يعيش المزارعون الفلسطينيون في قطاع غزة، واقع مؤلم وصعب نتيجة عدم سماح الإحتلال الإسرائيلي لهم بتصدير منتجاتهم إلى الضفة الغربية، مما يكبدهم خسائر كبيرة تؤدي بهم إلى نتائج كارثية تؤثر على موسمهم الزراعي. وأمام هذه المعاناة، نظم المزارعون في قطاع غزة وقفة احتجاجية أمام منظمة الأغذية العالمية “الفاو”، في مدينة غزة ، حاملين لافتات تطالب من المؤسسات الدولية الأخرى منها الصليب الأحمر، والرئاسة الفلسطينية، بالتدخل والضغط على إسرائيل، لكى تفتح المعابر امام تصدير منتجاتهم الزراعية إلى الضفة الغربية. ويعاني المزارع علاء العطار مزارع فلسطيني من عدم قدرته على التصدير قائلا :” هذه البطاطا في الثلاجات لها 6 شهور ونصف، وهي تزيد من التكلفة علينا، وكل شهر أدفع 6500 شيكل كهرباء، غير مولد الكهرباء الذى يسحب كل ساعة 100 شيكل سولار، وكذلك أجور العمال ، ولا أستطيع بيعها في السوق المحلي، لأنها تسبب لي خسارة كبيرة”. وطالب العطار في حديث لقناة الغد، بتصدير البطاطا إلى الضفة الغربية لكى لا تزيد المخاسر عليه، و يستطيع على الأقل تغطية تكاليف التخزين، وأن يقف الجميع مع المزارع و التجار حتى لا يتم وضعنا بالسجون بسبب عدم مقدرتنا على تغطية كل هذه المصاريف “. وقال المزارع سمير العطار نائب رئيس جمعية التوت :” نحن جئنا كمزارعين للاعتصام أمام مقر الأمم المتحدة ، لإيصال رسالتنا بأننا نريد أن يسمح الإحتلال الإسرائيلي المحاصر لقطاع غزة بأن نصدر منتجاتنا على الضفة الغربية، لأن عدم التصدير على الضفة أو خارج فلسطين يسبب للمزارعين خسائر كبيرة “. فتح السوق للمنتج الإسرائيلي وحول مشكلة التصدير و ما يعانيه قطاع غزة، أوضح محمد البكري رئيس اتحاد لجان العمل الزراعي في قطاع غزة: أن “القطاع يعاني من مشاكل عدة أبرزها الحصار المفروض على القطاع ، و الإحتلال يسيطر على سوق الضفة الغربية بجميع الموارد، وحينما يكون هناك فائض يخرج أمام الإعلام و المجتمع الدولي بأنه يسمح بتصدير بضائع من قطاع غزة للضفة الغربية ببعض الأطنان لا تتجاوز 15 طن”. قطاع غزة يعاني من نقص بعض المنتجات مثل” الفراولة و البطاطا و البلح ” تنتج في مواسم محددة وليس على طول العام و كذلك الخضار، وتكون بحاجة للتصدير لأنها فائض عن قطاع غزة مثل” البندورة والباذنجان “و الاحتلال لا يريد لقطاع غزة من الحصول على مساحة واسعة لا من السوق بالضفة الغربية أو من السوق الدولي في التصدير”. و يمنع الاحتلال التصدير من قطاع غزة، تحت حجج واهية فهو يريد أن يحتل السوق في الضفة الغربية من خلال طرح المنتجات الإسرائيلية، وهذا يؤثر بشكل كبير على الأسعار و حياة المزارع بسبب تكلفة المواد ، فيكون الإنتاج جيد و وفير و الأسواق المحلية لا تستوعب كل هذه الكميات وهذا يشكل خطر كبير على المزارع وقدرته على الاستمرار “. وتمنع سلطات الاحتلال بموجب الحصار دخول العديد من السلع والأصناف التجارية الى غزة، كما تحول دون تصدير منتجات غزة الزراعية بالشكل المطلوب، حيث يتم السماح بخروج كميات ضئيلة من هذه المحاصيل لأسواق الضفة. في حين ينادي المزارعون الذين يتطلعون لجني الأرباح، لتعويض خسائرهم إلى تصدير كميات بشكل أكبر، خاصة وأن محاصيل مثل البطاطا والبندورة والخيار، في بعض الأوقات تفوق ما يحتاجه السكان، الذين أيضا لا يقدمون على شرائها بكميات كبيرة، بسبب الفقر وتفشي البطالة، وهما أحد أسباب الحصار أيضا.
مشاركة :