضي. وقدمت طالبات أربع مدارس في مدينة قعطبة، أمس، قافلة غذائية صغيرة لأفراد القوات المشتركة الذين يقاتلون ميليشيات الحوثي على أطراف المديرية. إلى ذلك، قتل قياديان بميليشيات الحوثي في محافظة إب، أمس، في ظروف غامضة تعكس عمق الخلافات البينية بين أجنحة الميليشيات المتصارعة على النفوذ والسلطة في رابع محافظات الشمال اليمني. وذكرت مصادر إعلامية يمنية أن القيادييّن الحوثيين، سعد محروق، وأمين الشبيبي، لقيا مصرعهما في ظروف غامضة، وعزت ذلك إلى خلافات وتصفيات داخلية بين أجنحة الميليشيات في المحافظة. من جهة ثانية، أفشل الجيش اليمني المدعوم من التحالف العربي، أمس، هجوماً لميليشيات الحوثي الانقلابية في مديرية حرض الحدودية مع السعودية شمال محافظة حجة. وأفاد بيان صادر عن المنطقة العسكرية الخامسة، التي تقود المعارك ضد الحوثيين في شمال حجة، بأن قوات الجيش مسنودة بطيران التحالف العربي صدت هجوماً للحوثيين على مواقعها في شمال غرب مديرية حرض، لافتاً إلى أن مقاتلات التحالف شنت غارات على مواقع وتحركات للميليشيات في حرض ما أسفر عن سقوط قتلى وجرحى في صفوف الحوثيين وتدمير آليات ومعدات عسكرية تابعة لهم. كما كسرت قوات الجيش، بغطاء جوي من التحالف، هجوماً للحوثيين على مديرية حيران المحررة من الجهة الشرقية المتاخمة لمديرية مستبأ الخاضعة لسيطرة الميليشيات الانقلابية. وقال المركز الإعلامي للمنطقة العسكرية الخامسة، في بيان، إن «الميليشيات الحوثية تنتحر لليوم السابع على التوالي، حيث شنت هجومها الأول يوم الجمعة الماضية في كل محاور الجبهة وتم التصدي للهجوم، وسقط عشرات القتلى من الميليشيات بعد أن انكسروا مخلفين جثث قتلاهم، فضلا عن أسر عدد منهم». ونشر المركز الإعلامي للمنطقة العسكرية الخامسة، مقطع فيديو، لجانب من المعارك وفرار الميليشيات أمام قوات الجيش الوطني. ونقل البيان عن مصدر عسكري أن الميليشيات عاودت هجماتها بأنساق عديدة وحشود بشرية كبيرة طوال الأسبوع من دون أن تحقق أي اختراق في مواقع الجيش، مؤكداً أن قتلى الميليشيات بالعشرات في كل محاور المنطقة من محور عبس جنوبا مرورا بحيران ومستبأ شرقا إلى حرض شمالا. وبحسب المصدر، منذ نهاية الأسبوع الماضي تنفذ ميليشيات الحوثي هجمات واسعة على المواقع التي خسرتها مؤخراً في جبهات عدة بمحافظة حجة. ونوه المصدر إلى الدور الإسنادي لمقاتلات التحالف للجيش الوطني، واستهدافها بعشرات الغارات مواقع الميليشيات الحوثية وتجمعاتهم ومعداتهم العسكرية المختلفة من العربات والأطقم. إلى ذلك، أكد محافظ الحديدة الحسن طاهر، امس أن الحوثيين خرقوا اتفاق ستوكهولم أكثر من 10 آلاف مرة، ما أدى إلى مقتل مئات المدنيين وإصابة الآلاف. وأوضح المسؤول اليمني أن إجمالي عدد الخروقات التي نفذها الحوثيون منذ توقيع اتفاق ستوكهولم في ديسمبر الماضي وصلت إلى 11 ألف خرق، ما أدى إلى مقتل 300 مدني وإصابة الآلاف بجروح. وأشار طاهر إلى أن 30 ألف أسرة نزحت من الحديدة، وتضررت آلاف المنازل والمدارس والمساجد.
مشاركة :