تواجه وزارة التربية الأزمات في عملها التربوي بعضها بسبب الظروف وأخرى ناتجة عن الميزانية وثالثة بسبب الإجراءات الحكومية الروتينية، فيما يزحف في طريقها الخطر الأكبر الذي يهدد مسيرتها ويضرب خططها الدراسية وهو إشاعات وسائل التواصل الاجتماعي «السوشيال ميديا» التي أصبحت تلزمها في كل مناسبة بملاحقة الإشاعات ونفيها وتعقب المروجين.آخر حركات الإشاعات كان فبركة حساب أستاذ في الهيئة العامة للتعليم التطبيقي والتدريب، وعد طلابه بمنحهم «بونص» 5 درجات مجانية بمناسبة عودة سمو الأمير سالماً معافى إلى أرض الوطن. وفيما تفاعل بعض الطلبة مع تغريدة «غير حقيقية» متقدمين بالشكر والعرفان للأستاذ راجين أن يحذو بقية الأساتذة في الجامعات والكليات الأخرى حذوه، قال تربويون لـ«الراي» إن «أخبار الغياب في المناسبات والأحداث العامة والظروف المناخية كانت ولم تزل تحتل نصيب الأسد من الفبركة في وسائل التواصل الاجتماعي، ولكن دخلت الدرجات المجانية الآن على خط المنافسة، ولا نعلم ما سيدخل أيضاً في هذا الفضاء الإلكتروني الذي تحمل ذبذباته كل أنواع الموبقات».وبيّن التربويون أن «عديمي الإنتاج من الطلبة أو الموظفين أو حتى المتقاعدين، على اختلاف أعمارهم ومستوياتهم، أصبحوا متخصصين في بث الأكاذيب والترويج لها في وسائل التواصل الاجتماعي بعضهم بسبب غفلته وعدم وعيه، حين ينساق وراء موج الكاذبين، وآخرون بشكل متعمد يحمل في طياته أهدافا شخصية، وأخرى نفسية تعود إلى شخصية مطلق الإشاعة وتركيبتها الفيسيولوجية المعقدة، والتي عادة ما تكون مضطربة النشأة، أو غير مستقرة بسبب بعض العوامل الأسرية أو المجتمعية».وأضافوا إن «عودة سمو الأمير مشافى إلى وطنه وأهله مناسبة أفرحتنا جميعاً، كويتيين ومقيمين على هذه الأرض، ولكن لا رابط بين عودة سموه وموضوع الدرجات المجانية التي يروج لها البعض»، مؤكدين أن «حب الوطن والأمير يعني الالتزام بالمسؤولية والواجب، وليس التخلي عنهما تحت أي ظرف، مستشهدين بمناسبتي العيد الوطني والتحرير اللتين تقام فيهما الكرنفالات والاحتفالات السنوية بشأنهما، ويدخل بعض المخربين على الخط فيتعكر صفو العائلات وينقلب الفرح في بعض المواقف إلى مأساة والحوادث بهذا الشأن على مر السنين تشهد». وقالوا «ما المانع إذاً أن نمنح طلبة المدارس درجات مجانية وعطلاً أسبوعية أيضاً بهذه المناسبة؟ وما الفرق بينهم وبين طلبة الجامعات أو الكليات الاخرى؟»، مشددين على ضرورة وقف هذا العبث، والتوقف عن بث هذه الإشاعات التي تضر بالعملية التعليمية كثيراً، وتضرب قلب المؤسسات التربوية المعنية بإعداد النشء.
مشاركة :