يستعد اقتصاد دبي للانطلاق نحو دورة جديدة من النمو والانتعاش مع انتهاء الأعمال الإنشائية لـ«إكسبو 2020 دبي» وبدء التسليم والتجريب، تمهيداً لاستقبال الدول المشاركة في الحدث بعد عام من الآن. وبالتزامن مع بدء العد التنازلي لانطلاق الحدث في 20 أكتوبر 2020، وتحديداً بعد 365 يوماً من الآن، تتزايد مستويات التفاؤل بين القطاعات الاقتصادية المختلفة التي تتوقع أن تشهد انتعاشاً قوياً خلال الفترة المقبلة، ما انعكس على توقعات المسؤولين والمؤسسات الدولية المختلفة التي رسمت صورة إيجابية للنمو الاقتصادي في دولة الإمارات. وأكد حمد بوعميم، مدير عام غرفة تجارة وصناعة دبي، أن العد التنازلي لإطلاق المعرض، هو إيذان ببدء مرحلة جديدة من النمو والتطور في اقتصاد دبي، حيث سيرسم «إكسبو 2020» مستقبل الإمارة واقتصادها مع تنامي القطاعات المتنوعة، واستمرار أعمال البنية التحتية والمشاريع التي تخدم القطاع الخاص ومجتمع الأعمال. وأشار بوعميم إلى أن «إكسبو» سيجلب نمواً في قطاعات منها السياحة، حيث أثبتت الإحصاءات الحديثة، ومنها تقرير لـ «فيتش سوليشنز» أن قطاع السياحة أحد المستفيدين الكبار من تنظيم «إكسبو 2020»، حيث أظهرت الإحصاءات أن «إكسبو شنغهاي 2010» عزز نمو السياح بنسبة 37.7% خلال عام استضافته في 2008، مقارنةً بـ 1.1% في عام 2009، في حين أن معرض «إكسبو هانوفر» عام 2000 سجل نمواً في عدد السياح بلغ 27.5% مقارنةً مع 3,7% في عام 1999. وأوضح بوعميم أن تدفق السياح إلى دبي للمشاركة في المعرض سيحدث حراكاً في تصدير الخدمات ودعم التوظيف وتعزيز الاستهلاك، وسيكون مصحوباً بالتأكيد بنمو في الناتج المحلي الإجمالي الحقيقي ما يعكس الأهمية المتزايدة للمعرض في إبراز الصورة الحقيقية لمستقبل الأعمال في الدولة، معتبراً أن قطاعات أخرى ستشهد نمواً لافتاً مثل قطاع البنية التحتية والخدمات اللوجستية والتجارة ما سيكون له انعكاسات إيجابية على استقطاب الاستثمارات الأجنبية إلى الإمارة. وأكد مدير عام غرفة دبي أن «إكسبو 2020» سيكون مناسبة لاستعراض الإنجازات التي حققتها الإمارات في مختلف المجالات، وسنكرس فيها ريادة رؤية قيادتنا الرشيدة بترسيخ مكانة دبي كوجهة عالمية متميزة ورائدة في عالم المال والأعمال. جدارة التنظيم من جانبه، قال سلطان أحمد بن سليم رئيس مجلس الإدارة الرئيس التنفيذي لمجموعة موانئ دبي العالمية، رئيس مؤسسة الموانئ والجمارك والمنطقة الحرة، إنه «مع بدء العد العكسي لانطلاق «إكسبو 2020»، تثبت دبي جدارتها باستضافة هذا الحدث العالمي الذي يعد أهم قمة دولية في العالم بمجال صناعة المعارض الداعمة لنمو حركة التجارة العالمية، فقد استكملت الإمارة غالبية التحضيرات لاستضافة المعرض قبل وقت مبكر من موعد تنظيمه وابتكرت مسارات جديدة ترافق «إكسبو 2020»، وتعزز نجاحه، من أبرزها تنظيم قمة استثنائية للحكومات تحت مسمى قمة «إكسبو» العالمية للحكومات 2020 في الفترة من 22 إلى 25 نوفمبر 2020 بالتزامن مع فعاليات المعرض. وأشار إلى أن مجموعة موانئ دبي العالمية كانت في مقدمة الشركات الوطنية والدولية التي أطلقت شراكتها في «إكسبو 2020» لتكرس جهودها وأنشطتها لدعم المعرض، وضمان تحقيقه لنجاح منقطع النظير يظهر مكانة دبي ودورها في الاقتصاد العالمي والتجارة الدولية، لذلك كشفت المجموعة مؤخراً عن تصميم جناحها في المعرض الذي سيكون أحد أكبر الأجنحة في موقع «إكسبو»، وهو يرتكز إلى مفهوم «تعزيز تدفق حركة التجارة»، حيث سيتمكن زوار الجناح، عبر استخدام أحدث التقنيات، مثل الواقع الافتراضي والواقع المعزز، لمشاهدة حركة الشحن حول العالم بصورة فورية، والاطلاع على كيفية سير التجارة العالمية وأثرها في كافة نواحي حياة الإنسان يومياً، ونحن نسابق الوقت منذ الآن لنقدم لزوار «إكسبو 2020» تجرية فريدة من نوعها في التعرف إلى محورية دور دبي في حركة التجارة العالمية والمستقبل الواعد للإمارة في تطوير الاقتصاد العالمي من خلال المبادرات الخلاقة لدبي ومن أبرزها حالياً خط دبي للحرير الذي تطلقه الإمارة لتعزيز قدرتها على الربط بين الأسواق الإقليمية والعالمية. تسهيلات جمركية للمشاركين كما أكد أحمد محبوب مصبح المدير العام لجمارك دبي، أن مسيرة الإعداد لاستضافة معرض «إكسبو 2020» بدأت قبل إعلان المركز الدولي للمعارض في نوفمبر 2013 عن فوز دولة الإمارات باستضافة دبي للمعرض، حيث شاركت جمارك دبي في إعداد ملف التقدم لاستضافة المعرض، وعرضت تسهيلات جمركية رائدة للمشاركين فيه، ويأتي تتويج جمارك دبي بجائزة الجهة الحكومية الداعمة لـ«إكسبو 2020» في الدورة الـ 21 لجوائز برنامج دبي للأداء الحكومي المتميز 2018، ليعكس مدى النجاح الذي حققته الدائرة في تطوير أدائها طوال السنوات الماضية لتحقيق استضافة استثنائية للمعرض. وقال: «قدمت جمارك دبي 24 مبادرة لدعم (إكسبو) واستكملنا تنفيذ معظم هذه المبادرات بنسبة 100%، وقد أنجزنا مشروعات الربط مع معظم الشركاء الحكوميين لتعزيز التكامل في الخدمات الحكومية للمشاركين، كما نجحنا في تسريع إنجاز الخدمات الجمركية المقدمة للمتعاملين وتمكنا من اختصار الوقت اللازم لتعبئة طلبات تخليص المعاملات الجمركية إلى 5 دقائق فقط مقارنة بـ 20 دقيقة سابقاً، بفضل منصة مساحة العمل الذكية وأصبحت أنظمتنا قادرة على إعطاء الموافقة التلقائية لنحو 98% من المعاملات الجمركية». إلى ذلك، توجت جمارك دبي مبادراتها الرائدة لتحقيق نجاح منقطع النظير في استضافة دبي «إكسبو 2020» من خلال تطوير قناة ذكية جديدة لتقديم خدمات جمركية فريدة من نوعها عالمياً للمشاركين في المعرض، حيث قامت فرق العمل المختصة في الدائرة بتطوير بنية متكاملة لقناة «إكسبو 2020» الجمركية الذكية لتخليص الشحنات القادمة إلى المعرض خلال زمن قياسي للإنجاز وبأفضل مستويات الجودة. وتتيح القناة الذكية للمشاركين تقديم طلباتهم للحصول على الخدمات عبر منصة من خلال الهواتف والأجهزة الذكية، إضافة للأنظمة الإلكترونية والذكية حيث تم تخصيص فرق عمل لإنجاز معاملات «إكسبو 2020» على مدار الساعة بواسطة أحدث الأنظمة الذكية التي تم تطويرها لإنجاز التخليص الجمركي وفي مقدمتها محرك المخاطر والإفصاح المبكر الذكي ومنظومة التدقيق الذكي وقناة الأعمال المتكاملة (B2G) التي ساهمت بفعالية في تطوير الأداء الجمركي ليصل عدد المعاملات الجمركية التي أنجزتها الدائرة في عام 2018 إلى 9.6 مليون معاملة. انتعاش سياحي بدوره، قال هلال سعيد المري، المدير العام لدائرة السياحة والتسويق التجاري بدبي «دبي للسياحة»: «إنّ استضافة الإمارات لـ(إكسبو 2020 دبي) إنجاز كبير؛ لأنه حدث عالمي وتاريخي، ويوفّر منصّة مثالية وغير مسبوقة في المنطقة وذلك للتعريف بإنجازات الدولة عموماً ودبي على وجه الخصوص. ولا شك في أنّ الفترة المقبلة ستكون إيجابية جداً واستثنائية وستتطلّب المزيد من التنسيق وتكاتف الجهود بين مختلف الجهات من القطاعين العام والخاص، لأنّ (إكسبو 2020) سيكون الأفضل في تاريخ معارض إكسبو الدولية». وأكد أنّ هذا الحدث الدولي سيسهم في الارتقاء بقطاع السياحة في دبي، وستنعكس آثاره على ازدهار عدد كبير من القطاعات مثل الضيافة والبيع بالتجزئة والتطوير العقاري والبناء والطيران والنقل وغيرها من مختلف القطاعات ما يعزّز من مكانة وقوة قطاعنا السياحي. وأضاف المري: «إننا في دبي للسياحة نحرص على التعاون مع شركائنا لتوفير البنية التحتية الملائمة والتجارب السياحية المميّزة». وتابع: «تركز حملاتنا التسويقية وجولاتنا التعريفية خلال الفترة الحالية على إبراز الاستعدادات الخاصة بتنظيم (إكسبو 2020 دبي)، وأيضاً الفرص المتنوعة التي يوفّرها، إلى جانب تسليط الضوء على أهمية أن تكون الإمارة على رأس قائمة الوجهات المفضلة للسفر خلال انعقاد هذا الحدث العالمي الذي يقام للمرة الأولى في المنطقة». وأكد أن أهمية تنظيم هذا الحدث في دبي، وحرص الحكومة على ضخ استثمارات ضخمة في تطوير البنية التحتية، حفز الكثير من رجال الأعمال والمطورين على الاستثمار في قطاعات تخدم وتستفيد في الوقت نفسه من هذا المعرض، بما فيها مشروعات قطاعات الضيافة والتجزئة والترفيه. انفتاح على العالم بدوره، قال نجيب محمد العلي، المدير التنفيذي لمكتب «إكسبو 2020 دبي»: «إن تبني استراتيجية التنوع الاقتصادي، وضعت دولة الإمارات على الخريطة العالمية للأحداث والفعاليات الدولية الضخمة، وتمثل استضافة (إكسبو) الدولي للأول مرة في منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا وجنوب آسيا دليلاً دامغاً على أن رحلة التطور والنمو التي تشهدها دولة الإمارات مستمرة». وأضاف: «سيدعم (إكسبو 2020 دبي) التعاون مع الشركاء والمشاركين انفتاح دول المنطقة على العالم، كما سيعمل على تطوير العلاقات الاقتصادية، مستفيداً من التطور التكنولوجي السريع، لاسيما الذكاء الصناعي، للدفع قدما بجهود التنمية المستدامة». إبهار تقني من جانبه، قال شكري عيد، المدير التنفيذي لدول منطقة الخليج لدى «سيسكو الشرق الأوسط»، إن البنية التحتية التقنية لـ«إكسبو 2020» ستكون الأكثر تطوراً في تاريخ المعرض لارتكازها على الجيل الجديد من الشبكات المبنية على المقاصد. وقال إن شركة سيسكو العالمية، شريك الشبكات الرقمية لـ«إكسبو 2020 دبي»، قامت قبل 400 يوم على انطلاق الحدث بتسليم وإنهاء المشاريع الأساسية الخاصة بموقع «إكسبو 2020» والتي تجسدت عبر إكمال مشروع تثبيت حلول الشبكات عالية الذكاء ضمن الأجنحة الرئيسة الثلاثة في مقر «إكسبو». كما انتهينا من تثبيت شبكة الأمان المادي والتي بدورها ستدعم شبكة كاميرات المراقبة CCTV لتمكين فرق الأمن والسلامة من تغطية كامل موقع «إكسبو 2020»، ومراقبة حركة الزوار على امتداد أرض المعرض الممتدة على مساحة 4.38 كيلومتر مربع. وأكد عيد أنه ومع هذه الإنجازات البارزة، نؤكد للجهات المعنية أن مستويات التقدم التقني التي تشهدها البنية التحتية التقنية لـ«إكسبو 2020» هي الأحدث والأكثر تطوراً في تاريخ قمم هذا المعرض، مؤكداً ثقته بأن معرض «إكسبو» سيبهر ملايين الزوّار من خلال تقديم تجربة استثنائية مدعومة بأحدث التقنيات والبنية التحتية الرقمية التي يوفرها شركاء «إكسبو 2020» التقنيين.