سجل اقتصاد دبي مؤشرات أداء قوية خلال شهر يوليو الماضي، عكست مستويات مرتفعة من التفاؤل بعودة الانتعاش خلال الربع الثالث من هذا العام، نتيجة الزخم الكبير الذي تشهده القطاعات الاقتصادية المختلفة تزامناً مع انطلاق اكسبو 2020 مطلع أكتوبر المقبل. ووفقاً لبيانات دراسة مؤشر مديري المشتريات الرئيسي لشهر يوليو، الخاص بدبي والصادر عن مجموعة أي إتش إس ماركيت، شهد القطاع الخاص غير النفطي في دبي توسعا قويا في شهر يوليو، بعد أن أدت زيادة إنفاق المستهلكين إلى أسرع زيادة مكررة في الإنتاج منذ شهر يوليو 2020، مما دفع الشركات إلى زيادة قواها العاملة بأسرع معدل خلال أكثر من عام ونصف. ويقيس مؤشر مديري المشتريات حركة الاقتصاد بدبي من خلال مراقبة التغيرات في الإنتاج والطلبيات الجديدة والتوظيف ومواعيد تسليم الموردين ومخزون السلع المشتراه، كما تشمل الدراسة اقتصاد القطاع الخاص غير المنتج للنفط في دبي، مع بيانات قطاعية إضافية منشورة بخصوص قطاعات السياحة والسفر، والجملة والتجزئة، والإنشاءات. ثاني أسرع انتعاش وارتفع مؤشر مديري المشتريات الخاص بدبي من 51.0 نقطة في شهر يونيو إلى 53.2 نقطة في شهر يوليو، بما يؤشر إلى تحسن قوي في الظروف التجارية للقطاع الخاص غير المنتج للنفط، ليسجل بذلك ثاني أسرع انتعاش منذ شهر نوفمبر 2019. وبحسب التقرير جاء المؤشر مدفوعا بارتفاع أسرع بكثير في مستويات الإنتاج في بداية الربع الثالث، مشيراً إلى أنه بعد هبوطه في كل من الشهرين السابقين، تسارع معدل نمو النشاط التجاري إلى أقوى مستوى مكرر في عام. السياحة والسفر وأظهرت بيانات القطاع أن شركات السفر والسياحة شهدت أكبر تحسن ملحوظ في نمو الإنتاج منذ شهر يونيو، مع تسجيل توسعات أسرع أيضا في مبيعات قطاعي الجملة والتجزئة والإنشاءات في الحالات التي شهدت زيادة في النشاط، غالبا ما أشارت الشركات التي شملتها الدراسة إلى ارتفاع الطلب وتحسن الظروف الاقتصادية من كوفيد- 19. وارتفعت أحجام الطلبات الجديدة بأسرع وتيرة في ثلاثة أشهر، في حين تجاوزت أيضا معدلات النمو المسجلة على مدار 16 شهرا قبل شهر أبريل. أشارت الشركات إلى زيادة الضغط على السعة الإنتاجية خلال شهر يوليو، حيث ارتفعت مستويات الأعمال المتراكمة إلى أقصى حد في فترة تزيد على عامين. انتعاش التوظيف وأظهرت بيانات المؤشر قيام الشركات غير المنتجة للنفط بزيادة أعداد القوى العاملة لديها في شهر يوليو، وأشار كثير منها إلى زيادة فرق المبيعات استجابة لتزايد أعداد العملاء، مشيرة إلى أنه وعلى الرغم من أن معدل خلق الوظائف كان هامشيًا فقط، فقد تسارع إلى أسرع معدل منذ شهر نوفمبر 2019، فيما كانت هناك زيادة متجددة في التوظيف بين شركات الجملة والتجزئة، في حين تسارع النمو في قطاعي السفر والسياحة والإنشاءات. وفي الوقت نفسه، أدى التأخير في شحنات مستلزمات الإنتاج ونقص سلع أساسية إلى مواجهة الشركات ارتفاعا في أسعار مستلزمات الإنتاج في شهر يوليو، لكن المعدل الإجمالي للتضخم كان متواضعا، وكان أبطأ من المتوسط على المدى الطويل. وأظهر التقرير أنه في حين رفعت بعض الشركات أسعار الإنتاج استجابة لارتفاع التكاليف، قام عدد أكبر من الشركات بزيادة أسعار الإنتاج، كما أشارت الشركات المشاركة في الدراسة إلى تقديم خصومات للعملاء لتحفيز المبيعات. التفاؤل على الرغم من ارتفاعها خلال شهر يوليو إلى أعلى مستوى في ثلاثة أشهر، علق غالبية الذين قدموا نظرة متفائلة تجاه العام المقبل على الآمال في الانتعاش الاقتصادي بسبب برنامج اللقاح والطلب المتعلق بمعرض إكسبو 2020، ومع ذلك، فإن المسار غير المؤكد للوباء وتأثير مشاكل الإمداد قد أضعف آفاق النمو. وقال ديفد أوين، الباحث الاقتصادي في المجموعة أن تسارع نمو الاقتصاد غير المنتج للنفط في دبي في يوليو، جاء مدعوما بارتفاع أعداد العملاء التي عززت المبيعات في قطاعي السفر والسياحة وتجارة الجملة والتجزئة. وكان هذا أيضًا محركًا رئيسيًا للتوظيف حيث ذكر كثير من الشركات تعيين موظفين للمبيعات، مما أدى إلى أسرع معدل لخلق فرص العمل منذ شهر نوفمبر 2019. وأوضح أن الشركات تأمل في الاستفادة من الانتعاش الاقتصادي خلال الفترة المتبقية من العام، موضحاً ان تسجيل مؤشر مدراء المشتريات الرئيسي 53.2 نقطة في شهر يوليو، وهو ثاني أعلى مستوى له خلال 20 شهرا، يعطي مزيدا من الطمأنينة بأن الاقتصاد يسير في الاتجاه الصحيح.
مشاركة :