ماركة تجاوزت شهرتها إسطنبول إلى عموم تركيا، ومنها إلى العالم مرورا بالدول العربية، فيما يشهد المتجر طوابير لشراء الشيكولاتة التركية الفاخرة، والاستمتاع بمذاقها المميز في المحل. وعلاوة على القصة المميزة لمسيرة صاحبها، يحرص الأخير على انتقاء المواد الأولوية بعناية، ويطلق على أنواع الشيكولاتة أسماء تركية قديمة، يسعى جيهان عبرها إلى الحفاظ على تراث وتاريخ الأحياء والبلاد. أشكال مختلفة لشيكولاتة يدوية، بالمكسرات والفواكه والمواد المتميزة، فيما يجري انتقاء المادة الخام للمنتوج بعناية من إسبانيا لصناعتها في تركيا، حيث ساهمت خبرة جيهان التي اكتسبها في أكاديمية الشيكولاتة ببلجيكا في تطوير العمل والحصول على طعم مميز. كما حاول الشاب التركي تحويل ثقافة تناول الشيكولاتة من مجرد هدية تقدم في المناسبات، لتصبح حلويات لها خصوصية لدى متذوقها، فباتت حلوى لها مكانتها المتميزة ضمن قائمة الحلويات التركية. جيهان روى للأناضول حكايته مع عالم الشيكولاتة، قائلا: "بعد الدراسة، بدأت العمل كموظف في إحدى الشركات، لكن لم يعجبني ذلك، فكان عالم هذه الحلويات هو الذي أدخلني عالم التجارة". وأضاف: "استأجرت متجرا صغيرا في منطقة قاضي كوي على الجانب الآسيوي لإسطنبول، بعد أن تلقيت دروسا في صناعة الشيكولاتة في أكاديمية متخصصة في ذلك ببلجيكا". وفي ذلك المحل، يتابع، "بدأت صناعة الشيكولاتة التي اشتهرت تدريجيا في تركيا حتى تحول المقبلون عليها إلى طوابير تصطف أمام المحل بانتظار دورها لتذوق الحلويات المميزة". ولفت إلى أنه بعد الإقبال الكبير "انتقلنا إلى متجر آخر أكبر، ومنه عملنا على تحويل الإنتاج إلى ماركة عالمية، من اسم شوكولا إلى أسومان، لتغدو في الوقت الحالي ماركة شهيرة، ولها زبائن من جميع أنحاء تركيا والعالم". وعن سر حبه لهذا المجال، قال: "طفولتي كانت في ألمانيا، أي في بلد فيها أنواع كثيرة من الشيكولاتة، كما أن المغتربين كانوا دائما مطالبين بإحضار هذه الحلويات بشكل مستمر، وعندما قررنا الاستقرار في تركيا، لم نجد نفس الجودة رغم المستوى العالي للشيكولاتة المحلية". "وبالتالي"، يقول، "افتقدت شيئا في طفولتي، ولذلك قررت القيام بصنع الشيكولاتة بنفسي، ولقد كان من الرائع رؤيتها في مطبخي، كان من الجميل أن ترى حبات البندق داخل هذه الحلويات، وها أنا أقوم ذلك بنفسي.. أحب صنع الشيكولاتة التي أحب أن أقدمها للزبائن". وحول الانطباعات التي يحصل عليها من الزبائن، أشار إلى الاهتمام الكبير جدا، "فهنا حين يأتي ضيوفنا من أوروبا، يقولون إنه من النادر أن يكون لمتاجر الشيكولاتة أكثر من فرع في بلجيكا على سبيل المثال". وأردف: "من الشرق الأوسط هناك اهتمام كبير، وبدل أن يأتوا إلينا، ذهبنا إليهم، وافتتحنا متجرنا الثاني في الكويت، فيما سنفتتح متجرا في دبي بعد أشهر، وستنتشر الماركة بشكل أكبر". ولفت إلى أن "الشيكولاتة كانت في السابق للهدية فقط، ولكن عملنا على تغيير الرأي الشعبي بأن يكتفي الناس بتقديمها كهدية فقط، بل نعمل على تحويل المسألة لتكون خاصة بهم، بتغيير عاداتهم، وهو ما نجحنا فيه وحصلنا على نتائجه". وردا على سؤال عن أبرز المميزات التي تلفت الانتباه للشيكولاتة التي يصنعها، أجاب: "كل ما نريده هو التعامل وفق المبادئ، منها استخدام اللغة التركية في المصطلحات، فمثلا اسم الماركة أسومان (اسم تركي يطلق على الفتاة)، والمصطلحات المستخدمة كلها بالتركية، دون اللجوء للمصطلحات الغربية". واعتبر أنه "بالمسميات التركية، نسعى لإحياء عالم التجار في السوق داخل الحي، بالتعاون مع الجميع من سكان الحي وتجاره، والعودة إلى الثقافة القديمة المحببة، ونحاول تسمية أسماء المنتجات بأسماء قديمة ترمز للأمهات والجدات والخالات بعد أن قل الاعتماد على أسمائهن، نذكر بالماضي بهذه الأسماء، لم تعد تستخدم، نحييها حاليا، وهو ما أثار اهتمام الزبائن". وروى جيهان طرائف ولقطات تحصل، بينها أن "العديد من الزبائن أبلغوه أنهم أطلقوا اسم أسومان على بناتهم، نسبة للشيكولاتة المميزة"، في واحدة من أجمل القصص التي تترجم التأثير الكبير لحلوياته على الناس وعلى حياتهم. أما في ما يتعلق بمنشأ ومصدر المنتجات، فقال إن "جودة المنتجات نعمل عليها من خلال استخدام أفضل المواد الخام الجيدة المناسبة للمنتجات، فالفستق يأتي من غازي عنتاب (جنوب) بالشكل المناسب منها للشيكولاتة، بمواصفات خاصة بالحصاد والرطوبة والخزن". وأضاف أن "البندق أيضا خاضع لمواصفات مناسبة والحفاظ عليه بالشكل الطبيعي، والأهم من كل ذلك هو أننا نستورد المادة الخام للشيكولاتة من إسبانيا". وختم بالقول: "وكذلك الفواكه وخاصة الفراولة، نستخدمها في الشيكولاتة وجميعها مكونات طبيعية وطازجة". الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.
مشاركة :