ويْـلٌ لِــلُـبْـنـان مِـنْ نـارٍ لَـمْ تَـحْـرِقْ الـفَـسَـاد !!عبدالمحسن محمد الحارثي بعد اتِّفاق الطائف ، وبعد المطاحنة الأهلية ، وبعد أن وضع اللبنانيون الفعل موضع القول ، ورفعوا شعارات الوحدة الوطنيَّة ، وإلغاء الطائفية قولاً لا فعلاً ، بات اللبنانيون أمام حزب شق طريقه كالصاروخ ، بل كالسرطان في جسد الأُمَّة اللبنانية ، وأمام هذا التقسيم وذاك التفتت ، استطاع الحزب الجديد – حزب الله الشيعي- وبدعم قوي من حليفه وداعمه الأول طهران ، الذي ما فتئ من الدعم المادي والمعنوي ، في ظل ترقب من الأحزاب الأخرى ، حتَّى استفحل الأمر ، وسيطر الحزب الشيعي على كل الطوائف ، فكان له ما أراد . كل هذه الأحزاب السياسية ، والطوائف الدينية ، ديدنها هو : مصادرة الفكر ، واعتقال الكلمة ، وتعطيل الإنسان اللبناني . اليوم ..وفي ظل هذا الطوفان البشري ، من جميع فصائل المجتمع الحزبية والطائفية ، خرج إلى الشارع ، في مظاهرات سلمية ، تُطالب بنبذ الطائفية ، والتعددية الحزبية ، والابتعاد عن لبنان المقسمة ، وترك لبنان لجميع اللبنانيين ، في إشارة واضحة إلى إنفجار شعبي ، طال انتظاره في نظر كل لبناني شريف! يطالبون اليوم بانبلاج فجرٍ جديد ، وقتل الفساد ، والمساواة وعدم التمايز ، فلا شرقية ولا غربية ، بل لبنان وحدة وطنية ، والمحافظة على الجيش للبنانيين وليس لحزب عن دون حزب ، ويجب أن يكون الولاء الكامل – غير مشروط- للبنان وطناً وحيداً وموحّداً ، بعيداً عن الحزبية والتعددية ، بل تكنوقراطية . أمام هذهِ الجموع ، يقفُ الجميع صاغراً .. إنها ضريبة الفساد المنتشر ، واحتقان الشارع ، فكانت الثورة الشعبية اللبنانية ، بكل أحزابها وطوائفها ، أمام التشتت الرئاسي ، والجمود الاقتصادي ، والابتعاد الاجتماعي عن الجسد الحقيقي .. إنهُا الشعوب ، إذا تحركت فلن يردها مدفع !!
مشاركة :