شن الكاتب والمحلل البريطاني الشهير، روبرت فيسك، هجوما شرسا على الولايات المتحدة الأمريكية برئاسة دونالد ترامب، وسياساتها في الشرق الأوسط وخاصة خيانتها للأكراد والسماح ببقاءهم بمفردهم في وجه رياح الجيش التركي الذي اجتاح شمال سوريا.وقال فيسك في مقال له بصحيفة "اندبندنت" البريطانية إن ما يفعله ترامب حاليا وما ينتاب السياسة الأمريكية الخارجية في الشرق الأوسط يشبه إلى حد كبير الحال الذي كانت عليه الإمبراطورية الرومانية، في اللحظات الأولى لتفككها وتآكلها، حيث بدأت التخلي عن حلفاءها ومصالحها البعيدة، وصعد على رأس السلطة شخصيات مجنونة وشعبوية لا تختلف كثيرا عن ترامب.وألمح فيسك إلى أن تصريحات ترامب التي قال فيها إنه يمكن محو أفغانستان من على وجه الأراض، ويمكنه أيض تدمير كوريا الشمالية، وأنه سيدمر إيران إذا هاجمت الولايات المتحدة، وقال فيسك إن هذه التصريحات لا تختلف عن أقول "كاتو" في الامبراطورية الرومانية عندما هدد وقال "يجب تدمير قرطاج".وأكد الكاتب والمحلل البريطاني الشهير، أن الانسحاب الأمريكي من سوريا أعتى وصمة عار على جبين الجيش الأمريكي، بسبب لعبه دور المرتزقة في السعودية، وتابع فيسك أن التخلي الأمريكي عن المؤسف عن الأكراد الأسبوع الماضي، وسماح ترامب للأتراك وحلفائهم العرب بذبح الأكراد في طريقهم إلى شمال سوريا، سيكون له نفس التأثير كما كان في العصور القديمة. إذا لم يعد بإمكانك الوثوق بروما، فما هي الإمبراطورية الأخرى التي تتحول إليها؟ويواصل فيسك قائلا: " بوتين ، بالطبع قد يكون طاغية لكنه على الأقل عاقل. وبقيت جحافله خارج الحرب في سوريا وأنقذت نظام الأسد. لقد قاموا بتطهير الطرق السريعة، قاموا بترميم طرق ، وأحيانًا (بشكل لا يصدق) كانت فيما مضى طرقًا رومانية - وتعلموا العربية. ربما، في الواقع، يلعب بوتين الآن دور الإمبراطورية الرومانية المتأخرة في الشرق، الإمبراطورية المسيحية التي نجت في القسطنطينية، إسطنبول لمئات السنين الأخرى بعد سقوط روما نفسها. أصبح الشرق الأوسط الآن إمبراطوريته، وكل عاصمة ترحب بالإمبراطور: طهران ، القاهرة ، أنقرة ، دمشق ، الرياض ، أبو ظبي. واستطرد فيسك، أن ترامب وضع الولايات المتحدة في مرتبة ضئيلة بخيانته للأكراد، أما السوريون، فلعبوا نفس لعبتهم القديمة وهي الانتظار ثم الانتظار ثم الانتظار، وأخير تنسحب القوات الأمريكية، ويسرع الجيش السوري ويدخل منبج في الوقت الذي تغادرها فيه القوات الأمريكية.
مشاركة :