لقد تغبر الأميركيون يا رفاق، فلم يعد «يانكلي» اليوم هو «يانكي» أيام زمان ومصطلح «يانكي» أطلقه الانجليز قديما للسخرية من الأميركيين، وعموما لقد أفل نجم هذا «اليانكي» العتيد وبعد أن كان يتحرق شوقاً لقيادة العالم ترك الجمل بما حمل، وحتى الإسرائيليون حاروا في أمره، و«اليانكي» يا سادة معذور فقد أثقلت بلاده الديون، وأعيته الحروب العبثية، وإذا استمر الديموقراطيون في الحكم فإن العالم سيرتاح من صوت الآلة العسكرية الأميركية إلى حين. وهذه الأيام عين الأميركان «زايغه» فهي لم تعد تهتم بسحر الشرق، وأنا شخصيا لا ألومهم فالعالم العربي اليوم لا يمكن التعامل معه أو الوثوق به خصوصاً وأن الوعي العربي في مرحلة التشكل أو التطور «جوازا»، وسينتقل من مرحلة إلى مرحلة أخرى، ومثل هذه النقلة تحتاج إلى وقت طويل وثمن كبير. والأميركيون للأمانة لم يتخلوا عن المشرق العربي كرهاً فيه حاشا لله، ولكن السر وراء ذلك قالته وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كيلنتون في كتابها، وقد تعرض الكتاب للتشويه والتزوير مع سبق الإصرار والترصد في الصحافة العربية، وكل ما قالته المسكينة، هو «أنها حاولت جهدها، وشدت شعرها وشقت جيبها»، وهي تحاول إقناع العرب أن يغيروا من سياستهم ويستحوا ويتخذوا ولو نوعا بدائيا من الديموقراطية لتخفيف الاحتقان الشعبي في مناطقهم، ولكن العرب وعلى ذمة كلينتون أبوا واستكبروا، ومن هنا كان من الطبيعي أن تؤول الأمور إلى ما آلت إليه من ثورات واضطرابات في كل مكان. واليوم العالم العربي يدفع ثمن أخطائه، وبالنسبة للأميركيين فعدو عاقل خير من حليف غبي، فتركونا في حالنا نصفي بعضنا، وعندما ننتهي من بعضنا سيعودون لمن بقي منا حيا بالمساعدات الطبية والإنسانية. عافنا الأسد الأميركي الهرِم فالتقط الخيط الثعلب الفرنسي الشره، وهو مستعد لتزويدنا بالسلاح إلى آخر قطرة من دمائنا، وطبعا ليس من أجل سواد قلوبنا، ولكن من أجل المال فالفرنسيون يريدون تسويق بضاعتهم الراكدة خصوصا وأنهم يمرون بمشاكل مالية كبيرة. فمن الواضح أن الحرب مع الحوثيين ستكون طويلة كما قلت سابقا، والله أعلم كم من الزمن يجب أن يمر على المتحاربين هناك حتى يكتشفوا أن الصراع من خلال صناديق الاقتراع هو الحل الوحيد والبديل للصراع بالسلاح. وكنوع من التشجيع والتطبيل من بعيد خرجت علينا دراسة بريطانية ظريفة لم نسمع بها إلا هذه الأيام وكأنها تمهد طريقنا إلي جبهات القتال، وتقول هذه الدراسة التشجيعية إن الجيش الكويتي يعد العاشر نسبة إلى جيوش المنطقة، ولا أدري أي منطقة هذه؟، وهل هذه الدراسة قبل الغزو أم بعده؟، وهل جنود القواعد الأميركية في الحسبة أم خارجها؟، ولكن ما يجعلني أطمئن أكثر وأخلد إلى النوم مبكرا على غير عادتي، هو أن أحد المسؤولين في وزارة الدفاع يقول إن الجيش الكويتي جيش دفاعي، ولكنه بقدرة قادر يتحول إلى هجومي إذا دعت الضرورة. Fheadpost @gmail.com
مشاركة :