خرج لبنانيون، الخميس، في تظاهرات عارمة في العاصمة بيروت وبضع البلدات في أرجاء لبنان احتجاجا على الضرائب والأوضاع المعيشية، وتحولت الاحتجاجات إلى مواجهات في ساحة رياض الصلح وسط بيروت. وأفادت مراسلة العربية بأن المتظاهرين حطموا واجهة مبنى الاتصالات في بيروت، مضيفة أن الاشتباكات تزايدت في محيط ساحة رياض الصلح، ما أسفر عن 22 حالة إغماء نقلت إلى المستشفيات بسبب القنابل المسيلة للدموع التي أطلقتها قوى الأمن، بينما أعلنت الأخيرة إصابة 40 من عناصرها ودعت المحتجين إلى "التظاهر برقي" . وتعالت هتافات في وسط العاصمة اللبنانية بيروت منادية "الشعب يريد إسقاط النظام"، فيما اعتبر وزير الاتصالات اللبناني محمد شقير ، أن ما يشهده البلد اليوم وراءه أياد خفية. وقالت الحكومة اللبنانية إنها ستجتمع الجمعة لبحث التظاهرات في البلاد. الواتساب القطرة التي أفاضت الكأس وتأتي هذه الأحداث بعد أن أعلنت الحكومة اللبنانية الموافقة على فرض رسم على الاتصالات الصوتية عبر تطبيق "واتساب" والتطبيقات الأخرى المماثلة، وذلك في إطار مساع لزيادة الإيرادات في مشروع ميزانية البلاد للعام 2020، وهي القطرة التي أفاضت الكأس في ظل الأوضاع المعيشية الصعبة التي يتخبط فيها جل اللبنانيين. وقالت وسائل إعلام محلية، الخميس، إن الحكومة اللبنانية سحبت رسوما على المكالمات الصوتية عبر بروتوكول الانترنت التي قررها مجلس الوزراء في وقت سابق. ويرزح لبنان تحت واحد من أعلى أعباء الدين في العالم، ويعاني من انخفاض النمو وتداعي البنية التحتية، كما يواجه ضغوطا في نظامه المالي جراء تباطؤ في التدفقات الرأسمالية. وأعلنت الحكومة حالة "طوارئ اقتصادية" وتعهدت باتخاذ إجراءات لدرء أزمة. وقال وزير الإعلان جمال الجراح، إن الحكومة وافقت على رسم قدره 20 سنتا في اليوم على الاتصالات، من خلال تقنية نقل الصوت عبر بروتوكول الإنترنت، التي تستخدمها تطبيقات مثل "واتساب" المملوك لفيسبوك، والاتصالات عن طريق فيسبوك وفيس تايم، حسب ما ذكرت وكالة رويترز. كما شهد لبنان على مدار الأيام الماضية حرائق انتشرت بشكل كبير في عدد من المناطق، مما أبرز عجز السلطات عن التعامل مع الكارثة وإطفاء النيران بشكل كامل، قبل أن تطلب المساعدة من دول في الجوار.
مشاركة :